كتب : عمار مطاوع
ليا صديق لسة خارج من المعتقل، حكالي عن واحد من الجنائيين كان محبوس معاه، ولما شافه بيصلي قيام بدأ يقرب منه ويسأله في الدين.
ْ
صاحبي قاله في مرة: إنت ليه ما بتصليش؟.. رد عليه في منتهي الجدية: كان نفسي والله ياشيخ، بس أنا متعور في وشي.
ْ
صاحبي سأله: إيه العلاقة برضه؟ إيه علاقة تعويرة الوش بالتوبة؟
ْ
الشاب اتعصب وقاله: وعامل نفسك شيخ ازاي وإنت ما تعرفش إن اللي متعور في وشه مالوش توبة!؟
ْ
وأمام جدية الشاب.. صاحبي قاله: إنت بتتكلم جد!؟.. قاله: طبعا باتكلم جد.. أنا مش مصدق إنك شيخ وما تعرفش كده.. دا أنا ليا صحاب كتير كان نفسهم يتوبوا بس كملوا في سكة الحرام عشان متعورين في وشهم.
ْ
صاحبي قاله: مين اللي قالك كده؟.. قاله: وأنا في الحبسة اللي فاتت، السجن جاب لنا شيخ كبير قوي من الأزهر من اللي بيجوا في التلفزيون، وطلعلنا من القرآن إن اللي متعور في وشه مالوش توبة.
ْ
صاحبي سأله: إنت بتعرف تقرأ.. قاله: لأ، بس الشيخ قراها قدامنا من قلب المصحف، وكان معانا عيال بتقرأ.. دا شيخ كبير والمأمور قال إنه بيجي في التلفزيون بس انا ما اعرفش اسمه.
ْ
الشاب ده كان صعب جدا علي صديقي إنه يكسر له القناعة دي لمدة يومين كاملين.. والمآساة إن الشاب نزل أول عرض نيابة أخد إخلاء سبيل وخرج.. وصاحبي بيقولي أنا أخدت منه عنوانه عشان أروح أدور عليه وأحاول أجيبله شيخ معروف ليه عشان يقنعه إن التوبة مالهاش علاقة بتعويرة الوش.

