قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حالة من القلق تسود الائتلاف اليميني الحاكم في دولة الاحتلال في ظل مخاوف من احتمال أن يعلن حاخامات الحريديم انسحابهم من ائتلاف نتنياهو وإسقاط حكومته والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

 

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية أمس الثلاثاء إنه في حين يدفع أعضاء الكنيست بمشاريع قوانين ومبادرات سياسية مختلفة، فإن الحدث السياسي الأكثر أهمية، ناهيك عن كونه الأكثر إثارة للصدمة منذ تشكيل الحكومة قبل ثلاث سنوات، سيقام تحت جسر هاميتار في القدس المحتلة، الخميس، في “المظاهرة المليونية” للجمهور الحريدي.

 

وأضافت أنه مع كل لحظة تمر من التحضيرات للمظاهرة، وفي ظل عدم وجود مشروع قانون يعفي الشبان الحريديم من التجند في جيش الاحتلال في الأفق، يتزايد التقدير بين جميع الأحزاب بأن الحاخامات سيستغلون المظاهرة لإعلان نهاية مسار حكومة نتنياهو، ويشمل ذلك دعم حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات مبكرة.

 

واشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في برلمان الاحتلال بوعاز بيسموت، يبذلان جهودا لمنع أو على الأقل تأجيل، شر المرسوم الحاخامي، وليس من المؤكد على الإطلاق نجاحهما في مسعاهم.

 

ولفتت الصحيفة إلى أعضاء الكنيست وقادة الأحزاب الحريدية يعترفون صراحةً بأن الحدث السياسي الأكبر الذي يهم الجمهور الحريدي أكثر من أي شيء آخر، وهو تنظيم وضع طلاب المدارس الدينية، لم يعد يُدار من قِبلهم، حيث سُلبت السيطرة منهم وانتقلت بالكامل إلى أيدي الحاخامات.

 

من وجهة نظرهم، على الحكومة التي لا تستطيع حماية عالم التوراة أن تُغادر، بغض النظر عما سيحدث لاحقًا.

 

وقالت الصحيفة: “ما لم يحدث تغيير جذري في الوضع، فمن المرجح أن يُعلنوا يوم الخميس عن حل الحكومة”.

 

محاولات سياسية لتفادي الانهيار

 

يحاول نتنياهو، بمشاركة رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بوعاز بيسموت، طرح مقترح تفاهم جديد لتأجيل القرار المرتقب من الحاخامات. لكن مصادر سياسية عبّرت عن شكوكها في نجاح المساعي، مؤكدة أن النص المقترح ما زال غامضًا ولا يتضمن صياغة قانونية واضحة.

 

في المقابل، تسود أوساط الحريديم حالة من الغضب، عبّر عنها أحد الحاخامات في تصريح لصحيفة معاريف بقوله إنهم "أبقوا الحكومة حيّة حتى الآن، لكنهم لن يفعلوا ذلك بعد اليوم".

 

احتمال سقوط الحكومة

 

ويرى مراقبون أن أي إعلان من المرجعيات الدينية عن سحب الغطاء من الائتلاف سيقود مباشرة إلى حلّ الكنيست وإجراء انتخابات خامسة خلال أقل من خمس سنوات. ويؤكد محللون أن ما يجري يكشف مدى هشاشة التحالف داخل أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، والتي قد تسقط هذه المرة بأيدي حلفائها قبل معارضيها.

 

وفي وقت سابق، قال كبار الحاخامات من تحالف "يهودية التوراة المتحدة"، إن الحزب سيسحب دعمه للحكومة وسط خلاف حول إجبار الرجال اليهود الأرثوذكس المتشددين دينيا على الخدمة في الجيش الإسرائيلي.

 

ويشغل الحزب، الذي يمثل الطائفة اليهودية الحريدية المتشددة، سبعة من أصل 120 مقعدًا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).

 

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "هآرتس" عن أحد الوزراء المقربين من نتنياهو توقعه بانهيار الحكومة في الشتاء.

 

وأضاف: "هناك أسباب كافية للاعتقاد بأن الائتلاف لن يصمد بعد بضعة أشهر من عودة الكنيست من العطلة الصيفية".

 

وتابع: "قد يكون السبب قانون التجنيد، أو استطلاعات رأي سموتريتش، أو الميزانية، وهي احتمالات تبدو مستحيلة في الوقت الحالي".

 

وتشغل حكومة نتنياهو اليمينية حاليا 68 مقعدًا، مما يعني أن انسحاب حزب "يهودية التوراة المتحدة" سيجعل أغلبية حكومته على المحك.

 

ولطالما كانت قضية تجنيد الرجال الإسرائيليين المتدينين بشدة في الجيش نقطة توتر داخل ائتلاف نتنياهو.

 

وعادت هذه القضية إلى جدول الأعمال بسبب الحرب في غزة، حيث حذر القادة من نقص عاجل في الجنود الجاهزين للقتال.

 

ورغم أنه تم إعفاء أفراد المجتمعات الأرثوذكسية المتشددة من الخدمة العسكرية الإلزامية على مدى عقود، فقد انتهى الإعفاء في العام الماضي، وفشلت الحكومة في إصدار قانون جديد لتعزيز هذا الوضع الخاص.

 

وقضت المحكمة العليا، في صيف عام 2024، بتجنيد الرجال الأرثوذكس المتشددين في الخدمة العسكرية.

 

ويرى كثير من اليهود المتشددين أن الخدمة العسكرية تهدد نمط حياتهم الديني، ويعود ذلك جزئيا إلى أن النساء والرجال يخدمون معا في الجيش.