بيان من حزب الحرية والعدالة في ذكري رحيل مبارك
11 فبراير 2011 تاريخ لا ينساه المصريون، فهو اليوم الذي أسقط فيه الشعب رأس نظام مبارك المستبد، وأعلن فيه الشعب سيادته، وما لبث أن مر وقت قصير حتى انقلب العسكر على سيادة الشعب وإرادته في اختيار أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، وقام بالاستيلاء على كافة مكتسبات ثورة 25 يناير والقضاء عليها.
وقع الثوار والمصريون في مكائد التفرق، ونجح العسكر في دق الأسافين بين أطيافهم، وثبت لكل ذي بصر وبصيرة من المصريين كيف تضيع الحقوق وتتدهور الحريات وينهار الاقتصاد وتتجمد الحياة السياسية تحت ظل الحكم العسكري.
إن دماء الشهداء الزكية التي سالت على يد العسكر منذ الثورة وحتى الآن أظهرت لجميع شرائح الشعب بلا لبس كيف يدير العسكر مصر وكيف ينظرون بدونية إلى الشعب، وكيف يسعون لمصالحهم دون النظر لمصالح الشعب والوطن، وكيف يريقون دماء المصريين في ميادين الثورة وعلى الحدود وفي الجامعات وحتى في ملاعب كرة القدم دون تقديم القتلة للعدالة، لأنهم هم القتلة.
وتمر أربع سنوات الآن على انطلاق ثورة يناير الشعبية، لكنها تشهد تبرئة العسكر لمبارك ورجالاته من كل ما اقترفوه من جرم في حق الوطن والمواطنين، في حين يسجن الثوار الأحرار والمعارضين للانقلاب العسكري بمختلف أطيافهم.
ويأتي اليوم لتتجدد الفرصة أمام الثوار وأحرار الشعب المصري لإعادة النظر فيما حدث، والاصطفاف الثوري، والوقوف معا في مواجهة ذلك الطغيان، وإسقاط الانقلاب العسكري الذي يريد أن يعود بمصر إلي عصور الظلم والاستبداد.
وليعلم الثوار وجماهير الشعب المصري أن النصر آت لا محالة، ولهم فيما حدث بعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 عبرة، حيث لم يستطع العسكر بكل قواتهم ومدافعهم ومجنزراتهم وطائراتهم وإعلامهم وقضائهم، أن يوقفوا أصوات الثوار وزئيرهم في ميادين الثورة وكل شوارع مصر على مدار أكثر من 19 عشر شهرا، وفشلوا رغم كل ما لديهم من أدوات القتل والبطش والتنكيل في تثبيت أركان حكمهم الفاسد.
ستبقي دماء الشهداء نبراس الثورة إلي طريق الحق، وشعلة صمود الثوار، ولن تضيع تلك دماء، ولن يفلت قاتل أو مجرم من القصاص " وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا "
رحم الله شهداء مصر الأبرار وحفظ شعبها من كيد الكائدين ومكر الماكرين الثورة مستمرة والنصر قادم لا محالة حزب الحرية والعدالة
القاهرة في: 11 فبراير 2015

