22/11/2009

رفض مصدر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كشف الخطوات التي قطعتها الوساطة الألمانية - المصرية لإنجاز صفقة الأسرى، لكنه أكد أن الأمور لم تصل بعد إلى تحقيق المأمول منها بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بسبب عدم تجاوب الاحتلال مع مطالب المقاومة.

وأوضح مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "حماس" أسامة حمدان، في تصريحٍ صحفيٍّ له اليوم الأحد (22-11)، أن "حماس" جادة في مسعى صفقة الأسرى، وقال: "هناك جدية من طرف "حماس" في مسألة إتمام صفقة الأسرى، لكن من الواضح أن الأمور لا يمكن أن تصل إلى نهايتها السعيدة المتمثلة في الإفراج عن الأسرى والمعتقلين ما لم يستجب رئيس حكومة العدو لشروط المقاومة ومطالب.. نحن لا نتحدث عن أية نتائج حتى يتم تطبيق ذلك على الأرض، وكل ما أستطيع أن أقوله إننا نتابع الأمر بجدية وبحرص بما يحقق الأهداف التي تم وضعها منذ اليوم الأول لأسر الجندي الصهيوني غلعاد شاليط".

ونفى حمدان أية علاقة لموضوع صفقة الأسرى التي تجرى بوساطة ألمانية - مصرية، بقرار المقاومة وقفَ إطلاق الصواريخ من غزة، وقال: "التفاهم بين فصائل المقاومة على وقف تنفيذ عمليات إطلاق الصواريخ من غزة تفاهم ميداني يرتبط ببرنامج يتعلق بإعادة الإعمار، وهو تفاهم لا علاقة له بصفقة الأسرى من قريب ولا من بعيد، وقد عبَّر وزير الداخلية في غزة عن أن هذا التفاهم لا ينفي أحقية المقاومة في الرد على أي عدوان صهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني".

على صعيد آخر نفى حمدان أن يكون لدى "حماس" أي توجه إلى إجهاض الجهود المصرية للمصالحة الوطنية الفلسطينية، وأكد أن الحركة معنية بإنجاح هذه الجهود في تحقيق ما وصفه بـ"المصالحة التي تحفظ الحقوق وتصون الثوابت"، وقال: "الجميع يعرف أن الحوار الوطني كان قد وصل إلى طريق مسدود في حزيران (يونيو) الماضي عندما تم ربطها بشروط أجنبية تحت عنوان "الرباعية"، لكن "حماس" لم تستسلم لهذا الجمود، وبذلت جهودًا من أجل الخروج من ذلك، ونجحت في مطلع أيلول (سبتمبر) في فتح أمل جديد، غير أن الأمور عادت لتتجه سلبيًّا عندما تم تقديم ورقة احتوت بعض النقاط التي تم تحويرها، وأضافت نقاطًا جديدة لم نتفق عليها، فقلنا إن شرط نجاح المصالحة أن تتم بالتوافق لا بالإكراه، وطالبنا بمراجعة التعديلات والإضافات، وقد واجهنا تعنتًا في هذا، وأبلغنا موقفنا الوسيط المصري قبل أيام، ونؤكد أن الحركة مستعدة للتفاهم بشأن الورقة المطروحة وما تضمنته".

وأشار القيادي في "حماس" إلى أن المستجدات التي حدثت في الساحة الفلسطينية مؤخرًا أكدت لهم صحة مخاوفهم، وقال: "الآن نحن أمام تطورات جديدة أكدت مخاوفنا السابقة، وأول هذه المستجدات إعلان محمود عباس عن الانتخابات من جانب واحد، وهو ما يعني أنه لا يزال يتصرف بعقلية أحادية، والثاني هو الإصرار على الذهاب إلى التسوية على الرغم من كل الإجراءات التي اتخذتها أمريكا و"إسرائيل" التي حوَّلت المفاوضات إلى استسلام، والثالث إعلان لجنة الانتخابات عدم إمكانية إجراء الانتخابات، على هذا الأساس نحن نؤكد موقفنا بضرورة إنجاح المصالحة الوطنية، ونريد التوقيع على ورقة متفق عليها لكي يصمد الاتفاق".

ونفى حمدان وجود أي مواعيد محددة لاستئناف الحوار مجددًا في القاهرة، وقال: "حتى الآن ليس هنالك أي موعد رسمي للحوار، ولم نبلَّغ من الوسيط المصري بأي مواعيد، و"حماس" معنية بإنجاح الجهد المصري، وهي التي أعطت دفعة لهذا الجهد بعد حزيران (يونيو) الماضي، وبادرت إلى إحيائه، وقد كان التجاوب المصري في المستوى، ونحن نقدر هذا التجاوب، وحريصون على أن يكون النجاح مصير هذا الجهد، أما الحديث عن أن "حماس" لا تريد نجاح الجهد المصري فهو افتراء لا علاقة له بالواقع".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام