حازم سعيد:

القتلة السفاحون أعوان الخائن السيسي يتحركون الآن ليل نهار ( ويلوشون ) باعتقالات من هنا وهناك يمنة ويسرة في كل أرجاء مصر وهم يتحركون بتعاون بين جهاز أمن الدولة المنهك والمخابرات الحربية القادمة من سنة 54 !

وهم يظنون أنهم باعتقالاتهم التي تثير السخرية بين صفوف الإخوان خاصة ، وصفوف التحالف الوطني عامة قادرون على إيقاف لهيب الثورة التي انطلقت منذ اليوم الأول لانقلاب الخائن السيسي ، وتأججت بعد الدماء التي سالت ، وتصل لذروتها الآن بهذه الاعتقالات الفارغة من المضمون والمحتوى .

أولاً : من يقود الثورة ضد العسكر وضد الانقلاب :


الذي لا يريد أن يفقهه الأغبياء أن الثورة ( خلاص ) لم تعد ثورة الإخوان المسلمين ، إنما هي ثورة مصر ، وكل شريف وحر وأبي فيها ، والذين يخرجون الآن بالملايين الهادرة الحاشدة ليسوا من الإخوان قطعاً وجزماً ، ولا يتخيل عاقل أبداً أن الإخوان بهذا الحجم الرهيب الذي يفجر ثورة وانتفاضة بكل أركان مصر ، وإلا لاكتسح الرئيس مرسي الانتخابات الفائتة من الجولة الأولي .

لقد ظهرت أطياف عديدة من أبناء الشعب المصري وشبابه وتياراته المختلفة ترفض حكم البيادة ، وترفض العبودية ، وفي تركيبتها الجينية كرات دم العزة والنخوة والكرامة ، وليسوا كبقية العبيد الذين فوضوا السيسي أو يتعشقون السادية ويتلذذون بالعبودية للعسكري الخائن .

والقيادة نفسها - أقصد قيادة التحالف - لا يمثل الإخوان فيها إلا نسبة محدودة جداً ، وهناك قيادات رائعة محترمة تقود الثورة وتسير بخطى ثابتة واضحة نحو إسقاط الخائن ، ونفسها طويل جداً ، وحكيمة وعاقلة ، وهي من خارج الإخوان قطعاً وجزماً .

ثانياً : داخل الإخوان أنفسهم :


الذي لا يدركه الأغبياء ، ويجعلهم مثار سخرية واستهزاء لدينا نحن أبناء الإخوان ، أنهم يعتقلون الآن في كل مصر رموزاً محترمة وعاقلة وفاضلة ، ولها بين الإخوان المكانة والمنزلة والتاريخ مع كل الحب والاحترام وعمق الأخوة الإيمانية الصادقة ... ولكن كل هذا شئ ودورهم التنظيمي والحركي داخل الإخوان وقيادتها شئ آخر .

أقول - لولا حزننا على الدماء التي سالت وسفكت من إخواننا - لسودنا صفحات الدنيا بنكات وطرائف على اعتقالاتكم الخائبة ، ولكنه خشوع القلوب والأبدان مع فراق الأحباب .

أنتم يا أيها الأغبياء تعملون على ( داتا بيز قديمة جداً ، هي مخابراتية عتيقة بنكهة وعبق الماضي ) ، كقدم فكركم البالي وقدم من خطط لكم انقلاباً عسكرياً في زمن لا تصلح فيه الانقلابات ، والذين تعتقلونهم - مع كل الفضل الذي قدمتهم به - لا تبلغ نسبة من بهم من القيادات الحقيقية الفاعلة والمحركة 1 % .. نعم أقول واحد في المائة .

ولذلك فإن ( تلويشكم ) واعتقالاتكم التافهة الغبية الخائبة لن تؤتي لكم بأية ثمار ، لأنكم لا تعرفون شيئاً عن الإخوان ولا عن تنظيمها ، فبوؤوا بخيبتكم ، وعن قريب فشل ثورتكم .

ثالثاً : متى قوضت الإخوان أو انهدت عزيمتها ؟

لقد مرت دعوة الإخوان وتنظيمها بضربات أمنية موجعة ، كانت كفيلة بالقضاء عليها وتفتيت أوصالها ، لولا أنها دعوة ربانية موصولة بالله سبحانه .

نعم في مجال الإداريات والقرارات قد تخطئ اجتهاداتها أحياناً ، ولكن مثل هذه الأخطاء المأجورة ( لأنها تأتي بطرق تحري ونيات صلاح وأسباب شرعية ) لا تجعلها بمنأى عن رضا الله سبحانه ، بل أقول أن الاجتهادات مأجورة ، فلا تقصم الجماعة أبداً ... وبناءاً على ذلك فإن هذه الجماعة تؤيد دائماً وفي أحلك الظروف والأوقات بمددٍ من عند الله يفضح الظالمين ، ويوفر لها الله سبحانه بالإمكانيات والأسباب ما يقيم شأنها ويرفعها من كبوتها مرة أخرى .

هكذا هي سنة التاريخ التي أجراها الله مع الإخوان ، منذ الملك فاروق عندما اغتال مؤسسها الأول الإمام البنا رحمه الله ، وحبس رفاقه ثم مع مذابح عبد الناصر وأهواله في السجون الحربية ، ثم مع مبارك ومحاكماته العسكرية .

وفي كل مرة الإخوان هي هي ، بل تزيد وتتقد شعلتها ، ويتوهج ضوؤها ، وما استطاع الظالمون نيلاً منها ، لأنها جماعة ربانية شاء الطغاة أم أبوا ، أدركوا ذلك أم عميت قلوبهم وأبصارهم وأسماعهم .

ومن أدبياتنا المشهورة جداً : ضع في يدي القيد ألهب أضلعي ، ضع عنقي على السكين ، لن تستطيع حصار فكري ساعة ، أو نزع إيماني ونور يقيني ، فالنور في قلبي ، وقلبي في يدي ربي ، وربي ناصري ومعيني . أتظنون من يتربى على هذا الكلام يعبأ باعتقالاتكم التافهة ، ( جتكم خيبة ) .

رابعاً : أغبياء الأمن لا يتعظون :


ولم يدرك الأغبياء أن الأيام دول ، وأن الممالك متقلبة ، وبالذات في مثل هذه الأيام التي نحياها ، إنهم يناضلون لاعتقالنا وإحكام قبضتهم الأمنية علينا بشراسة في زمن لم يستتب لهم فيه الملك ، فهم على شفا جرفٍ هارٍ .

أقول : من الجائز عقلاً تقبل فكرة تسلطك وأنت متربع ومتسيد ومالك أمرك ، أما وأن الأمر متزلزل تحت قدمك ، حتى أنك تضطر في جل الأحيان للاستعانة بالبلطجية والمسجلين خطرك ( حتى يسندوك ) ، فكيف لك بكل هذا الفجور وادعاء الخصومة ، وأنت لم تنفرد بالحكم بعد ولم تتمهد لك أركانه ولم يبنى لك أساسه ، أيها المغفل ممن يسعى ويقود ويتحرك بهذه القبضة الأمنية التافهة ، إن بناءك على ( لا شئ ) ليس لك أساس ولم يتمهد حكمك ، ولن يكون ، لأن ثورتنا تجري في عروقنا ، لسنا نحن الإخوان فقط ، بل كل المصريين الشرفاء ، وسترى غداً الجمعة 30 / 08 كيف سيكون ذلك ، فبؤ بخيبتك في الدنيا ، وخزيك في الآخرة لما تقترفه مع عباد الله الصالحين .

وما أحداث 25 و 28 يناير منك ببعيد ، وما الضباط الذين ( تم تجريدهم ) من ملابسهم بالكامل في عديد من المدن والمحافظات والاستهزاء بهم على يد الغاضبين منكم ببعيد ، فاعتبروا إن كان لديكم عقل ، ولا تظنوا أن قنابل الغاز أو الأسلحة أو البلطجية سيعصمونكم ، فلدى الثوار من المفاجآت ( وبرضة بالسلمية ) الكثير .

خامساً : الملثمون ( المنتقبات ) :

أعلم أن كثيراً منكم أيها الخائنون مرتعشون ، وما لثامكم أثناء الاعتقالات إلا آية من الآيات وعلامة من العلامات .

أعلم أن النقاب تلبسه المرأة بين اقتناعها أنه فريضة أو سنة ، وفي حكمته كثير من المعاني منها أنه لخشية افتتان الرجال من النساء على خلفية أن الرجل زين له شهوة النساء ، فلماذا تنتقب ؟! أترك لك الإجابة إن كنت رجلاً .

أعلم أن الجبن والخوف هو الذي يقودكم إلى هذه الحالة ، أن تخفوا وجوهكم ، وهي أيضاً دلالة قاطعة على اقتناعكم بأن الأمر غير ممهد لكم ، فأنتم تدركون وشبه متيقنين أن الأمر لن يستتب لكم ، فتخافون أن نعرفكم فنحاكمكم بعدها وننتقم منكم ، وسوءاً انتقبتم كالنساء أم لم تنتقبوا فإن انتقامنا قادم وعن قريب أيها الجبناء .

سادساً : الجمعة 30 / 08 وبداية حقيقية للثورة :

ولكم في غدٍ الجمعة إن شاء الله بداية حقيقية للثورة الهادرة التي ستملأ ربوع مصر عن يمينها ويسارها وأوسطها ، سنهز كل شبر بمصر ، وسيصل صوتنا للعالم خفاقاً أن العسكر ميحكمش .

وأن الأمن والبيادة والقهر والاضطهاد ، لن يعودوا من جديد ، لقد ذقنا طعم الحرية سنتين كاملتين ، منهم سنة ( ملاكي ) في عهد الرئيس الشرعي المحترم الذي ما زال رئيساً وسيظل إن شاء الله ، ولن نتراجع عن هذه الحرية ما حيينا .

وأدلكم على شفرتنا أيها الأغبياء إن كنتم تريدون الفهم : تستطيعون القضاء علينا بس بشرط : اقتلوا ملايين المصريين بالشوارع حتى توقفوا هذه الثورة ، ولن تستطيعوا ، لأن كل قطرة دمٍ تجلب مزيداً من الأحرار والثوار .

إن الأوضاع كلها في غير صالحكم بعد خيانتكم المزرية ، اقتصادياً البلد إلى انهيار وجاء السيسي الخائن بثلة مبارك ليحكموا من جديد بعد سنتين دمار لمصر بسبب أفعالكم وخيبتكم ومؤامراتكم ، وهم قد فشلوا ثلاثين سنة كاملة من قبل وليس لهم أي تصور للحكم ، ولم تكن الأوضاع كما هي الآن ، فالوضع الاقتصادي المأزوم والمتفجر سيرديكم ويخيب سعيكم .

الانفلات الأمني الرهيب والبلطجية الذين سمنتموهم على أيدكم سيأكلونكم وسيكون أول أسباب هلاكم وهذه إحدى المفاجآت .

الثورة الرهيبة والحنق الشعبي الخانق الذي تحول في الصدور إلى نار مشتعلة نتيجة المذابح والخطايا التي اقترفتموها ، ستفتك بكم .

الحصار الدولي الذي ينتظركم ويفشل السيسي خاصة بعد انسحاب البرادعي ( الوجه الملمع لثورتكم ) سيقضي عليكم .

وأخيراً برؤيتنا الإيمانية التربوية : ظلمكم ، فإن الله سبحانه قد قيض في سنته الكونية أنه يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة ، ويقصم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة ، وأنتم اقترفتم من المظالم أقصاها ، وبلغتم من الفجر في المظالم والخصومات مداه .

كل هذه الأسباب كفيلة بأن تقوض دعائم ملككم التي لم تقم من الأساس ، فاعملوا حساب بكرة أيها الأغبياء ، والله أضحك على منظركم الآن وأنا أراه بعين البصيرة غداً بعد نجاح ثورتنا الذي أوشك إن شاء الله ، وأراكم وأنتم عيونكم مكسورة وفي سلاسلكم مجرورين إلى المحاكم الثورية ، أراها بعين البصيرة وكأني أشاهدها الآن .

أيها الفاشلون الانقلابيون الخائنون ، غداً الجمعة موعدنا مع بداية حقيقية للثورة تعرفون فيه حجمنا وحجمكم ، وتتيقنون فيه أن انقلابكم الغادر فشل وانتهي وأعلن إعدامه .. وإن غداً لناظره قريب .

_____________

[email protected]