10 / 3 / 2009
غزة : المركز الفلسطينى للاعلام :
سلَّم "جورج غالاوي" النائب في مجلس العموم البريطاني اليوم الثلاثاء (10-3) مبالغَ ماليةً ومساعداتٍ طبيةً ومركباتٍ جمعها من بريطانيا ودولٍ أوروبيةٍ وعربيةٍ أخرى الحكومةَ الفلسطينية في قطاع غزة.
وأكد "غالاوي" خلال حفل تسليم المساعدات الذي أقيم في منطقة الكتيبة غرب غزة ضرورة رفع الحصار عن القطاع وإيصال المساعدات بشكلٍ عاجلٍ وفوريٍّ إلى الشعب الفلسطيني الذي عانى ويلات الحرب الصهيونية، قائلاً: "تبرعتُ أنا وأصدقائي للشعب الفلسطيني بمائة مركبة ثمنها يعادل 800 ألف جنيه إسترليني، إضافةً إلى مساعدات طبية و"لوجستية" سمحت السلطات المصرية بعبورها عبر معبر رفح البري".
وأشار إلى أن القائمين على قافلة "شريان الحياة" حاربوا بشدة للحفاظ على أكبر قدر ممكن من المساعدات في المركبات بهدف إدخالها غزة، مستعرضًا إجراء التفتيش التي نفَّذها ضباط الأمن المصريون ضد حافلات القافلة.
وأكد "غالاوي" وجود أزمة حول الحصار عند الأنظمة العربية؛ "لأن شعوبهم وبعض المسؤولين حتى المفتشين وضباط الحدود يرفضون ذلك الحصار".
وقال مخاطبًا الحكومة البريطانية: "أنا أريد أن أكسر العقوبات المفروضة على الحكومة الشرعية والمنتخبَة من قِبل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وقدَّم "غالاوي" ثلاثة سيارات و25 ألف جنيه إسترليني إلى رئيس الوزراء إسماعيل هنية قائلاً: "هذه ليست صدقةً.. إنها سياسة، وحكومة هنية خير من تقدَّم إليه الأموال وخير من يحتاجها"، موجهًا رسالةً إلى الحكومات الأوروبية، قائلاً: إذا "أردتم محاكمتي فلن تجدوا لجنة محلفين تدينني، لكنها ستدينكم أنتم؛ لأنكم حاصرتم فلسطين".
وأضاف "غالاوي": "بالنيابة عن أصدقائي في الرحلة نشكركم من أعماق قلوبنا على الترحيب والكلمات الجميلة التي تكلَّمتم بها، وعلى الفرصة التي منحتمونا إياها لتقبيل أرض فلسطين هذه الأرض المقدسة في ذكرى المولد النبوي"، موضحًا أنهم قاموا برحلةٍ طويلةٍ وصعبةٍ واجهوا خلالها صعوباتٍ كثيرةً منها طبيعية وأخرى غير طبيعية، وأنه بالرغم من ذلك نجحوا في الوصول إلى قطاع غزة.
وقال مخاطبًا أعضاء الحملة: "لقد أصبحتم أبطالاً وأساطيرَ.. لن ينساكم أحدٌ في فلسطين.. هذا الحراك سيقدِّره أبناؤكم وإخوانكم، وسيفخرون بكم لأنكم حاولتم كسر الحصار عن غزة".
وأضاف: "ابني زين الدين الذي يبلغ من العمر عامين يراني الآن على شاشة التلفاز من لندن ويقول "تحيا فلسطين"، وعندما يصبح رجلاً سيتذكر أن أباه قرَّر أن يتحرَّك ووصل إلى فلسطين، ويومًا سيعود هو أو ابنه إليكم إلى فلسطين وعاصمتها القدس".
وأشار إلى أنهم قابلوا رجلاً مُسنًّا جعلهم يبكون عندما قال لهم: "نستطيع بكم العودة إلى أرضنا وتحريرها ونطرد الصهاينة منها".
من جانبه، قال زاهر ميراوي ممثل المنتدى الفلسطيني في بريطانيا: "بفضلكم تمكنَّا من إيصال القضية الفلسطينية إلى الجميع، وخاصةً الأوساط الرسمية، وأرجو أن يتحوَّل ذلك إلى اعترافٍ رسميٍّ بالحكومة الشرعية في غزة".
ودعا الفلسطينيين إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد، وأن يعزِّزوا وحدتهم الوطنية بعدم التنازل عن الثوابت الفلسطينية، وخاصةً حق العودة، مؤكدًا أنهم ورغم الحياة الرغيدة التي يعيشونها في بريطانيا لن ينسوا فلسطين، وسيعودون إليها يومًا ما، معربًا في الوقت ذاته عن أمله أن تنجح مباحثات القاهرة في لمِّ الشمل الفلسطيني وأن تسفر عن وحدةٍ حقيقيةٍ.
وشدد ممثل المنتدى الفلسطيني في بريطانيا على أهمية كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، موضحًا أن كافة الشعوب التي مروا بها عبَّرت عن تضامنها الكامل مع أهالي قطاع غزة وتمنَّت رفع الحصار عنهم.
من جهته، أوضح علي خافاجي (من "بلاكبيرن"- بريطانيا) أنهم عندما دخلوا غزة شعروا بالفرحة والسعادة؛ لأنهم شعروا أنهم داخل بلادهم، ولكن الحزن سرعان ما طغى عليهم عندما شاهدوا الدمار الهائل الذي خلَّفته الحرب الصهيونية.
وطالب خافاجي العالم بعدم المساواة بين الضحية والجلاد، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني وحكومته في غزة ليسوا "إرهابيين"، وأن الصهاينة هم الإرهابيون ومجرمو الحرب.

