15/02/2010

 أكد مصدر قيادي في حركة "فتح" أن قضية رفيق الحسيني ليست بحاجة إلى لجنة تحقيق، مشيرًا إلى أن العديد من قيادات الحركة ناشدوا رئيس سلطة رام الله المنتهية ولايته محمود عباس أن يحلَّ القضية بعقلانية منذ عام ونصف، ولكنه لم يفعل، إلى أن تفاقمت ووصلت إلى هذا الحد.

وأضاف المصدر- الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه-: "كل الأوساط القيادية في حركة "فتح" تعرف هذه القضية التي شغلت الجميع لفترة طويلة، وللأسف طريقة التعامل معها جزءٌ من طريقة التعامل الخاطئة مع كثير من ملفات الفساد داخل الحركة؛ ما يدقُّ جرس الإنذار لحركة (فتح)".

وأكد أن هذه القضية كانت السبب الذي من أجله أقيل اللواء توفيق الطيراوي من منصبه مديرًا لجهاز المخابرات العام قبل أكثر من عام، ولم تفلح كل الوساطات الداخلية حينها في لملمة الموضوع.

وأشار إلى أن محمود عباس أخطأ في معالجة الموضوع ولم يتوقع أن يصل إلى هذا الحدِّ، وأن يتجرَّأ ضابط في جهاز المخابرات على الكشف العلني عن الموضوع بهذه الطريقة، فقد وقع في سوء تقدير وبصراحة استخفاف بقدرات الآخرين.

وحول تفاصيل القصة قال: "إن اللواء توفيق الطيراوي حين كان مديرًا لجهاز المخابرات زرع كاميرات بهدف الإيقاع برفيق الحسيني، ونجح في ذلك، ولكنه قام بعد ذلك بالتصرف كمن حصل على كنز واستخدمه لابتزاز الحسيني، وأعلم به أكثر من شخصية قيادية في "فتح" بهدف الضغط عليه، كما وصلت حينها نسخة إلى الرئيس عباس وكان مسافرًا وقت الحادثة.

وقال: "نصحت أوساط قيادية كثيرة في حركة "فتح" محمود عباس بأن يعالج الموضوع بسرعة من أجل إغلاق الملف وذلك من خلال إقالة رفيق الحسيني وتوفيق الطيراوي معًا، فالحسيني لوجود أدلة دامغة على تورطه في قضايا فساد جنسي واقتصادي، والطيراوي لكونه استخدم هذا الأسلوب في الإيقاع بالحسيني وبذلك تغلق القضية وتحل بشكل جذري".

وأشار إلى أن عباس لم يأخذ بهذه النصائح وأقدم على إقالة الطيراوي من منصبه مديرًا للمخابرات، في حين أبقى على الحسيني في منصبه؛ ما أشعل نارًا تحت الرماد، وكان تصرفًا غير منطقي أغضب كثيرًا من الفتحاويين.

واستبعد القيادي الفتحاوي أن تكون قياداتٌ من الوزن الثقيل في حركة "فتح" جرَّأت التميمي على أن يقوم بنشر الملفات بهذه الطريقة، معلِّلاً ذلك بأن الوضع الداخلي في الحركة اليوم لا يسمح بذلك، ولكنه أكد أن أوساطًا قياديةً كثيرةً في الحركة ستكون سعيدةً لما قام به التميمي، على الرغم من الضرر الفادح الذي لحق بحركة "فتح" من جرَّاء هذه القضية.

وأشار إلى أن هناك من يدافع عن التميمي داخل حركة "فتح" ويتفهَّم تصرُّفه هذا، بعد تجاهل غير مبرَّر من قِبَل محمود عباس لهذه القضية، خاصةً أولئك الذين هم على اطِّلاع بتفاصيل القضية من بداياتها.

واستهزأ القيادي الفتحاوي بقرار عباس تشكيل لجنة تحقيق في هذه القضية لمعرفة ما إذا كانت الاتهامات صحيحةً أم لا، مؤكدًا أن عباس يعرف جيدًا تفاصيل هذه القضية وخيوطها منذ فترة طويلة، وليست بحاجة إلى تحقيق، بل إلى قرار يتضمن إقالة الحسيني من منصبه.

وقال: "عباس يتصرف بطريقة غير مفهومة أحيانًا، وتبريرات ديوان الرئاسة لا تقنع أحدًا، وبصراحة هناك مرارة كبيرة في داخل الحركة".

_________

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام