21/01/2009

كشف د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس تفاصيل مثيرة حدثت في قطاع غزة أثناء العدوان الصهيوني عليه.

كما كشف عن أن الحركة قامت بإعدام عددٍ من العملاء الذي ثبت تورُّطهم في دعم قوات الاحتلال، مشيرًا إلى أن عددًا آخر منهم ما زال مسجونًا، إضافةً إلى عددٍ من المعتقلين في جرائم قتل ونهب؛ يصل عددهم جميعًا إلى 50 شخصًا بين عميل ومُعتَقل.

وأكد أبو مرزوق أن الحركة ستُحاسِب كلَّ من تورَّط في الإرشاد إلى مقر قيادة الشهيد سعيد صيام، وأوضح أن العملاء نشطوا بشكلٍ كثيفٍ وقت الحرب، مشيرًا إلى أنه واضحٌ للعيان أن الشهيد سعيد صيام- رحمه الله- كان إحدى ضحايا هؤلاء العملاء.

وقال إن المنزل الذي قُصف واستُشهد فيه الشهيد صيام كان تم استئجاره من قِبل أخيه قبل شهرين من العدوان لا قبل أربعة عشر يومًا كما قيل، وقد وُضع هذا المنزل تحت الرقابة اعتبارًا من تاريخ استئجاره، وقد مثَّل استئجارُ المنزل من قِبل أخيه خطأً أمنيًّا حفَّز على مراقبته، وحين استخدمه الشهيد لعقد اجتماعاته التنظيمية وإدارة المعركة تم قصفه؛ لأنه كان مرصودًا من قبل، قائلاً: "لن يمر الأمر مرورًا عابرًا.. سيتم كشف هذه الفئة من العملاء التي استهدفت هذا البطل، وسيُحاسَبون ويُعاقَبون، وأعتقد أنه في هذه المعركة بالذات تم التعامل مع عشرات العملاء، وسيتم الكشف عن الكثير من أسرار هذه المعركة ودور الطابور الخامس فيها".

وفيما يتعلَّق بالمبادرة المصرية، أشار إلى أن الحركة تعاملت معها بحيث قبلت كل شيء يُفيد المقاومة في التقدم إلى الأمام، ولفت الانتباه إلى أن المصريين رفضوا اتفاقية ليفني- رايس لأنهم ليسوا طرفًا فيها، لكنهم يتمسَّكون باتفاقية معبر رفح مع أنهم أيضًا ليسوا طرفًا فيها!.

كما أشار إلى أن الحرب على غزة غيَّرت مواقف بعض الأطراف؛ فالأوروبيون يطالبون الآن برفع الحصار، والأمريكيون ساكتون عن المطالبة بكسره.

وأكد أبو مرزوق أن سلام فياض رئيس حكومة تسيير الأعمال في رام الله سيكون أول ضحايا التفاهم الوطني المُقبل، قائلاً: "معيبٌ أن يطالب فياض (رئيس كتلة النائب الواحد في المجلس التشريعي)، حماسَ (صاحبة كتلة الأغلبية الكاسحة) بالانخراط في حكومته بعد أن كان يرجو قبوله وزيرًا في حكومة الوحدة الوطنية برئاستها".

وحول علاقة حماس بالجهاد فجَّر أبو مرزوق مفاجأةً عندما ألمح إلى أن اندماج حركتَي حماس والجهاد خيارٌ مطروحٌ، مشيرًا إلى أن هناك فصائل أثبتت أصالتها في المعركة، مثل حركة الجهاد الإسلامي، واصفًا مواقفها بأنها كانت مسئولة، وتنبع من مصالح وطنية مطلقة، خاصةً الدكتور رمضان عبد الله شلح (الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي)"، وقال: "لقد تميِّز بشكلٍ واضحٍ في هذه المعركة موقفه وتصرفاته وسلوكه، وأعتقد أن العلاقة أثناء الحرب تطوَّرت".

وحول ما أثير عن حساسية تعامل النظام المصري مع حماس في الآونة الأخيرة، ألمح إلى أن إحدى خلفيات التعامل المصري مع الحركة اعتبارها (إخوان مسلمين)، لافتًا الانتباه إلى أن "تعامل مصر مع حماس حتى هذه اللحظة هو تعامل غير رسمي؛ يتم بحكم الأمر الواقع، لكنهم لا يعترفون بوجودها كحركةٍ انتخبها الشعبُ الفلسطينيُّ لإدارة شأنه السياسي، أو كجزءٍ من النظام السياسي الفلسطيني، في المقابل ما زالوا يتعاملون مع أبو مازن باعتباره هو الشرعية".