د/ إبراهيم كامل 
 
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
من فضل الله تعالى على الأمة الإسلامية جمعاء – ولوكره الانقلابيون السيسيون البرهاميون الحاقدون - أنْ خطب فينا سيادة الرئيس كعادته في المناسبات الإسلامية خطابا بليغا موجزا كي يهنئ الأحرار الثوار الشرعيين بعيد الفطر المبارك متوعدا أبناء الأفاعي الانقلابيين بأن ساعة القصاص باتت قريبة محققة خاصة كبيرهم الذي علمهم السحر " السيسي اليهودي ". 
نعم لقد خطب فينا فخامته حيث وقف أسدا كعادته خلف أسوار سجون الانقلاب وبصوته الحر المعهود - رغم الجدر المتراكمة الطبقات من الزجاج الكاتم للصوت والحاجب للرؤية والعاكس المُشِع للعين -  ليلقي هذا الخطاب العالمي الذي لاتتجاوز مدته بضع ثوان ، لكن صوته كسر كل هذه الموانع ليصل إلى قلوب المحبين الصائمين الذين جلسوا أمام شاشات الإخلاص التي تتميز بنقل صورة عالية الجودة فلايراها إلا المخلصون لدينهم ووطنهم  وبمجرد أن رفع يده عالية خفاقة لتعلوا وتَرْقى إلى العنان وكأنه يقول لهم جميعا بعد أن أطبق عليها بالقوة هنيئا  للشعب المصري قُرْب لحظة النصر والتي أصبحت قريبة جدا ثم رفع يده مرة أخرى ليعلن عن شعار رابعة رمز العزة والصمود وكأن أصابعه البلسمية تكفكف كل دمعة وتمسح كل حبة عرق وتواسي كل مهموم وتعزي كل مكلوم وتدعوا بالشفاء لكل مبتلَى  وتصافح كل حر ثائر يغار على دينه ووطنه وعرضه ليقول لهم أن ساحة القصاص ستكون في رابعة وإن غيروا اسم ميدانها وبدلوه باسم نائب الانقلاب لأن اسم رابعة يمثل لهم خطرا دائما وكابوسا مستمرا 
وكأنني أستشعر أنه بمجرد أن غادر موكبه المبارك ساحة الخطاب لينشغل بهموم الأمة فإذا بالساحة تشتعل بالهتافات  لفخامته " مرسي رئيسي " " ثوار أحرار هنكمل المشوار " " مرسي يابطل سجنك حرر وطن " آآآآآآسفين ياريس مفهمناكش كويس " وجمع الملايين الحاضرون توقيعات التمرد الحقيقي على السيسيين الانقلابيين وكتبوا وثيقة العهد والميثاق والتي تتلخص في :
أولا : تجديد العهد والبيعة لفخامة الرئيس حتى تحرير مصرنا الغالية  
وصف القرآن الذين يوفون بالعهد بأحسن الصفات فقال "وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " البقرة 177 ويقول الراغب الأصفهاني " الوفاء أخو الصدق والعدل، والغدر أخو الكذب والجور، وذلك أنَّ الوفاء صدق اللسان والفعل معًا، والغدر كذب بهما؛ لأنَّ فيه مع الكذب نقض العهد والوفاء يختصُّ بالإنسان، فمن فُقِد فيه فقد انسلخ من الإنسانية كالصدق، وقد جعل الله تعالى العهد من الإيمان " انظر الذريعة إلى مكارم الشريعة للأصفهاني . ونقض الميثاق يؤدي إلى سوء السلوك والأخلاق، قال تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ " المائدة 13 . 
  ثانيا : تجديد العهد لفخامته بأننا ثوار أحرار هنكمل المشوار
نعم لفخامة الرئيس مرسي الذي فُتِنَّا بحبه الذي فرضه علينا بأدبه وتواضعه 
أقسمنا أن نكمل المشوار لأننا رجال المبادئ كما وصفتنا وسنرفع أصواتنا لننشد للعالم كلماتك التي سيكتبها التاريخ بماء الذهب على جباه الأحرار والتي قلت فيها " سنحمل وطننا على أكتافنا وننصر ثورتنا ونعلي قيمها ونستنقذ مصرنا من تلك الطغمة المستبدة " .
وإذا قلت لنا في خطابك " إن همتك لم تضعف وعزمك لم يلن وثقتك في النصر غير محدودة  
قلت ذلك وقد حُكِم عليك بالإعدام وبالسجن المؤبد والمشدد ولم يتركوا حكما شيطانيا سيسيا إلا وحكموا به ولاحيلة إبليسية إلا وحبكوها ولاتمثيلية برهامية تواضروسية شاهينية إلا وبرعوا فيها ولافكرة جهنمية إلا وطبقوها بعد أن فصَّلوا لها الفتوى من كلابهم أصحاب اللحى 
قلت ذلك وأنت فى زنزانتك الشُّبْيْرِيَّة – تصغير الشِّبر– المظلمة التي لاماء فيها ولاهواء وقد عافت عنها الحشرات مخافة أن تُزْهق 
قلت ذلك وأنت ممنوع من رفيقة دربك وحياتك منذ عامين وأكثر الصابرة المحتسبة الراضية 
قلت ذلك وأنت ممنوع من أبنائك فلذات كبدك ورياحينك 
قلت ذلك وأنت لم تتخذ أرضية الزنزانة فراشا وسقفها لحافا ويدك اليمنى وسادة 
قلت ذلك وقد مرَّ عليك شهر رمضان ولاتدري وقت الإمساك من الإفطار لشدة الظلمة المحيطة بك 
قلت ذلك وأنت مهما ناديت على حارس الزنزانة فلا ولن يرد عليك لأنك ماناديت حيَّا
قلت ذلك وأنت العبد الرباني الحافظ لكتابه فلم ترتكب جُرْما ولم تخن شعبا ولم تبِعْ وطنا
ورغم ذلك فقد مرَّغت أنوفهم بدءا من الخنزير الخائن - الملقب بالسيسي – وأعوانهم وقضاتهم الترزية وشيوخهم أصحاب اللحى العسكرية التايوانية 
قلت ذلك وأنت مكبل ومقيد بالسلاسل الحديدية الثقيلة ونسيت همومك الخاصة لترشد الأمة نحو الخير والكرامة والحرية . 
ورغم ذلك وجهت الرسالة لأبناء الشعب المصري – بكل أطيافه – لأن لهم عليك حق التهنئة في كل مناسبة ووجهت لكل الانقلابيين جميعا صفعة من العيار الثقيل حيث التف الشعب حولك وتفاعل مع خطابك – رسالتك – وتعاهد إما تحرير مصرنا أوالموت دونها في سبيل الله .
قلاتنتظر منا إلا كل خير والسمع والطاعة لرئيسنا الشرعي الذي هو محل فخر لكل حر 
ثالثا : نعم فخامة الرئيس سنتجمع ولن نفترق أونتنازع ونحن كذلك بالفعل فلاتقلق على وحدتنا لأن الجميع قد استوعب الدرس الآن رغم قسوته وعواقبه ويد الله مع الجماعة .
فإن وصلك خبر غير ذلك وشاع حول زنزانتك فاعلم أنه خبر كاذب خرج من الكذوب المجرم الانقلابي ولأننا نعلم مسلسل الانقلاب على مر العصور والذي يتلخص في الآتي ولن نطيل على فخامتكم :
1 - محاولاتهم المستميتة  لطمس معالم الحق والدين ولن يفلحوا 
قال تعالى "وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا " الكهف .
والنتيجة المضمونة على الله ألا وهي نُصرة الحق والتمكين له مهما استفحل الباطل وانتفخ ، يقول الله تعالى " كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَال " الرعد  ، ويقول تعالى " فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون . فغُلِبوا هنالك وانقلبوا صاغرين  " 
2 - ثانيا : طغيانهم واستغلالهم لِسلمية أهل الحق والشرعية  
يقول تعالى " وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا " البقرة 217 ، ويقول تعالى " الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " الحج 40 ، ويقول تعالى " قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ " الأعراف 88.
وائذن لي فخامة الرئيس بكلمات الشهيد سيد قطب في ظلاله حول هذه الآية : " إن تكاليف الخروج من العبودية للطاغوت والدينونة لله وحده - مهما عظمت وشقَّت - أقل وأهون من تكاليف التبعية للطواغيت, إن تكاليف التبعية للطواغيت فاحشة مهما لاح فيها من السلامة والأمن والطمأنينة على الحياة والمقام والرزق.
ولا يقف الأمر عند فقدان المعاني الأخلاقية السامية, بل إنه يهبط ويهبط حتى يكلف الناس - في حكم الطواغيت - أموالهم التي لا يحميها شرع ولا يحوطها سياج، كما يكلفهم أولادهم؛ إذ ينشئهم الطاغوت كما شاء على ما شاء من التصورات والأفكار والمفهومات والأخلاق والتقاليد والعادات، فوق ما يتحكم في أرواحهم وفي حياتهم ذاتها، فيذبحهم على مذبح هواه، ويقيم من جماجمهم وأشلائهم أعلام المجد لذاته والجاه "  
3 - عادات وأمزجة " القُزيم السيسي " عُرف ودين ومخالفتها جريمة يعاقب عليها القانون 
نعم ، مخالفتها جريمة ومسلسلهم المعروف دائما هو " ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم وأن يظهر في الأرض الفساد " غافر
لذا يجب أن يعلم كل حر طاهر أن تهديداتهم أصبحت محل سخرية وأضحوكة العالم لأن الأحرار يتزاحمون على الشهادة حتى ينصر الله أهل الحق ويخزي أهل الباطل 
واذن لي فخامتك أن أبشرك بمالايصل إليك في الزنزانة حيث حجبوا الماء عن فخامتكم والهواء :
1 – اقتربت جدا لحظة الخلاص من هؤلاء الأفاعي حيث بدءوا في خراب بيوتهم بأيديهم وسيقتل بعضهم بعضا وسينجي الله المؤمنين من بينهم وربما نسمع مع أيام هذا العيد أخبارا سارة ، غير أنهم يتظاهرون بالتماسك والتفاهم لكن من منهم سيضحي بالآخر ؟ وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى . ولأنهم اجتمعوا على ضلالة ولابد أن يشربوا من نفس الكأس ويتجرعوه وسترى فخامتك من منهم سينقلب على الآخر أولا واليوم سترى الذين آمنوا يضحكون وهم يشاهدون مكر الله بهم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
2 – عاد الكثير ممن غُرِّر بهم ليس ندما على أفعالهم وطيشهم – وإن كان بعضهم قد ندم بالفعل - ولكن الأمر وصل إلى لقمة العيش التي كانوا يأكلونها رغدا في زمانك ولما كفروا بأنعم الله أذاقهم الله لباس الجوع والخوف ، وكانوا في عهدك يتنعمون بحرية القول والآن لايملكون حرية البول لذا بدأت أسافين الخراب تدق بقوة في سفينتهم الغارقة منذ سنتين وستحطمها رياح الأحرار الثوار وسيصنع منها أعوادا للمشانق وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وأما المسامير فسوف يستغلها الثوار الأحرار لصناعة نعوش الانقلابيين بدءا من هذا القزم الملعون ومن معه من المجلس الصهيوعسكري .
 3 –  وأهم المبشرات أن أعلن هذا السفاح القزم كفره بالله علانية أمام ملايين المصريين وسوف يسلط الله تعالى عليه سيف انتقامة ببركة دعاء الصالحين الصائمين الذاكرين الخاشعين ولم يبق إلا أن يعلنها ببجاحة " أنا ربكم الأعلى " حتى يلقِ مصير أباه .
4 – نبشر فخامتك أن فترة التمحيص قد اكتملت ولم يعد في الصف من يقول " أنا أحق بالملك منه " والكل أعلن استنفاره لرد حقه وكرامته وأرضه وعرضه " ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله توكلوا إن كنتم مؤمنين " والمعنويات مرتفعة لعنان السماء 
وأخيرا لقد تميز الصف الآن بالثبات فلم يعد بيننا برهاميا ولاحسانيا ولامكاريا ولا.. ولا.. ، وتعلم هذا الصف أن لاينشغل أحدنا فيما ضمنه الله لنا ولايتكاسل أحدنا فيما طُلِب منا مع التزامنا الدعاء بالنصرة على كل الأعداء ونحن في انتظار فخامتكم ياريس مرسي وكل عام وأنتم فيه بخير بل كل ثانية والكل فداك يااباالمصريين جميعا . وسقط سقط حكم العسكر