بقلم : حسن القباني


"الشهيد الحي " ، هكذا كان يطلق الثوار على المهندس الشاب أحمد شوقي شعلان ، تحية لصموده وثباته وصموده في جولات عدة ، في مواجهة الظلم والظالمين ، ودافعا عن الحق والثوار المقاومين للباطل ، وفارق "شعلان" أقرانه الجمعة 19 سبتمبر 2014 إلى عليين ، حيث موعود الله عزوجل للشهداء بعد عام ويزيد من صبره الفريد علي محنته واصابة الغدر الانقلابي في مجزرة فض اعتصام النهضة ليستحق بجدارة لقب " أيوب المصابين".
لقد كان "شعلان" هو بطل مقالنا " أحمد شوقي .. لمصابي الإنقلاب حق ودين "، وما سمعناه عنه هو ملهمنا في إثارة قضيتي المصابين والمفقودين في القصاص والملاحقات ، وكان بطلا حقا ، لم يغادر – كما يقول أقرانه – التفاؤل والصبر والعزم كيانه ، رغم اصابته البالغة في محرقة النهضة والتي اصابته بالشلل الرباعي واقعدته على كرسي متحرك وسرير علاجه ، ولكن كان صامدا صابرا متفائلا بالنصر في المستقبل القريب على انقلاب العسكر الدموي.
كان قليل الكلام والتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي ، فهو من رجال الثورة الميدانيين ، ولم يتغيب عن موقعة نضال ولا عن موقف لاعلاء كلمة حق ولا عن خدمة الناس ، وكان آخر ما قام بوضعه علي صحفته الخاصة هو روابط لدعم القضية الفلسطينية والمقاومة وفيديوهات تسخر من الممثل العاطفي وتندد به وتحيي الثوار ، ولكن ضمت صفحته الشخصية على "فيس بوك" عقب نبأ ارتقاءه عشرات التدوينات تذكر مناقبه وتحيي تاريخه وتبكي فراقه وتدعو للتحلي بأخلاقه .
ائتلاف يدعى "أكتوبر ضد الانقلاب" لخص سيرة الشهيد على صحفته الرسمية علي " فيس بوك" – في ثلاث مشاهد ننقلها بتصرف : "كان في الصفوف الامامية في موقعة الجمل واصيب و لم يستشهد ، وكان في الصفوف الأمامية في موقعة الاتحادية – مجزرة الإنقلاب العسكري الأول الفاشل - واصيب ولم يستشهد ، وفي يوم محرقة فض اعتصامي رابعة والنهضة أصيب برصاصة أقعدته تماما عن الحركة ولم يستشهد ، وكتب الله له الشهادة في جمعة " قسم الثورة و عهد الشهيد " و كأن اليوم قد سمي هكذا ليكون عهدا علينا امام الله ان نقتص لشهيدنا و لكل شهداء مصر منذ 25 يناير" .
تدوينات أصدقائه – والتي من بينها فيما يبدو نامدون على سهرة 30 يونيو – تبرز حقيقة واحدة وهي أن الشهداء الذين يرتقون على أيدي مليشيات الإنقلاب من أنبل من أنجبت مصر ومن أفضل أبناء الأمة ، لتسقط للمرة المليون كافة الأكاذيب التي يحاول إعلام العسكر نسجها من وحي خيال الشياطين لتشويه الشهداء والثوار ، وتؤكد أن انقلابا دمويا كهذا قتل هؤلاء النجباء الأخيار ، لن يكتب له البقاء ولن يعيش لحظة هناء ، فلعنة إزهاق الأرواح ستظل تلاحق القتلة الخونة ولو في بروج مشيدة ، هكذا تقول سنة الكون وقراءة التاريخ .
لا يحسبن القتلة القابعون في كوبري القبة وشارع الشيخ ريحان ومصر الجديدة والذين تعاونوا معهم أنهم لن يقفوا للحساب على هذه الدماء وهؤلاء الشهداء، فالحقيقة لا تموت ، والحق لا يفنى ، وشهود العيان بالملايين في كل مكان ، وطبول القصاص تدق في كل بيوت مصر تنتظر لحظة انتصار الثورة ولا مفر من العدالة ، ولا مفر من اعلان الانقلابيين الاستسلام ، فالثورة مستمرة والثوار في الميادين وعين الله لاتنام ، والتاريخ يؤكد أن الحق منتصر ولو بعد حين. 
في الجنة يا شهيد
في الجنة يا شعلان 
الموعد حوض النبي الأكرم 
تقدموا تنتصروا .. ثوروا تسعدوا 
--------------------
*منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح