بقلم: محمد عبد القدوس
ولأن الصورة في مصر بعد الانقلاب غاية في التعقيد، والأمور متداخلة في مصر بطريقة عجيبة اختلط فيها الحابل بالنابل.. فلا يستطيع الإنسان أحيانا التمييز بين العدو، وهذا الذي بينك وبينه مجرد خلاف!
الأول هو المؤيد للانقلاب، وعنده كراهية عجيبة للتيار الإسلامي خاصة الإخوان، ولا يكتفي بذلك، بل يؤيد كل الإجراءات القمعية ضدهم، وعنده رأي لا يخفيه يتمثل في أنه لا مانع من ذبحهم أو وضعهم في السجون حتى يعيش الشعب في أمن وأمان فهم مجرد أقلية!!
وواضح أن هؤلاء لا منطق لهم ولا عقل، وكراهيتهم لكل ما هو إسلامي أفقدهم الموضوعية في نظرتهم للأمور!
والفئة الثانية مختلفة عن الأولى، فهم مصدومون في الإخوان!! وعندهم خيبة أمل من الطريقة التي حكمت بها الجماعة بلادنا لأسباب يرونها وتستطيع أن تناقشهم فيها، وهم في ذات الوقت يرفضون بشدة حكم العسكر! ولا يقبلون أبدا استبدال حكم الإخوان بنظام مستبد عسكري!
إذن فهم يقفون مع التيار الإسلامي في خندق واحد حتى ولو كانت هناك خلافات بينهما، وشطارة الإخوان تتمثل في ردم تلك الهوة واستعادة الثقة حتى نكون جميعا يدا واحدة في رفض النظام الجاثم على أنفاسنا والتصدي لهؤلاء الأعداء الذين يساندونهم..
وذلك الأمر يجب أن يكون له الأولوية.. وأراه خطوة ضرورية لوحدة الصف؛ لأن أعداءنا يحلمون بالتفرقة بين الإسلامي والمدني أو يضعفونهم معا، ويعطي للانقلاب قوة فيستمر جاثمًا عل قلوب العباد والبلاد.

