29/01/2009
أعلن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن أن حركته ستعمل على بناء مرجعية وطنية فلسطينية تمثّل الداخل والخارج، وتمثل الداخل والخارج وتضم كل قوى الشعب الفلسطيني وتياراته الوطنية.
وقال بشأن المصالحة والحوار الوطني الفلسطيني، خلال الاحتفالية بنصر غزة التي أقامها نادي قطر الرياضي مساء الأربعاء (28/1) بفندق شيراتون الدوحة: "نحن في حماس وقوى المقاومة الحيّة نرحب بالحوار وبالمصالحة ولكن على أساس الثوابت الوطنية، أما أن يكون الحوار مدخلا لفرض الأجندة الأجنبية وعلى حساب حقوق شعبنا فهو حوار كاذب".
وشدد في هذا السياق على أنه "لا حوار ولا مصداقية لأي دعوة للمصالحة في ظل الاعتقالات وإغلاق المؤسسات الوطنية والتنسيق مع العدو". ورأى أن "على من يريد المصالحة أن يوفر مناخها ويظهر حسن النوايا".
وأكد مشعل أن "حماس تميز بين السلطة والرئاسة وبين حركة فتح، وبالتالي فإنها (حماس)، موافقة على الحوار الوطني الفلسطيني وفقاً لمبادئ فتح الأولى والرصاصة الأولى". واستطرد: "أقولها بوضوح، بعد دماء غزة غير مقبول وطنيا التنسيق في الضفة مع العدو الذي ارتكب المجاز بحق شعبنا في القطاع .. إنه عدواً وليس جاراً أو طرفاً عادياً".
ونبه مشعل إلى أنه "لا يمكن تحقيق مصالحة والشعب الفلسطيني في الداخل والشتات بلا مرجعية وطنية .. وطالب في هذا الخصوص بمرجعية فلسطينية وطنية تحافظ على حق العودة .. ورأى أن منظمة التحرير الفلسطينية التي تُمنع حماس من دخولها أو العمل على إعادة بنائها بدلاً من حالتها الراهنة، لا تشكل مرجعية وطنية بل تشكل حالة عجز وأداة للتقسيم".
المقاومة حققت نصراً حقيقياً
وأكد مشعل أن ما حققته المقاومة في حربها الأخيرة مع الكيان الصهيوني هو "نصر حقيقي"، وشدد على أن غزة "انتصرت للقضية وللشعب الفلسطيني وللأمة رغم أنوف المعتدين والظالمين"، لافتاً النظر في الوقت ذاته إلى أن "إسرائيل فشلت عسكرياً وسياسياً في حربها على غزة وانسحبت من القطاع دون قيد او شرط".
وتابع "إن شعب غزة أثبت أن شعب فلسطين لن ينهزم أبداً واستطاع بهذا النصر المؤزر أن يرد على كل المتشككين والمتطاولين على المقاومة"، ونوه مشعل بأن "النصر لا يقاس بالخسائر بل بالنتائج"، وقال "إن معارك التحرر الوطني لا بد لها من خسائر وتضحيات وشهداء أيضاً".
معركة كسر الحصار والاعمار
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن شعب غزة وشعب فلسطين "سيخوض معركة الحصار وفتح المعابر والاعمار والمصالحة الوطنية على أصولها الصحيحة"، وقال: "إن حماس تفاوض اليوم بقوة على كل هذه الملفات على طريق النصر والتحرير وتطهير القدس وانجاز حق العودة".
وحدد مشعل في خطابه أمام الحشد الكبير من الجماهير، جملة من المواقف العاجلة التي قال إنها تأتى على رأس أجندة عمل "حماس" للمرحلة القادمة ومنها ملف الاعمار "وهو ملف عاجل ترفض الحركة تسييسه أو ربطه بملفات أخرى".
ورأى أن معيار النجاح في ملف الاعمار "ليس الخلاف على من يتسلم المال، فحماس لا تريد ذلك رغم الثقة في أمانتها، ولكن المعيار هو أن تصل الأموال لكل فلسطيني لا إلى الجيوب الفاسدة"، حسب تأكيده.
وأعلن خالد مشعل في هذا السياق أن أمير دولة قطر "وعدنا أن يصل المال لأهل غزة مباشرة، وأنا هنا أدعو الشعوب العربية والإسلامية والعلماء وقادة الفكر والرأي والبرلمانيين في الأمة العربية والإسلامية أن يطالبوا حكوماتهم بأن لا يذهب مال التعمير إلا لمستحقيه على ارض غزة وبإشراف مباشر من هذه الدول".
شروط الاحتلال مرفوضة
وأعلن مشعل رفض حركة "حماس" للشروط الصهيونية بخصوص التهدئة، مؤكداً أن الحركة "لن تقبل معادلة فتح المعابر مقابل شاليط؛ فشاليط مقابله الإفراج عن أسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال .. وإن معادلة التهدئة تتم بكسر الحصار وفتح المعابر".
وطالب مشعل جميع أبناء الأمة أن يواصلوا وقوفهم إلى جانب المقاومة، وقال "إنه إذا كان شعار الأمس، أوقفوا العدوان، فإن شعار اليوم هو كسر الحصار وفتح المعابر وإعادة الاعمار على طريق العودة واستعادة القدس الشريف".
وعلى غرار لاءات قمة الخرطوم بعد هزيمة يونيو 67، رفع مشعل لاءات جديدة هي "لا للتطبيع مع العدو ولا للشعارات ولا للمكاتب والسفارات .. ونعم لمحاكمة إسرائيل".
وأعرب في ختام كلمته عن خالص الشكر لدولة قطر ولجمهورية موريتانيا الإسلامية لتجميد الدوحة لمكتب التمثيل التجاري الصهيوني ونواكشوط لتجميدها عمل السفارة الصهيونية لديها، ودعا بقية الدول إلى الاقتداء بقطر وموريتانيا بهذا الخصوص.

