نافذة مصر 

 
بداية أؤكد أن ثقتي في الله دائما وأبدا لا تتزعزع في أنه سبحانه الناصر والمؤيد والمعين، وأن يقيني في نصر الله لعباده المؤمنين الأحرار لا تشوبه شائبة، ولكني أؤمن أيضا أنه يهيئ الأسباب لحدوث هذا النصر، ومن ذلك مثلا زيارة كاثرين آشتون ممثلة الاتحاد الأوروبي للقاهرة منذ أول أمس الأحد، وأرى من خلال هذه الزيارة:

1 - أن آشتون أشترطت قبل أن تأتي إلى القاهرة، أن تجلس مع السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي، وأن قادة الانقلاب وافقوا على ذلك مضطرين لأنه مازال الرقم الأهم في المعادلة حتى الآن، وأنها جلست معه لمدة طويلة "ساعتين"، وهذا يدل على أن هناك تفاصيل كثيرة جرى مناقشتها في هذا اللقاء، وأنه لم يكن أبدا إملاء أو تهديدا أو عاصفا، وإلا لما أستغرق كل هذا الوقت، وربما ناقش تفاصيل كثيرة في حال العودة عن الإنقلاب، حول مصير الإنقلابيين والخصوم السياسيين مثلا، ومرحلة ما بعد العودة عن الإنقلاب.

2 - أن الأمريكان هم من نسقوا من أجل وصول آشتون إلى القاهرة، أملا في البحث عن مخرج من الورطة التي دخلوا فيها بعدم التنديد بالانقلاب، وأن دورهم المعروف في ترتيب الانقلاب منعهم من أن يكون لهم دور مباشر في إعادة ترتيب الأوضاع الآن، وأنهم أوكلوا للأوروبيين مهمة التحرك نيابة عنهم والتوصل إلى حلول للأزمة، بدليل أن آشتون تحدثت إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل أن تغادر القاهرة.

3 - أن الموقف الأوروبي بدأ يتغير في الأيام الأخيرة لصالح دعم الشرعية، بعدما رأي أن الساحة المصرية لم تهدأ، وأن الاعتصامات تزداد يوما بعد يوم، ويشارك فيها قطاعات واسعة من المصريين وليس فقط الإخوان، واليوم هناك لهجة أكثر قوة من فرنسا مثلا بخصوص المطالبة بالإفراج عن الدكتور مرسي وكافة المعتقلين السياسيين الإسلاميين.

4 - أتوقع بعد عودة آشتون إلى الاتحاد الأوروبي أن يكون موقف أوروبا أكثر قوة في مواجهة الانقلاب العسكري بعد أن رأت المعادلة تميل أكثر نحو الالتزام بعودة الشرعية، ليس حبا في الديمقراطية أو الإسلاميين بالطبع ولكن لأن المصالح تميل أكثر إلى التعاون مع من يمتلك السلطة أيا كان.
إنها بركة الصمود والسلمية والإصرار والتحدي، إنها أمارات النصر من عند الله وحده