7/2/2009

أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن الشعب الفلسطيني اختار المقاومة وانحاز لصفها، وبالتالي فلا شرعية لأي مؤسسة فلسطينية تتناقض مع خيار الشعب.

وقال مشعل في كلمته أمام مهرجان "وانتصرت غزة" الذي أقيم اليوم الجمعة في العاصمة السورية دمشق: إنه لا جدال في كون منظمة التحرير الفلسطينية هي بيت للفلسطينيين في الداخل والخارج، مشدداً في الوقت ذاته على أن  مؤسساتها في اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني قد فقدت شرعيتها الوطنية منذ سنين.

واستهجن القيادي الفلسطيني موقف المشككين في انتصار المقاومة في غزة، وقال: "منذ اليوم الأول قلنا ومازلنا نقول: انتصرت المقاومة وانتصرت غزة واندحر العدو، لماذا يستكثر البعض علينا مثل هذا الانتصار؟! لماذا يستكثر الانتصار على شعب مؤمن جاهد وانتصر بكل شجاعة؟! لماذا نستذكر انتصار القلة على الكثرة؟!".

وأضاف- بحسب المركز الفلسطيني للإعلام-: "إنكار العدو لهزيمته على أرض غزة، أمر لا يعنينا خاصة في أنهم في موسم الانتخابات"، مخاطبًا كل المشككين في الانتصار "ألا تؤمنون إلا بدليل إسرائيلي؟! إن المفارقة المؤلمة حين نرى جدلاً في بعض الصف الفلسطيني والعربي يصرف الهزيمة عن إسرائيل، في الوقت الذي نرى جدلا إسرائيليا داخلياً يتهم إسرائيل بالفشل".

وشدد مشعل على "أن معركة غزة عززت الثقة لدى شعبنا وأمتنا بقدرة المقاومة على التحرير، وكل فلسطيني وعربي، وكل مسلم في العالم يدرك أن الرهان على المقاومة ولا شيء غيرها، ولن يعيد لنا قدسنا إلا المقاومة، واستطلاعات الرأي حول المقاومة مؤشراتها صاعدة، أما مؤشرات المفاوضات فهي هابطة".

وحول التهديدات الصهيونية لغزة تساءل مشعل: "ماذا أنتم فاعلون يا قادة العدو؟! لو كان عندكم شيء تقدرون فيه على أرض غزة لفعلتم، لكن تهديدكم اليوم هو دليل فشلكم وهزيمتكم"، موضحا "أن ما فشل العدو في إنجازه في الميدان وعبر النار والإف 16 والفسفور، يسعى جاهداً اليوم لانتزاعه منا في ميدان السياسة والمفاوضات المريرة".

وشدد القائد الفلسطيني على أن جولات المفاوضات مع مصر، هي لتثبيت الحقوق الفلسطينية في رفع الحصار وفتح المعابر وتسريع عملية الإعمار، مشددًا "على أنه بغير هذه المطالب فلن تكون هناك تهدئة"، موضحا أن العدو الصهيوني حتى هذه اللحظة لم يقدم التزاماً صريحاً برفع الحصار وفتح المعابر، ولم يقدم أي ضمانة لتحقيق ذلك.

وحول التأخير في عملية الإعمار أوضح مشعل أن التسريع في عملية الإعمار هي أبسط حقوق الشعب العظيم في غزة، في حين يريد العدو الصهيوني وحلفاؤه "أن يعاقبوا الشعب والمقاومة بتأخير البناء، حتى ينتفض الشعب على المقاومة، ويدفع للثورة عليها لأنها تأخرت في الإعمار".

وفي موضوع جمع الأموال لإغاثة الشعب المنكوب في غزة قال مشعل: "نعم نحن جمعنا الأموال وما زلنا نجمعها من العرب والمسلمين والدول والشعوب وأرسلناها ونرسلها لشعبنا في غزة، حتى نؤدي واجبنا تجاهه، هذا واجبنا نجاهر به، ونؤكد أن جمع المال من العرب والمسلمين وإرساله إلى غزة ليس تهمة، بل مكرمة وواجب".

وأضاف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "من يحمل المال إلى غزة يستحق تحية تكريم لا يستحق تكفيراً ولا تبطيلاً". وأضاف مشعل أن فصائل المقاومة تريد أن تعيد لم الشمل على قضية فلسطين، بعيدًا عن التمحور والحسابات الضيقة "ولا نريد تقسيم الأمة إلى معسكرات ومحاور، إن الذين يتهموننا هم الذين  يقعون في فخها".

كما قدم مشعل تحية لكل الأمة وشكر سفينة الأخوة اللبنانية، وشكر كل الوفود والفرق الطبية والإغاثية والبرلمانية التي ذهبت إلى غزة، وقال: "شكراً لمن وطئت أقدامه أرض غزة وليقول لأهلها نحن معكم في السراء والضراء".

وحيا سوريا وإيران والسودان وقطر وتركيا ورئيس وزراءها رجب طيب أردوغان الذي أغاظ بيريز في دافوس، كما حيا الرئيس الفنزويلي شافير وبوليفا، ومن قطع علاقاته مع الكيان الصهيوني "كرامة لعيون غزة"، وحيا حزب الله، وكل من وقف في صف المقاومة.

وختم بقوله: "إن دعم المقاومة والرهان على الأمة العربية أنفع من محاولة التأثير على الانتخابات الإسرائيلية، نحن فصائل المقاومة لا نبالي على أي صهوة ، خضنا المعركة في وجه كاديما والعمل هؤلاء أعداؤنا هؤلاء محتلون وقتلة".  

الإسلام اليوم/ وكالات