تساءل الكاتب الصحفي وائل قنديل "هل فوجئ قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ببدء تشغيل سد النهضة فعليًّا؟ هل النظام المِصْري الحالي غاضب لهذه الخطوة حقًّا؟ هل فاجأتهم أديس أبابا بخطواتها المتسارعة؟ وهل هم منزعجون حقًّا مما يجري في منابع النيل؟".

وأكد قنديل -في مقاله بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء- للإجابة على هذه التساؤلات أن كل شيء جرى ويجري بعلم نظام السيسي، وبموافقته، أو بإذعانه الكامل للأطراف الفاعلة في مشروع سد النهضة الإثيوبي، وهي إسرائيل ودول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، ولن تكون نائمًا في فراش نظرية المؤامرة، لو ذهبت إلى أن تمرير موضوع السد كان واحدًا من الأثمان التي دفعها عبد الفتاح السيسي لتعويم انقلابه، إقليميًّا ودوليًّا.

وأضاف أن الرجل الذي يحارب سيناء، ويحرقها على رءوس سكانها، إرضاء لإسرائيل، لا يمانع أيضًا في إحراق النيل، وإحراق مِصْر، عطشًا وجدبًا، كي يستتب له الحكم، ودعك من هذه المهارشات السينمائية الساذجة التي تتحدث عن استخدام الحرب سلاحًا للدفاع عن حقوق مِصْر التاريخية في مياه النهر، موضحًا أن النظام المتفرغ لقضيتين أساسيتين، هما الحرب على الحريات والديمقراطية، والحرب على كل ما يهدد أمن إسرائيل، لا يعرف معنى الحقوق التاريخية، والجغرافية، ومن ثم قضية النيل بالنسبة له ليست أكثر من موضوع فرعي، أو وسيلة للاستمرار في الحكم.

وتساءل قنديل: "لماذا كان السد خطرًا، والحرب ضرورة، عندما كان رئيس مدني منتخب في الحكم، ثم صارت الحرب خطرًا، وعملاً لا يجوز مع استيلاء جنرال الحرب على الحكم؟".

وأوضح قنديل أن الحاصل أن نظام السيسي لم ولن يستخدم سلاحًا واحدًا من الأسلحة التي كفلها القانون الدولي للدفاع عن حق مِصْر في النيل، بما فيها القوة العسكرية، واللجوء للتحكيم الدولي، ذلك أن الجهد كله مخصص لتغذية وتحديث ترسانة العسس وزوار الفجر، الذين يداهمون شباب الثورة في بيوتهم، وباتت الجبهة الوحيدة للحرب هي ميادين التظاهر، ليصبح اختطاف أعضاء المكتب السياسي لحركة 6 إبريل أهم بكثير من الالتفات إلى كارثة احتمالات الهلاك الثاني للمِصْريين عطشًا، بعد ثمانية آلاف عام من هلاكهم الأول، في الألفية السادسة قبل الميلاد.