خميس النقيب

كم من نفوس تزهق واموال تسرق  ، كم من اعراض تسحل وقمم  ترحل وانسانية تقتل  ،وكاننا قي غابة مترامية الاطراف لا تقتصر علي قطر دون قطر او مؤسسة دون  مؤسسة وحارة دون  حارة،   القوي يقتل الضعيف والغني ينهب العفيف والدني يتهم الشريف.ولا حول ولاقوة الابالله القادر  اللطيف ..!! لكن الكل سيقف امام الخالق الرازق،  القوي الغني،  القاهر الغالب، يوم تنصب الموازين وتنشر الدواوين،  يوم تبلي السرائر و تجلي الضمائر وتحدد  المصائر،   يوم العرض  والسرد،  يوم الحساب والثواب او العقاب  ،    يوم لا يتفع مال ولا بنون  الا من اتي الله بقلب   سليم  ، هناك تجتمع الخصوم وتكشف الغدرات ..!! فكم من حق ضائع وكم من خلق مائع وكم من غادر خاضع  وكم من كبد جائع.. من اوصل الامة  لهذا الحال . ؟.!! لن يفلتوا من عدالة السماء ان افلتوا من عدالة الارض   كيف؟  " وقفوهم انهم مسئولون  "  الصافات
توجيه من الله  عز وجل لملائكته الأطهار ، في ذلك اليوم المهيب والموقف الرهيب،  يوم الحشر العظيم والخطب الجسيم ، اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين  والآخرين،  قلوبهم واجفة وأبصارهم شاخصة وابدانهم خاشعة  ، الجميع ينتظر ماذا يقال له ؟ وعن أي شي سيسأل؟ وبماذا سيجيب ؟وما هي تبريراته وأعذاره التي قد تكون له منجى وملاذ من عذاب يوم اليم ..
يوم يسال الناس عن كلماتهم , عن أمانتهم ،عن أبنائهم ، عن أرحامهم ، عم أموالهم ، عن مجتمعاتهم ، عن دينهم .
يوم يسال الظالمين عن  زلاتهم وغدراتهم ، عن أخطائهم وفجراتهم، عن خلواتهم وجلواتهم ..
يوم يسال المفترون عن  تجبرهم وطغيانهم، عن بغيهم وفسادهم ، عن ظلمهم لرعاياهم ، وعن عبثهم في بلدانهم .
نعم فالمسؤولية أمانة ، وعدم القيام بها خيانة ، وهي يوم القيامة خزي  وندامة، يخطئ الظالم في حق المظلوم فيحمل نفسه اثقالا فوق اثقاله واحمالا فوق احماله واوزارا فوق اوزاره،   يفتري ويملي له فيفتري  ،..
 "  وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون "    العنكبوت : 13
 الظلم مرض وخيم في حق العباد والغدر خطر عظيم  في حق البلاد،  لذلك قال النبي صل الله عليه  وسلم: لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة . فلكل غادر لواء يُغرز عند استه . أي: عند مقعدته  ومؤخرته، فلو أن كل غادر يعلم فضيحته على رءوس الأشهاد يوم القيامة ما غدر أحد   قط، والتزم الناس بمواثيقهم   وعهودهم، فالذي يغدر في عهده أو ميثاقه أو في شرطه بغير عذر حري به أن يؤتى يوم القيامة فيُفضح على رءوس الأشهاد، ويُرفع له لواء عند استه ويراه الناس، كما أنه ينادى على الملأ: هذه غدرة فلان ابن فلان  ،  " كل غادر ينصب الله له لواء يوم القيامة   " حديث صحيح وهذا يدل على أن الذي يتولى نصب اللواء بيده هو الله عز وجل، وما تولى الله عز وجل فعل شيء بنفسه إلا لعظم ما ارتكبه من ظلم في حق من ظلمه ..!!
 عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :  اذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يُرفع لكل غادر لواء، فقيل هذه غدرة فلان بن فلان  . هكذا علي رؤوس الاشهاد يوم الخزي والتناد كل ظالم ينادي باسمه  بتهمته وفضيحته ...!!
الذين غدروا وخانوا وغيروا وبدلوا كيف بهم عند لقاء ربهم؟ !  ما تقدم من كثرة  الظلم وقبح عاقبته وما ورد من الوعيد الشديد على مرتكبه وان مات قبل رد المظَالِم أحاط به يوم القيامة خصماؤه عند ربه،  فهَذَا يأخذ بيده وهَذا يقبض على ناصيته وهذا  يتعلق برقبته هذا يقول
ظلمني فغدر بيُ ،  واخر يقول ظلمني فخاننيُ  ،  وثالث يقول خدعني ُ ،  أكل مالي وهذا مشهد يصوره الصادق الامين صلي الله عليه وسلم  ...   اتدرون من المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال:" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".
حتي الحيوانات التي كانت في الدنيا،  يفصل الله   بينها بحكمه العدل الذي لا يجور، حتى إنه ليقتص للشاة الجماء من القرناء، فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها: كوني تراباً فتصير تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: ياليتني كنت تراباً أي كنت حيواناً فأرجع إلى التراب ..

اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقضى بينها يوم القيامة: فقال: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء -التي بدون قرون- من الشاة القرناء. رواه مسلم  .   ،فما بالنا بالمسلم،  بالامام،  بالقائد؟!    فما بالنا عندما   يباع الدين وبلا ثمن ويقدم العلماء والحفاظ والوعاظ والمربين قرابين  لأعداء الدين، لا نملك إلا أن نقول عند الله تجتمع الخصوم ...
 هناك "  ترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم   "  سورة الشوري 
 يقول الشاعر
أمَا والله إنّ الظلمَ شُؤمٌ
                  وما زال المُسيءُ هو الظّلوم
 إلى ديّانِ يوم الدّينِ نمضي
                 وعند الله تجتمعُ الخصومُ
 تنامُ ولَمْ تنمْ عنكَ المنايا
                                  تنَبَّهْ للمنيّةِ يا نؤومُ
اللهم نجي البلاد والعباد من ظلم الظالمين وغدر الغادرين وجور الجائرين ...

   [email protected]