15/01/2010م

دعا إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية إلى إستراتيجية عربية جديدة تقوم على إعادة الاعتبار للمحور التاريخي المصري السعودي السوري، بهدف خلق توازن جديد أمام الكيان الصهيوني.

وقال هنية خلال خطبة الجمعة اليوم (15-1) التي ألقاها في مسجد فلسطين بغزة: "ندعو إلى توازن جديد مع الاحتلال يقوم على المحور التاريخي المصري السعودي السوري، وإعادة الاعتبار لهذا المحور ليخلق نوعًا من التوازن مع الاحتلال الذي يريد أن يستفرد بالمنطقة".

وشدد على ضرورة أن ينفتح هذا المحور مع تركيا "القادمة من جديد، والتي تطوي صفحة تحالف مع الاحتلال استمر أكثر من 60 عامًا، والتي تستعيد دورها الإسلامي والدولي، وتعود إلى دورها في قضايا الأمة".

وشدد على ضرورة تعزيز التقارب التركي العربي، وقال: "ننظر باعتزاز إلى الانفتاح بين تركيا والمحيط العربي والإسلامي"، داعيًا إلى استثمار ذلك لصالح القضية الفلسطينية.

وقال إن "تركيا اليوم تعيد دورها الإسلامي، وتعود بالقوة إلى قضايا الأمة، وبالتحديد القضية الفلسطينية".

وأضاف: "لا بد أن يُفتح على تركيا وحتى على إيران، لأن البعض يريد أن يحدث من داخل الأمة أعداءً للأمة.. نحن أمة واحدة حتى وإن اختلفت المشارب والمواقف"، مشددًا على أن "العدو المركزي للأمة هو الاحتلال الصهيوني".

وفي سياق آخر، أكد هنية على إستراتيجية العلاقة مع مصر، داعيًا إلى معالجة أحداث رفح بشكل مسؤؤل، ووقف الحملة الإعلامية على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وغزة.

وقال: "آمل ألا تتكرر هذه الأحداث، ومعالجتها بشكل مسؤول بعيدًا عن وسائل الإعلام"، مشيرًا إلى أن حكومته تجري تحقيقاتها بواسطة وزارة الداخلية تحت إشرافه شخصيًّا.

وأضاف: "لن نخجل من الإعلان عن الأسباب التي أدت إلى وقوع ما جرى على الحدود المصرية"، موضحًا على أن السبب الرئيسي في معاناة شعبنا وأحداث رفح هو الاحتلال الصهيوني.

ودعا هنية وزيرَ الخارجية المصرية إلى تسليم الحكومة اسمي الشخصين اللذين قال الوزير إنهما قتلا الجندي المصري أثناء المسيرة الاحتجاجية، مؤكدًا أن الحكومة تُجري تحقيقات شاملة في الأحداث، مبينًا أن "روح الجندي المصري الذي استُشهد في الأحداث ودمه هي عزيزة مثل دماء الفلسطينيين والعرب".

وأضاف: "لا نفرق بين الدم المصري والفلسطيني والعربي.. لسنا نحن الذين نبيع الدماء في أسواق النخاسة".

وتابع قوله: "نريد لقطرة الدم هذه ألا تسقط إلا في مكانها.. متألمون باستشهاد الجندي المصري وبإصابة الجرحى من أبناء شعبنا، فهناك من أصيب بالشلل الرباعي من جراء الإصابة بالرصاص".

وقال: "نحن لا نفقد البوصلة رغم أن هناك حصارًا وجدارًا وعتبًا على جيراننا، متألمون لأن هناك جدارًا إسمنتيًّا من الشمال، وجدارًا إلكترونيًّا، وجدارًا فولاذيًّا، وبحرًا من الغرب"، مضيفًا: "من يستوعب من أبناء الأمة ذلك؟ نحن ندعو إلى معالجة هذه الأحداث بروح أخوية صادقة مبنية على التاريخ والعوائل التي بعضها يسكن في غزة ومصر".

وقال رئيس الوزراء إنه لولا الحصار والعدوان والاحتلال لما عاش شعبنا هذا الحال، مؤكدًا أن حكومته "تريد لشعب غزة أن يكون آمنًا، وكذلك مصر وكل الدول العربية، لأن أمنها قوة لنا".

وطالب بعدم إعطاء الاحتلال صكوك تمليك على فلسطين، وعدم تجريم المقاومة والمقاوِمين، مشددًا على أن من لم يستطع أن يستعيد الحقوق لا يجوز له أن يُغلق الأبواب أمام الأجيال القادمة، وقال: "من لم يستطع أن يقاوم لا يجوز له أن يتعرض للمقاوِمين.. هؤلاء الذين يدافعون عن الأرض والإنسان والاحتلالات".

وأضاف: "المقاومة في فلسطين أو لبنان أو العراق أو أفغانستان لا ينبغي البعض أن يتجرأ ليجرم هؤلاء الذين حملوا أرواحهم على أكفهم".

واستنكر هنية "الحملة الموجهة ضد فضيلة رئيس "اتحاد علماء المسلمين" الشيخ يوسف القرضاوي"، ممتدحًا جهوده في خدمة القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى بالتحديد.

كما أعرب عن ترحيبه بالوفد البرلماني الأوروبي الذي سيزور غزة اليوم، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تدل على أن غزة مفتوحة على العالم، وجهود كسر الحصار مستمرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام