بقلم : صادق أمين
 
أقول بكل صدق ، وبلا مواربة : لم يبق في قوس التصبر منزعُ ؛ خاصة بعدما أُسدل الستار على مسرحية المحاكمة الهزلية .
 
إذ قالت المحكمة : الآن حصحص الحق ؛ الحقُ أنتم بين مطرقة الانقلاب الدموي و بين سندان الشياطين الخرس التي تعرف الحق و تكتمه ؛ ليثور من ثار عن بينة و يتخاذل من يتخاذل عن بينة ، و لتعلموا أنما هو طريق واحد و ليتذكر أولو الألباب ؛ و ليشهد الله من يملك الحل و من يمثل الأزمة.
 
قالتها بأعلى صوت :
مٓنْ ضمّٓ في جنبيه قلب نعامةٍ    ***   فلا ينتظر إلا وثوب الضراغمِ 
 
و أردفت : شئتم أم أبينتم ، فلا مهرب من التسليم بأننا نحن المستبدين السفلة ؛ لا ينفع معنا تقليم أظافرنا ، و لا نترك غرورنا ، مهما تلطف معنا المصلحون ؛ ذلك أن عقولنا المستبدة لا تعرف معنى التفاهم ، و لا تُطيق الأخذ و الرد للوصول إلى الحق ! و يكاد لا ينبعث صوت للخير حتى يلاحقه سوط من الإرهاب يطلب إما خرسه و إما قتله.
 
ذلك بأننا نعلنها صراحةً : لا نستحي من خيانة الشعب على الهواء مباشرة ، بل و نقاتلكم لحساب عدوكم ، و سنقاتل الجيلٓ الساعي إلي الحرية المنطلقة إلى النور ، و لسوف نستوفي مأثمنا ، و لا مانع لدينا من أن نعيد الظالمين إلى مقاعدهم آمنين.
 
أيها الأحرار : لقد دقت اليوم ساعة الخطر مرتين : مرةً حينما حُكِم بالإعدام على ثورة يناير التي أطلقت طاقات الأحرار و وحدت جهودهم ، و مرةً و هي تستعيد لكم مسوغات الثورة من جديد.
 
فعودوا إلى ثورتكم يرحمكم الله.