كشف المحلل السياسي الأردني محمد أبو رمان، عن أن زيارة قائد الانقلاب الدموي إلى عمان، تستهدف التعرف على نتيجة زيارة الملك عبد الله إلى الولايات المتحدة المتعقلة بدعم السيسي وتسويق الانقلاب، ورأي الأوساط الأمريكية بما يحدث في مصر.
-:وقال أبو رمان -الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، فى مقالة المنشور اليوم الاثنين على موقع "العربى الجديد" إن عمان تتبنى مواقف السيسي منذ زمن "ليس فقط فيما بعد الانقلاب العسكري، بل قبل ذلك في التمهيد له والتنسيق معه، ضمن مربع الشركاء العرب، للإطاحة بحكم "الإخوان المسلمين، وإيقاف قطار الثورات العربية.
وأضاف يمكن لأيّ مراقب أن يلتقط بسهولة ذلك، عبر مقارنة واضحة بين سياسات الأردن تجاه حكم الرئيس محمد مرسي والأزمات التي تمّ افتعالها حينها على الغاز المصري، والتلويح بورقة العمالة المصرية الوافدة، وبين الطريقة الأبوية الرعائية الحميمة التي يتم التعامل بها مع السيسي".
وأكد "أبو رمان" أن الأردن شريك رئيس وفعّال، بل أحد مهندسي المعسكر العربي المحافظ في المنطقة، والذي يضم دولاً خليجية أخرى، كانت مهمته (هذا الحلف) حماية "الوضع الراهن"، وممانعة التغيير الديمقراطي، والوقوف في وجه "الإسلام السياسي"، وتحديدًا الإخواني، والوقوف في وجه المحور الآخر (المفترض)، وهو التركي- القطري، الذي يدعم هذه التحولات وإدماج الإسلاميين في المنطقة".
وأشار"أبو رمان" -في مقاله- إلى أن هناك متغيرات أخرى تجعل الرهان الأردنى على السيسي "غامضاً معقدًّا"، موضحا أن المعادلة الأردنية ليست كالخليجية أو المصرية، فـ"الإخوان" تنظيم متجذّر في التاريخ والمجتمع، ولديه أبعاد أخرى ذات طابع اجتماعي، في مقدمتها أنّه الممثل الأبرز للأردنيين من أصول فلسطينية، ما يجعل من قرار حظره وإلغائه أمرًا مستبعدًا وغير عقلاني ولا واقعي.
وأوضح أن البديل عن "الإخوان" فى الأردن هو التيار السلفي الجهادي الراديكالي الصاعد، والقضاء على "الإخوان" سيصب في مصلحة ذلك التيار، ما يعني تهديدًا أمنيًّا داخليًّا جديدًّا. إضافة إلى أنّ هنالك تيارًا شعبيًّا جارفًا، ليس بالضرورة إخوانيًّا، معارضًا لهذه التوجهات الخارجية بقوة، ما يجعل المسافة الفاصلة بين الرأي العام والسياسة الخارجية كبيرة وشاسعة وسافرة، تنعكس بدورها على أزمة الثقة المتنامية بين الدولة والمجتمع.

