06/08/2009
احتدم الخلاف والاستقطاب بين أعضاء حركة "فتح" وكوادرها في اليوم الثاني من مؤتمر بيت لحم الأربعاء (5-8)، ووصل الأمر إلى حد طرد أعضاء، والاعتداء على آخرين.
وأكدت مصادر متطابقة من داخل المؤتمر، أن أعضاء في المؤتمر ثاروا في وجه الطيب عبد الرحيم (عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" وأمين عام الرئاسة الفلسطينية الذي تُوجَّه له تهم بالفساد) وأجبروه على النزول عن منصة المؤتمر عندما أعلن بكل استخفاف أنه لا يوجد تقرير للجنة المركزية، وأنه يمكن اعتبار خطاب محمود عباس في الجلسة الافتتاحية بمثابة تقرير، وهو الأمر الذي لم يعجب الكثير من الأعضاء الذين ثاروا في وجهه وأجبروه على النزول قبل ان يتم استدعاء عباس الذي عمل على قمع الحاضرين، وهددهم إما الانضباط أو الطرد.
وذكرت المصادر أنه عندما حضر عباس للاجتماع وحاول إسكات الأعضاء وقف له حسام خضر وطلب مداخلة، فرفض عباس وطلب منه أن يجلس، إلا أنه رفض، مما أدى إلى ملاسنة بينهما قال فيها خضر لعباس: "أنت عضو في المؤتمر مثلك مثل أي عضو، ولا تختلف عنا بأي شيء"، وهو الأمر الذي أعقبه هجومٌ من قِبل حرس عباس على خضر ومحاولة طرده، الأمر الذي أثار موجة احتجاج عارمة لدى الأعضاء الذين عملوا على تهدئة الأمور بإسكات خضر.
وأوضح خضر -الذي رشح نفسه لعضوية اللجنة المركزية- في تصريحات له أن التوتر حدث بعد أن صعد أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم إلى منصة المؤتمر وحاول تبرير عدم تقديم تقريرٍ للجنة المركزية منذ 20 عامًا.
وأضاف أن "عبد الرحيم حاول تبرير ذلك بأن اللجنة لم تكن جاهزة بتقريرها، واعتمدت كلمة الرئيس محمود عباس الافتتاحية تقريرًا لها"، وقال إن أعضاء المؤتمر "عدوا هذا استخفافًا بعقول أعضاء المؤتمر السادس، لأن التقرير يُفترض أن يتضمن تفاصيل المؤتمر، وأن خطاب الرئيس لا يغني عن التقرير"، مشيرًا إلى أن طريقة عبد الرحيم لم تكن مقبولة من جميع أعضاء المؤتمر.
وعدَّ خضر هذا الفعل بأنه تعبيرٌ عن "عجز هذه القيادة التي هرمت عن قيادة حركة (فتح)"، مشيرًا إلى أن أعضاء المؤتمر فرضوا على عبد الرحيم النزول عن المنصة ما استدعى حضور الرئيس عباس.
وبحسب المصادر الإعلامية، فإن الجلسة الأولى شهدت مشادةً تحولت إلى اعتداء بالضرب من قِبل حراس عباس على مسؤول المخابرات السابق توفيق الطيراوي الذي يطمح إلى الترشح لعضوية اللجنة المركزية .
وبحسب المعلومات التي أوردتها صحيفة "القدس العربي"، فإن الحادث وقع حينما كان الطيراوي يحاول إدخال أعضاء من المؤتمر من الساحة اللبنانية إلى القاعة بعد أن واجهوا مشاكل في الحصول على البطاقات اللازمة .
وتعرض أحد أعضاء المؤتمر من كبار السن -يفوق سنه السبعين عامًا- إلى ركلات من قبل الحراس نُقِل على إثرها للمستشفى حين همَّ بفض الخلاف وإبعاد الحراس عن الطيراوي .
وقالت المصادر إلى أن المؤتمر شهدت حالة استقطاب بين عدة محاور، حيث برزت على الأقل ثلاثة محاور بارزة، المحور الأول قريع– البرغوثي، والمحور الثاني جبريل الرجوب، اللذان تباينا مع محور تابع لمحمد دحلان.
وذكرت المصادر أن محوري قريع– البرغوثي والرجوب يرفضان محاولة محور جماعة دحلان فرض "كوتة" خاصة لقطاع غزة، ويطالبون بأن يشارك أعضاء غزة في الانتخابات عبر وسائل الاتصال.
وأوضحت المصادر أن دحلان يرفض هذا العرض؛ لأنه يقلص فرصه وفرص المقربين منه من الوصول إلى عضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام