شيرين عرفة :
كثير من المصريين يلهجون بالدعاء إلى الله أن يريهم آياته في قائد الإنقلاب العسكري وقاتل المصريين "عبد الفتاح السيسي".
وبالطبع، أنا لا ألومهم ، بل أراه من حقهم تماما، فلقد أذاق "السيسي" المصريين ألوانا من القهر والهوان لم يفعلها حتى معهم فرعون موسى ، قد كان فرعون موسى يقتل ابناء بني إسرائيل وليس ابناء المصريين وكان يستحي نساء بني إسرائيل (أي يبقيهم أحياء ، فلا يقربهم) ، بينما السيسي قتلت في عهده نساء مصر وأعتقلت وسحلت وأغتصبت داخل السجون، فكان عهده هو الأخزى والأشد تنكيلا على مدار السنين.
من حقهم طبعا أن يستمروا في الدعاء ..-ولكن فقط.. لحظة واحدة- هل لم ير المصريون بعد في "السيسي" ، آيات من الله ؟!!
كيف ؟؟ ولقد كانت أشد وضوحا من الشمس في وضح النهار، بل ويصعب علينا حتى حصرها..
وإذا أردت أن تتأكد من صدق ما أقول؛ فلتراجع معي سريعا تفاصيل المشهد المصري منذ الإنقلاب وإلى الآن.
هل حينما يستدرج الله هذا الطاغية ويرغبه ويزين له منصب الرئاسة، فيترك منصبا محصنا من العزل كان يدير به مصر فعليا ولكن من وراء ستار ،ليفتضح بذلك إنقلابه ويكتب نهايته بيديه، فلا يبقى في صفه من في رأسه ذرة عقل ، أو من في قلبه بقايا ضمير،وتنضم لصفوف معارضيه ملايين جديدة أستفاقت من وهمها ، و تنبهت لخدعتها،
تخيل معي لو كان السيسي يمتلك مسحة من ذكاء؛ جعلته يضع أي "طرطور" مدني في منصب الرئاسة (حمدين صباحي-مثلا)، وظل هو من وراء الستار يدير مصر ويتحكم فيها ،هل كنت سترى حينها تلك الملايين المجتمعة تنادي بسقوط الإنقلاب، أم سيبقى في أعين الكثير من المصريين المغيبين بطلا أنقذهم من حكم الإخوان، و قائد أستجاب لمطالبهم حينما نزلوا الشارع في الثلاثين من يونيو المشئوم للتظاهر والإحتفال بضع ساعات،
والله وحده أعلم ...متى كنا سنتخلص من حكم العسكر الجاثم فوق صدورنا منذ ما يزيد عن الستين عاما .
أليست تلك آية من آيات الله؟
أعلن السيسي عزمه الترشح للرئاسة في يوم الأربعاء 26 من مارس ، فأطلق الشباب على مواقع التواصل هاشتاج مسيئ بعنوان : إنتخبوا العر...، يوم الخميس 27 من مارس ،وحصل الهاشتاج، على مشاركة أكثر من أربعة ملايين وخمسمئة الف شخص خلال أول ثلاث ساعات، ما جعله الأعلى مشاركة على مستوى مصر، والثالث عالميًا على تويتر، إلى ان بلغ عدد المشاركين في الهاشتاج خلال أسبوع واحد، أكثر من مليار و9 ملايين مشارك ،إضافة إلى 35 مليون كتبوا بوستات عنه، وأكثر من 95 مليون موضوع تم تداوله عليه، كل ذلك في أسبوع واحد فقط ، ليصبح الهاشتاج الأعلى مشاركة والأشهر عالميا ، ويصبح إنتخاب العر....لحكم مصر هو حديث العالم كله من صحف وفضائيات، و بلغت الإساءة والإهانه لشخص السيسي حدا لم يصل إليه أحد في التاريخ ، حتى أن موسوعات المعرفة العالمية "ويكبيديا" كتبت في تعريفها لعبد الفتاح السيسي أنه :وزير دفاع لمصر و شهرته العر....، حتى تم إزالة ذلك بعد فترة بضغوط مصرية .
ألا تعتبر ذلك آية من آيات الله ؟!
أليست فضيحة لجان الإنتخابات الخاوية على عروشها والتي صورتها كاميرات العالم أجمع ،
ثم خروج السيسي علينا في يوم تنصيبه وهو الذي يمتلك مفاتيح الإعلام كلها بيديه، ليظهر بوجه مسود، في واقعة عجيبة أثارت الإندهاش بين صفوف مؤيديه أكثر من معارضيه،ولم نعرف حتى الآن : هل احترق وجهه قبلها، أم انطفأت الأنوار أثناء التصوير، و كانت تلك الحادثه مثار تندر المصريين فترة من الزمان.
ثم بعد ذلك فضيحة الإحتفال بالتنصيب والذي تجاهله أغلب رؤساء دول العالم ،فلم نر سوى الكفيل الخليجي ورعاة الإنقلاب، ولم يحضر من الحكام سوى رؤساء غينيا الإستوائية ومالي والصومال ،بينما أرسلت "جيبوتي" مثلا : وزير الأوقاف، و دولة"توجو" -التي لم يسمع بها أغلبنا- أرسلت وزير زراعتها، واعتذرت العديد من الدول، وظل إعلام الإنقلاب ينوح ويلطم ويقيم الجنائز على فضيحة التنصيب،
ألا ترى هذا الإمعان في إهانة السيسي وهدم فرحته بالمنصب هي آية من آيات الله؟!
ألم تشاهد السيسي وهو داخل الحرم الشريف ، بيت الله الحرام حيث يأمن الناس وتتنزل عليهم السكينة والرحمات ، بينما هو يقف مفزوعا خائفا يحيط به ألفي جندي من جنود المملكة ، يبعدون عنه كل إنسي وكأنه شيطان رجيم، يفرغون ساحات الطواف والمسعى حتى يمشي وحيدا في حرم الله الآمن منذ آلاف السنين ، ألا ترى في ذلك آية من آيات الله ، وهي مصداقا لقوله تعالى :{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آية114سورة البقرة)
ألا ترى كل الإفتراءات التي نسبها زورا وبهتانا للرئيس الأسير "محمد مرسي" وهي تتحقق في عهده ، ويراها الأعمى قبل البصير، حتى فرية الشؤم و"النحس" التي أفترى بها زورا وإجراما عليه مراحيض الإعلام ،وأختلقوا الكذبة تلو الكذبة؛حتى أنهم أحيوا سلحفاة قد ماتت منذ سنوات حتى ينسبوا وفاتها لعهد الرئيس.
فيأتي السيسي وعهده المشئوم حقيقة لا إفتراء لتسجل مصر أعدادا قياسية من حوادث الطرق والقتل بالإهمال وموت للطلبة في المدارس وعلى الطرقات ، وإصطدام سيارات وإنقلاب قطارات وإحتراق لمصانع و متاجر وبيوت ، حتى أصبح المصريون يبيتون على مصيبة ويستيقظون على فاجعة.
وبمناسبة الحديث عن مراحيض الإعلام ،
ما رأيك في دعوة الأمم المتحدة ولأول مرة في تاريخها بإعتبار يوم التاسع عشر من نوفمبر عام 2013 -عام الإنقلاب-لأن يكون يوم تحتفل فيه دول العالم بالمراحيض والحمامات،وهو ذات اليوم الذي أحتفلت فيه مصر لأول مرة بميلاد السيسي بعد الإنقلاب!! صدفة عجيبة...صح؟؟
ألا ترى فيها ،وفي كل ما سبق ..آيات من آيات الله؟!!
قد يطول بنا المقام ساعات وساعات ..وسأحتاج لعشرات من المقالات ،لسرد آيات وعبر وعظات أرسلها الله لنا منذ الإنقلاب وإلى الآن ،ولكني سأكتفي بذلك القدر ..وأكمل في مقالات قادمة بإذن الله.