ارتفعت شهية جنوبيي اليمن نحو الانفصال أكثر من أي وقت مضى بعد البيان الانقلابي (الاعلان الدستوري للحوثيين) الجمعة، الذي همشّ الجنوب وقضيته، فضلاً عن إطاحته بالرئيس اليمني الجنوبي عبدربه منصور هادي، كآخر روابط الوحدة.

وخرجت تظاهرات في عدة مناطق جنوبية تنادي بالاستقلال، وارتفعت الأصوات المنادية بسرعة الانفصال، وحتى تلك التي كانت لا تؤيد فك الارتباط باتت اليوم تؤيده، وسط دعوات للوقوف خلف اللجان الشعبية الجنوبية، وتوسيع صلاحياتها، في الوقت الذي سارعت فيه السلطات الأمنية، وقيادات المحافظات الجنوبية، إلى رفض البيان الانقلابي، واعتبرته "انقلاباً مكتمل الأركان"، وطالبت برفض التعامل معه ومع أي قرارات تصدر من صنعاء.

وكما أعلن الجنوبيون انتهاء آخر خيوط الوحدة عبر هذا الإعلان، فهم أيضاً أعلنوا أنه قضى هو الآخر على كل الاتفاقيات بين قوى النفوذ في صنعاء، كالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة، مؤكدين استمرارهم في السعي إلى التحرير والاستقلال، فيما اعتبرت أطراف جنوبية عدة أن إعلان الحوثي يُعدّ بمثابة حرب على الجنوب.

وقالت الهيئة الوطنية الجنوبية المؤقتة للتحرير والاستقلال "إن جماعة الحوثيين كانت تُعلن أنها لم تشارك في حرب 1994 الاحتلالية للجنوب، وإنها كانت ضد الحرب، ولكن بإصدار الحوثيين الإعلان الدستوري الأخير، اتجهوا إلى التعامل مع الجنوب بمثل ما يتعاملون به في اليمن الشقيق من سيطرة بالقوة، وهذا يكرس نتائج الحرب الاحتلالية في 1994، وهو ما سيرفضه الشعب الجنوبي ويتصدى له".

العربي الجديد