06/05/2009

قالت مصادر أمنية عالية المستوى في تل أبيب، أمس الثلاثاء، إنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كالت المديح لنشاط الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، للبحث عن عناصر تعمل لصالح حركة حماس وحزب الله اللبناني.

وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، المعروف بصلاته الوطيدة مع المنظومة الأمنية في الدولة العبرية إنّه في هذا السياق تمّ تشكيل دائرة خاصة وظيفتها البحث عن عناصر تم زرعهم من قبل حماس وحزب الله في داخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وبموجب المصادر عينها، فإنّه حتى الآن تم اعتقال العشرات من عناصر الأجهزة الأمنية وذلك بشبهة التعاون مع حماس وحزب الله، على حد قول المصادر. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن السلطة الفلسطينية تبذل جهوداً مركزة ومكثفة في البحث عن عناصر تعمل لصالح حزب الله وحماس، وزادت المصادر ذاتها قائلة إنّ هذه الخطوة الجديدة تأتي في إطار سلسلة من الخطوات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية ضد حماس، ويهدف ذلك، من بين جملة الأهداف، إلى منع وصول معلومات من الأجهزة الأمنية إلى فصائل المقاومة الفلسطينية.
ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أنّ قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت قد أطلقت، قبل سنة ونصف السنة، حملة واسعة ضد البنية المدنية لحماس (الدعوة) في الضفة الغربية، وبعد مرور عدة أشهر قررت الحكومة الإسرائيلية بالتنسيق مع القادة الأمنيين في السلطة والجنرال الأمريكي كيث دايتون، تحويل هذه المهمة إلى السلطة الفلسطينية التي تواصل حتى اليوم حملات الاقتحام والاعتقال ضد عناصر حماس.


ونقلت الصحيفة العبرية عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولها إنّ السلطة الفلسطينية فعّالة أكثر في هذا المجال بالمقارنة مع جيش الاحتلال والشاباك، وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية كشفت مؤخراً عن مخزن معلومات محوسب لحماس في نابلس، يتيح لها جمع معلومات استخبارية مهمة عن كافة فعاليات الحركة في الضفة. ونقلت الصحيفة عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولها إنّها تشير بالإيجاب إلى مستوى التنسيق الأمني بين قوات الاحتلال والشاباك وبين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، علاوة على زيادة التنسيق بين الأجهزة الأمنية ذاتها.
كما نقل عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنّ السلطة الفلسطينية تعمل الآن في الضفة بشكل مثير لم يسبق له مثيل خلال السنوات الـ16 منذ توقيع اتفاق أوسلو في أيلول/ سبتمبر 1993.
وزعمت الصحيفة العبرية انّه في عملية الدهم التي قامت بها الأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل عدة أسابيع على مسجد تابع لحماس في مدينة قلقيلية تمّ العثور على مواد تفجيرية كثيرة، ومنها 17 كغم من مادة (تي.إن.تي)، ولفتت الصحيفة إلى أن استعمال هذه المواد في العمليات الاستشهادية يؤدي إلى إيقاع عدد كبير من المصابين بين قتلى وجرحى، ووفق المصادر الإسرائيلية فإنّ حماس تمكنت من الحصول على هذه المادة المتفجرة والخطيرة من الجيش الإسرائيلي.
إلى ذلك، قال مصدر فلسطيني كبير لصحيفة "هآرتس" إن في السلطة قراراً لمواصلة التنسيق الاقتصادي، المدني والأمني مع حكومة نتنياهو الجديدة رغم عدم وجود مفاوضات سياسية.
وفي موضوع التنسيق الأمني، أفاد المصدر الكبير بأنه مستمر مثلما كان في عهد أولمرت. وفي هذه الأثناء على الأرض، تواصل أجهزة الأمن الفلسطينية التعاون الأمني مع إسرائيل، حتى بعد قيام حكومة بنيامين نتنياهو. ويجد التعاون تعبيره في تسليم وسائل قتالية، ولكن بالمقابل تقوم قوات الأمن الفلسطينية بعمليات هجومية على الأرض ضد حماس والجهاد الإسلامي، وذلك رغم انّ المفاوضات بين فتح وحماس استؤنفت حول المصالحة بين الحركتين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : القدس العربي