سقطت سكاي نيوز أبوظبي سقطة تاريخية في مسلسل إدمانها الكذب والافتراء أمس، عندما نشرت تقريراً مزيفاً ومفضوحاً، قالت فيه إن وزارة الخارجية القطرية وزعت مذكرة إلى سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية، تتهم فيها دولتين، بشن حملة عليها وإلصاق تهمة الإرهاب بها، وفات على مسيلمة عصره سكاي أبوظبي، أن الكذبة البلهاء التي أوردتها لا تنطلي على عقل طفل يافع، حيث عرضت المذكرة المزعومة من مسافة بعيدة وبصورة لا يمكن تبينها ظناً أن هذه الطريقة قد تحيل الباطل إلى حقيقة.

وتحدى الإعلام القطري سكاي نيوز أبوظبي أن تظهر هذه الوثائق المزعومة التي لا تحمل شعار الدولة ولا أي أختام وليست أوراقاً رسمية على الإطلاق، كما أنها عرضت بطريقة تثبت أنها مفبركة بالكامل وبطريقة ساذجة ولا تحمل ذرة من المنطق.

وبدأت حملة التلفيق المدفوعة الثمن، بتأليف كذبة صدور مذكرة من الخارجية القطرية ونسجت خيوط الكذبة الجديدة بغباء مدهش وجاءت كردة فعل على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد في قمة الرياض أن قطر شريك إستراتيجي في مكافحة الإرهاب، وتبع هذا التصريح أيضا حديث مساعد وزير الخارجية الأمريكية الذي أشاد بتعاون قطر ودعمها لمحاربة الإرهاب، مما نسف المخطط الذي قادته قنوات الضلال، في محاولة يائسة لإلصاق تهمة دعم الإرهاب بدولة قطر وغض النظر عن دور قطر في محاربة داعش بالإضافة إلى دورها المحوري في الاستقرار والسلام والوساطات الدولية في مناطق النزاعات.

وتعددت سيناريوهات الكذب والضلال والتلفيق حيث نشر موقع قناة سكاي أبوظبي تصريحات «مفبركة» لنائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض دينا باول، بعنوان «البيت الأبيض: على قطر الالتزام بمذكرة تفاهم قمة الرياض»، وقد قام الموقع بتحريف الخبر بشكل كامل لتزوير الحقائق وبث الأكاذيب، حيث نشر النص التالي على لسان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي: «إن على قطر الالتزام بما وقَّعت عليه في مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها في قمة الرياض، والمتضمنة إنشاء آلية للرصد والتحقق من عدم تمويل التنظيمات المتطرفة». بينما التصريح الأصلي والصحيح بمجلة ««weekly Standard هو: «الاتفاق بين الولايات المتحدة والدول الست في مجلس التعاون الخليجي، بهدف وقف تمويل الإرهاب في الشرق الأوسط. وتضم مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي - الذي يضم المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، والبحرين، والكويت، وعمان، والإمارات العربية المتحدة- إنشاء مركز في الرياض لمكافحة التطرف.«

وقد قالت دينا باول - نائب مستشار الأمن القومي الأميركي- عن الاتفاق إنه «أوسع التزام بعدم تمويل المنظمات الإرهابية»، والتي ستتم مراقبته مع حكومات دول الخليج. وأضافت للصحافيين: «إن الفريد من نوعه في الاتفاقية هوأن كل دولة من الدول الست وقّعت على الكيفية التي تتحمل بها المسؤولية، وسيحاكمون فعلياً تمويل الإرهاب بما في ذلك الأفراد.«

ولأن الكذب حبله قصير فقد حدث توتر داخل أروقة شبكة سكاي نيوز البريطانية، بسبب عدم التزام سكاي نيوز أبو ظبي بالمعايير المهنية، حيث حذر الكاتب جيمس براونسيل من تأثير سكاي نيوز ابوظبي على سمعة المؤسسة الأم في بريطانيا، بعد نشر القناة تقارير «ملفقة» لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فضلاً عن تغطيتها الإخبارية غير المهنية لأحداث دول الربيع العربي، وروجت القناة للثورات المضادة في تونس ومصر وليبيا واليمن، كما أنها نشرت سابقاً أخباراً وتقارير كاذبة إبان الانقلاب الفاشل بتركيا.

انكشاف التقارير الملفقة

وانكشفت الحيلة الخادعة التي اعتمدتها سكاي نيوز في تلفيق الأخبار لكل المشاهدين ومع ذلك فهي تصر على الاستمرار في هذا الطريق المفضوح والدليل على ذلك « إن الاقتباسات الاحتيالية ظهرت في الشريط الإخباري المتحرك أسفل شاشة التلفزيون الرسمي القطري، لكن الحقيقة هي أن المادة المفبركة لم تظهر على شاشة التلفزة الرسمية القطرية، لكن ما حصل هو عملية مونتاج أضيف من خلالها شريط إخباري مفبرك على موقع وكالة الأنباء القطرية في موقع Youtube، في محاولة لإظهار أن تلفزيون قطر ينشر مقتطفات من البيان المفبرك الذي ظهر بعد حصول القرصنة».«المادة المفبركة تمت إزالتها بسرعة فور اكتشاف حصول القرصنة»، وذكرأن «قطر كانت ضحية أخبار كاذبة ونعمل جاهدين منذ اكتشاف حالة القرصنة على توضيح الحقيقة«.

فبركة أخبار تركيا

وهو الإعلام نفسه الذي تكالب على تركيا ليلة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016، وفضح نفسه بمواقف خاطئة، أسقطته في وحل فقدان المصداقية والمهنية واللهث وراء المال..

- تضمنت أخبار الفضائيات وعناوين عدد من الصحف وتغريدات إعلاميين احتفاء بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا وشماتة استباقية بالرئيس التركي رجبب طيب أردوغان بسخرية واسعة في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي ومع بداية توارد أخبار بدء المحاولة الانقلابية في إثر سيطرة المجموعات العسكرية على مطار أتاتورك في إسطنبول ومبنى الإذاعة والتلفزيون (قبل تحريرهما) أظهر إعلاميون في قنوات مختلفة حالة من البهجة والاحتفاء مصحوبة بثقة كبيرة في نجاح هذه التحركات والقضاء على أردوغان وحزب العدالة والتنمية.

- الحرج الذي وقع فيه الإعلام المتآمر نتيجة سرعة فشل المحاولة الانقلابية دفع البعض إلى اعتبار الحدث "تمثيلية أراد بها أردوغان كسب تعاطف من أجلل تحقيق رفع شعبيته التي انهارت في الفترة الأخيرة من جديد".

- اتضح بعد دحر الانقلاب أن هناك من خطط ورعى الانقلاب وحرَّض الفضائيات للترويج للمحاولة الفاشلة، . وهو سقطة مهنية وأخلاقية تعود إلى رغبة المخططين في سقوط أردوغان وتجميل الوجه القبيح للانقلاب، وقتها نشرت مجلة "الحياة الحقيقة" التركية، أن الانقلاب مدبر وبالتعاون مع رجل الاستخبارات الهارب الذي وصفته " الرجل الأقذر في الشرق الأوسط" .

وهناك الكثير من علامات الاستفهام حول دوافع هذه الحملة التي استغل فيها المال والإعلام. ستتبدد الأكاذيب، وتبقى الحقيقة واضحة وناصعة. تعاملت قطر بحكمة، وقوة وثبات في الحق، وقالت كلمتها، في عملية القرصنة على وكالة الأنباء القطرية "قنا"، وفي الوقت نفسه تمسكت بحقها في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة النكراء.

وتنتهج القناة، خطا تحريريا عدائيا، ضد ثورات الربيع العربي، وتدعم بقوة الانقلاب العسكري في مصر، فضلا عن تورطها في نشرر أخبار وتقارير مضللة عن محاولة الانقلاب الفاشل بتركيا، يوليو الماضي، ونشر تقارير مسيئة لدولة قطر من آن لآخر.

وكانت فضائية «سكاي نيوز»، تعاقدت مع المصورة المجرية التي عرقلت أحد اللاجئين السوريين الذي كان يحمل طفله قرب مخيم لجوء، كما اعتدت علىى لاجئين آخرين.