زعم وزير داخلية الانقلاب مجدي عبد الغفار، في تصريح رسمي تورط جماعة الإخوان وحركة حماس في قتل نائب عام الانقلاب هشام بركات.


وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقامه الأحد الموافق 6 مارس 2016 ادعى أن أعضاء بجماعة الإخوان استطاعوا العبور من الحدود -التي يحرسها جيش الانقلاب- إلى قطاع غزة، ليتدربوا على صنع المتفجرات على يد عناصر حركة حماس،مقرا بذلك على فشل كل الأجهزة الأمنية في مصر الانقلاب.


حيث قال أن أعضاء الجماعة اخترقوا للمرة الثانية الحدود المصرية للدخول والاستقرار بمحافظة الشرقية، وصنع تلك القنبلة المزعومة التي يصل وزنها إلى 80 كيلو جرام.، زاعما أن 18 عضوا من الجماعة حملوا تلك القنبلة في سيارة من الشرقية إلى القاهرة، مرورا بكل أكمنة وزارته المنتشرة على الطرقات، حتى استطاعوا الوصول إلى موكب نائب عام الانقلاب وتفجير السيارة ليلقى الأخير مصرعه.


بدوره استنكر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس "سامي أبو زهري" في تصريحات صحفية اتهامات الانقلاب العسكري في مصر للحركة باغتيال نائب عام الانقلاب "هشام بركات".


وقال "أبو زهري" في تصريحاته "نستهجن الاتهامات المصرية لحركة حماس ونعتبرها غير صحيحة"، وأضاف "أبو زهري" "الاتهامات المصرية لاتنسجم مع الجهود المبذولة لتطوير العلاقات بين حماس و مصر".


كما نفى تحالف دعم الشرعية التهمة حيث قال في بيان رسمي : سلطات الانقلاب تلقى بالاتهامات جزافا على مجموعة من الشباب، بعدما قامت باختطافهم وإخفائهم قسريا منذ فترة، ذاقوا خلالها صنوفا من التعذيب الممنهج، ليخرج المشهد الهزلي من التغطية على الفشل الأمنى المتتابع للداخلية فى قتل الطالب الإيطالى، وعدم الإمساك بالجناة الحقيقيين فى قتل النائب العام، وفى تعاملها الباطش بالأطباء والمحامين والممثلين وكل طوائف الشعب الكادحة.


وبما أننا أيضا ننفي تلك التهم عن جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، كان لزاما علينا أن نعيد تقديم الأدلة التي تثبت براءة التنظيمين الأكثرا تضحية ووطنية في العالم العربي والإسلامي، منذ 100 عام، من "تلفيق" مجدي عبدالغفار، ونؤكد ان الانقلاب هو من قام بتصفية أحد أركانه "هشام بركات".


البداية مع الأذرع الإعلامية للسيسي


رافق اغتيال النائب العام الانقلابي، هشام بركات، عدد من الفضائح التي تكشف ارتباك نظام عبد الفتاح السيسي في التعامل معها، وتميط اللثام عن جانب من تورطه فيها، بشكل مباشر بتدبير اغتياله، أو غير مباشر بالإهمال المتعمد، وفق ما يراه مراقبون.


وهذه الفضائح ضربت مصداقية الرواية التي قدمها السيسي للحادثة، وذلك أثناء تشييعه جنازة "بركات" وقتها، والتي تقوم على اتهام الإخوان المسلمين بارتكابها، وكذلك التلميح الشهير له إلى أن الرئيس محمد مرسي أعطى الإشارة لاغتيال بركات "من القفص"، طالع التقرير التالي : old.egyptwindow.net/News_ID=82928


حيث نسفت صحيفة "البوابة"، المقربة من الأجهزة الأمنية، رواية السيسي من أساسها، عندما نقلت عن مصادر قضائية، أن التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة في الحادث رجحت تورط عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" في تنفيذ الجريمة، قبل أن تحذف التقرير.


وعللت ذلك لتشابهها مع محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، و"لحجم الاحترافية التي تطلبها تنفيذ محاولة الاغتيال، وهي الاحترافية المتوفرة لدى عناصر التنظيم".


كما صرح المدعو أحمد موسى المقرب من الأجهزة الأمنية في برنامجه التلفزيوني أن منفذ العملية "ضابط صاعقة" سابق.

 

 


التراخي الأمني وقت الحادثة


قال شاهد العيان، أحمد سليمان، وهو صاحب محل في منطقة الحادثة، إن المنطقة التي تم فيها وضع السيارة المفخخة قريبة من منزل وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، دون أن يكون في المنطقة أي كاميرا للتصوير.


ونشر مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مقطع فيديو ظهر فيه النائب العام، وهو متأثر بجراحه، بين عدد من الأهالي، قاموا بنقله من على الرصيف إلى سيارة الإسعاف لنقله إلى مستشفى النزهة، وسط موقع الانفجار في مصر الجديدة.



حراسة بركات ترفض استقلاله لسيارته المصفحة


نقلت المصري اليوم"، وقتها، عن مصدر قضائي تأكيده أن النائب العام رفض قبل الحادث بلحظات استقلال سيارته المصفحة وفقا لأوامر الحراسة، وقرر ركوب سيارة عادية، قبل أن تحذف التقرير أيضا.


العنصر الأهم : تصريحات سائق النائب العام


أثارت تصريحات سائق بركات، ناصر رفعت، شكوكا كثيرة حول الطريقة التي تم بها اغتيال النائب العام؛ إذ ظهر بصحة جيدة دون أي خدوش، رغم تعرضه مع النائب العام لمتفجرات يصل وزنها إلى 400 كغم، بحسب ما أعلنته داخلية الانقلاب.


وأكد في تصريحاته المثيرة للجدل أنه خرج بعد الانفجار سليما، هو والنائب العام، ودار حوار بينهما لنقله إلى أقرب مستشفى.


وتتسق تصريحات السائق مع التصريحات الأولية لوزارة الصحة الانقلابية وقتها، التي أكدت وصول النائب العام إلى مستشفى النزهة على قدميه -بحسب ما نشرته صحيفة "الوطن"- وكذلك تصريح المتحدث الرسمي باسم الوزارة، الدكتور حسام عبد الغفار، التي قال فيها إن "هشام بركات دخل مستشفى النزهة على قدميه، وتمثلت إصابته في جرح قطعي في الأنف وإصابة في الكتف فقط"، بحسب ما نقلته صحيفة الوطن الداعمة للانقلاب.

 


ونقلت صحيفة "الوفد" وقتها عن سائق النائب العام أنه قال في التحقيقات التي أجريت معه أمام النيابة حول اغتيال بركات، إنه فوجئ بمحاولة تفجير الموكب بواسطة سيارة مفخخة كانت تقف على جانب الطريق، وإن الانفجار أصابه ببعض الإصابات الخفيفة.


وأضاف أنه خشي على حياة النائب العام، فنزل من السيارة مسرعا متجها إلى النائب العام لمساعدته على النزول من سيارته، وكان مصابا ببعض الجروح، إلا أنه نزل على رجليه، مضيفا: "بعد ذلك فوجئت بسيارة كبيرة أسرعت باتجاه النائب العام، ودهسته، فجريت مع الحرس لإنقاذ النائب العام الذى سقط أرضا وسط بركة من الدماء".


وعن نوعية السيارة ورقمها، أجاب السائق بأن السيارة فرت هاربة وسط حالة الفوضى التي أحدثتها التفجيرات.


وأكد أن النائب العام نزل من سيارته مترجلا، لإصاباته بجروح بسيطة إثر الانفجار، وطلب من الحرس الخاص به نقله إلى المركز الطبي العالمي، إلا أنهم فوجئوا بسيارة مجهولة تصدمه، ما تسبب في قطع ذراعه، وتهشيم عظام وجهه بالكامل، فقرر الحرس نقله إلى أقرب مستشفى لسرعة إسعافه، وبالفعل تم نقله
إلى مستشفى النزهة الدولي، وتوفي هناك عقب ساعة من وصوله.