أكد الشاعر عبد الرحمن يوسف، أن ما يحاك للمنطقة يستغل سائر الأنظمة العسكرية والملكية العميلة لكي يخلق جيلا عربيا جديدا، يتعايش مع الاستبداد ويرضى به، ولكنهم لا يعرفون أن جيل ثورات الربيع العربي يخبئ لهم مفاجآت لا يتصورونها، مضيفاً أن مصر ستتحرر، وبتحررها سيسقط المخطط الإبليسي كله، وسيسقط سائر الحكام الخونة، وسيقود الأمة جيل جديد، جيل لا يرضى إلا باستقلال الإرادة الوطنية استقلالا كاملا.
وشدد – في مقال له نُشر اليوم بموقع "مصر العربية"، تحت عنوان "ماذا يُحاك للمنطقة؟" - على أن نجاح الثورة في مصر سيمتد أثره إلى سائر الدول العربية، وسيغير مستقبل المنطقة كلها، وأننا أمام معركة فاصلة، آن لنا أن نعد لها عدتها.
ورجح أن ما يحاك للمنطقة الآن لن ينجح، قائلاً: "إنهم يخططون في مكاتبهم، ولكنهم دائما يفاجأون بما يحدث على الأرض، فتراهم قد خططوا لتولية أبناء الرؤساء، ثم تقوم ثورات تخلع الرؤساء، ويخططون لتأمين إسرائيل باتفاقيات تكبل الجيوش، فترى الأمة قد اخترعت وسائل مقاومة فذة تتجاوز خططهم، تراهم يمولون انقلابات عسكرية في دول شتى، ثم تدور الأيام وتسقط هذه الانقلابات سقوطا مدويا، وتبدأ هذه الدول عهودا جديدة من الحرية، ويأتي إلى الحكم قيادات وطنية مستقلة، تقف أمام أمريكا والقوى الإمبريالية رأسا برأس، كما حدث في البرازيل والأرجنتين وتركيا وفنزويلا وغيرها".
وقال إن التجربة الأمريكية في السيطرة على الأنظمة (الحليفة) واضحة، و(الكتالوج) الأمريكي يتعامل مع جميع الحالات، وهم يطبقونه بحذافيره في دول العالم كلها، لافتاً إلى أن الأمريكان يحبون الديمقراطية، ولكنهم يحبونها لأنفسهم فقط، أما مع حلفائهم فستجدهم يفضلون الحكام الخونة، يصنعونهم على أيديهم.
ووصف يوسف هؤلاء الحُكام بأنهم (هاند ميد)، يفعلون ما يريده السيد الأمريكي دون ضغط، ويعرفون الخطوط الحمراء جيداً، ولا يمكن لأي واحد فيهم أن يتصور نفسه وقد داس على خط أحمر رسمته أمريكا، فضلا عن أن يعبره، ناهيك عن أن يتجاوزه !.
وأكد أن خلاصة تجربة الأمريكان أن أفضل الأنظمة التي تخون شعوبها وتحقق المطالب الأمريكية هي الأنظمة العسكرية، يليها الأنظمة الملكية، مشيراً إلى أن الأمريكان صنعوا أنظمة عسكرية لكي تحفظ مصالحهم في عشرات الدول، في أمريكا اللاتينية، وفي إفريقيا، وفي آسيا، وفي الدول العربية، والوصفة معروفة ومحفوظة ومكررة، "هات جنرالا، ويَسِّرْ له الانقلاب على من هو في السلطة، واعترف به مقابل أن يخدمك".
وأضاف أن التجربة المصرية فاجأت الجميع، فاندلعت ثورة يناير، وبدلاً من تولي جمال مبارك خلفا لأبيه، سقط مبارك الأب نفسه، وبدا المشهد مربكاً للدولة المصرية العميقة، ولكل الأنظمة الإقليمية التي يهمها الشأن المصري، وللأمريكان وسائر دول العالم.
وقال أن خطة الأمريكان: "إذا قامت ثورة، رحب بها، وابدأ بتفريق الثوار، وفي الوقت نفسه تحالف مع جنرالات الجيش سرا، واخلق القيادة المناسبة لعمل انقلاب عسكري، ادعم الانقلاب، ثم ضع قائده في سدة الرئاسة بانتخابات، ثم خذه منه ما تريد، وإذا فشل كن مستعدا، ودبر انقلابا آخر على قائد الانقلاب، وهكذا"، ساخراً ممن يرددون (أحسن من سوريا والعراق وليبيا)، وأكد أن ما يحاك لكل هذه الدول سيناريو واحد، وخلاصته، أن تخضع سائر هذه الدول لأنظمة عسكرية لكي يتحقق عهد جديد من الاستبداد، واعتبر أن "داعش" ليست أكثر من صنيعة مخابراتية، هدفهم أن تصبح بعبعاً كبيرا، يتم به تخويف الشعوب، ومن الممكن أن يستغل بعد ذلك في إشعال حروب مباشرة، أو حروب بالوكالة.