10/06/2010
نافذة مصر / الزيتونة :
صدر عن مركز الزيتونة التقرير الاستراتيجي الفلسطيني السنوي لسنة 2009 ، وذلك للعام الخامس على التوالي .
وهو تقرير يستعرض بشكل علمي وموضوعي وشامل تطورات القضية الفلسطينية، في مختلف جوانبها، طوال سنة كاملة، ويحاول تقديم آخر المعلومات والإحصاءات المحدّثة الدقيقة، ضمن قراءة تحليلية واستشراف مستقبلي.
وقد أخذ هذا التقرير موقعه المتميز كمرجع أساسي من مراجع الدراسات الفلسطينية، لا غنى عنه لكل المهتمين بالشأن الفلسطيني.شارك في إعداد هذا التقرير 14 من الأساتذة والباحثين المتخصصين، وهو يعالج في ثمانية فصول الوضع الفلسطيني الداخلي، والمشهد الإسرائيلي الفلسطيني وتشابكاته، والمواقف العربية والإسلامية والدولية من القضية الفلسطينية، والوضع السكاني والاقتصادي الفلسطيني؛ كما يسلط الضوء على أوضاع القدس والمقدسات، ومعاناة الأرض والإنسان تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ويأمل المركز أن يكون هذا التقرير إضافة نوعية جادة في ميدان الدراسات الفلسطينية.
عدد الصفحات: 444 صفحة
مقدمة التقرير
الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم هو التقرير الاستراتيجي الفلسطيني لسنة 2009 الذي يصدر للعام الخامس على التوالي. وهو تقرير أخذ موقعه المتميز كمرجع أساسي من مراجع الدراسات الفلسطينية، والذي يستعرض بشكل علمي وموضوعي شامل تطورات القضية الفلسطينية، في مختلف جوانبها، طوال سنة كاملة، ويحاول تقديم آخر المعلومات والإحصاءات المحدّثة الدقيقة، ضمن قراءة تحليلية واستشراف مستقبلي.
|
لقد لاحظنا في سنة 2009 أن صمود المقاومة الفلسطينية وبسالتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (27/12/2008-18/1/2009) وتمكنها من إفشاله وإجباره على الانسحاب؛ أعطى دفعاً معنوياً كبيراً للشعب الفلسطيني، وحرّك الأجواء باتجاه تحقيق المصالحة الوطنية. غير أن وهج الصمود والتضحية، سرعان ما جرى امتصاصه في بيئة فلسطينية وعربية ودولية عاجزة عن استثماره؛ في الوقت الذي عاد فيه الحصار، ومعه الدمار الذي أحدثته الحرب، بينما تُرك جرح أهل غزة "ينزف ويتعفن". |
وعلى الرغم من جولات الحوار الوطني الطويلة، والجهود المصرية الكثيفة، خلال سنة 2009، للوصول إلى مصالحة وطنية، وعلى الرغم من أن هذا الحوار قطع أشواطاً واسعة في مساراته الخمسة المرتبطة بالمصالحة الوطنية، والأمن، ومنظمة التحرير، والحكومة الانتقالية، والانتخابات؛ إلا أن السنة انتهت دون التوقيع على اتفاق. ودخلت سنة 2010 وما زال العمل الوطني الفلسطيني يعاني من التشرذم والانقسام، ومن الشرعيات المنقوصة أو المنتهية للمؤسسات التمثيلية والقيادية الفلسطينية، ومن حالات التضاد في العمل الذي يؤدي إلى "حصيلة صفرية" إن لم تكن سالبة. وما زال المسار السياسي الفلسطيني تائهاً بين خيارات التسوية والمقاومة، وكيفية حسم خيارات التعامل إسرائيلياً وعربياً ودولياً، وما زالت صناعة القرار الفلسطيني تعاني من التأثير السلبي الخارجي، وهو أمر لا يمكن تجاوزه إلا بتقديم المصالح والأولويات العليا لشعب الفلسطيني، على أي ضغوط خارجية.
وإذا كانت سنة 2009 لم تشهد تقدماً ملموساً على صعيد المصالحة والوحدة والإنجازات الوطنية الفلسطينية، فإن الطرف الإسرائيلي نجح في التهرب من استحقاقات التسوية، ومن الضغوط الأمريكية، وتابع أجندته الخطيرة والنشطة في تهويد القدس، وتوسيع الاستيطان، وفرض الحقائق على الأرض، بينما كان عجز القيادات الرسمية الفلسطينية والعربية والإسلامية والمجتمع الدولي يغريه بمزيد من التمادي في العدوان والحصار والتهويد.
شارك في إعداد هذا التقرير 14 من الأساتذة والباحثين المتخصصين في الشأن الفلسطيني، وهو يعالج في ثمانية فصول الوضع الفلسطيني الداخلي، والمشهد الإسرائيلي الفلسطيني وتشابكاته، والقضية الفلسطينية عربياً وإسلامياً ودولياً، والوضع السكاني والاقتصادي الفلسطيني؛ كما يسلط الضوء على أوضاع القدس والمقدسات، ومعاناة الأرض والإنسان تحت الاحتلال الإسرائيلي.
لا بدّ من التنويه بجهود الأساتذة مستشاري التقرير، الذين كان لملاحظاتهم دور مهم في الارتقاء بمستوى التقرير. ويرحب مركز الزيتونة بانضمام زميلين عزيزين إلى مستشاري التقرير هما الدكتور مجدي حمّاد، والدكتور حسين أبو النمل. والشكر موصول إلى الزملاء والزميلات مساعدي التحرير وموظفي قسم الأرشيف بمركز الزيتونة، الذين قاموا بجهد كبير لإخراج هذا التقرير بشكل لائق.
خسر مركز الزيتونة والتقرير الاستراتيجي لسنة 2009 أحد أبرز داعميه ومستشاريه، الأستاذ الدكتور أنيس صايغ، أحد أبرز أعلام الدراسات الفلسطينية، والذي كان مستشاراً للتقرير طوال السنوات الأربعة السابقة. كما خسر المركز أحد أبرز أعضاء هيئته الاستشارية المؤرخ الكبير الأستاذ الدكتور محمد عيسى صالحية، والذي أثرى المركز بدعمه وأبحاثه واستشاراته. وفقد المركز أيضاً صديقين عزيزين طالما وقفا إلى جانبه مشاركة ونصحاً وتشجيعاً، هما الأستاذ شفيق الحوت، أحد قادة العمل الوطني الفلسطيني، وممثل منظمة التحرير في لبنان سابقاً، والدكتور كمال مدحت الخبير القانوني، ونائب ممثل منظمة التحرير في لبنان. إنه من الصعب حقاً أن يتمّ تعويض مثل هذه الكفاءات العلمية والوطنية، لكن عزاءنا أننا مصرّون في المركز على متابعة مسيرتهم بما يعزز البحث العلمي الجاد وبما يخدم قضايا وطننا وأمتنا.
وأخيراً، فإننا نحمد الله على النجاح والتجاوب الطيب الذي يلقاه التقرير، ونشكر كل من دعمه وشجع على استمراره، وكل من أفادنا بالنقد والنصح والتوجيه.
|
والحمد لله رب العالمين، |
|
المحرر |

