حازم سعيد :

 

فشل ذريع ، وخيبة بالويبة تعرض لها الانقلابي الخسيس بعد أن فشل في الحصول على الكذبة الثانية بتفويض جديد لحربه المزعومة على إرهابه الذي كان محتملاً وهو صنيعته وكسب يديه .

أعداده الحشدية ( التي زعموها هادرة ) انكشفت وكل قواه المؤيدة باعته للمرة الثانية بعد أن باعوه في مسرحية الرئاسة ، وانكشف ظهره للمرة الثانية بصورة أشد من سابقتها ، ليخرج المشهد باهتاً : مائة فرد في عبد المنعم رياض كلهم عواجيز ( وأرزقية ) جاؤوا يبحثون عن " سبوبة " ، وأفراد لا يتجاوز عددهم من عشرة إلى خمسة عشر شخص أمام مباني بعض المحافظات ، في ظل تعتيم إعلامي رهيب من قبل فضائيات الانقلاب .

هذه بعض النقاط أطوف بها حول هذه الفضيحة المدوية للخائن الهاشتاج الخسيس :

 

1. بيع الداخلية للخائن بالتنسيق مع كبار الحزب الوطني :

مما تنامي إلى علمي أن ضباطاً بالداخلية وبالمباحث تواصلوا مع موردي البلطجية وحاشدي الأنفار وممولي التظاهرات من رموز الحزب الوطني كلهم توافقوا بشكل واضح وصريح على عدم الحشد وعدم النزول ، وكنت أظن أنهم سيكملون الديكور الحشدي وسيتجمعوا في مكانٍ واحدٍ بالتعاون مع حشد كنسي يوصل رسالة بأنهم حشدوا بضعة آلاف يصورونها على أنها ملايين هادرة ، إلا أن المفاجئة المدوية هي أن هؤلاء أيضاً لم يحتشدوا .

فمن يبيع السيسي من الداخلية بالصورة التي تجعل قياداتها يصرحون وبشكل واضح أنه لا داعٍ لهذه الوقفات الحشدية ، وبعضهم يصرح أنه خائف من عدم القدرة ولا السيطرة ولا الصمود أمام العقاب الثوري أو المقاومة الثورية .

وهل أرادت الدولة العميقة التي تكونت من الحزب الوطني على مدار ثلاثين سنة وتغلغلت في كل المفاصل وعلى رأسها الداخلية أن تكشف ظهر السيسي وتفضحه وتوصل له رسالة أنه بها وليس بغيرها ! كل شئ جائز في السياسة .

 

2. فشل السيسي الحاكم في علاج الأزمات وانهيار البنية التحتية :

السيسي بعد أن كان حاكماً ( مستتراً ) في البلاد منذ سنة ونصف ، أصبح ( حاكماً علنياً رسمياً ) منذ ستة أشهر ، وعندما جاء على ظهر دبابته فإنه أتى تحت ذريعة حجج مختلفة واهية كان أهمها تغول الإخوان واستئثارهم بالسلطة مع طيشات من نوعية أن الإخوان فشلة وعندهم أزمات خاصة الكهرباء والوقود .

هذه الطيشات العشوائية آتت ثمارها مع بعض شرائح المصريين فأحدثت الزخم والغطاء الشعبي ( المحدود ) للانقلابيين .

الآن يعاني السيسي ويذوق مرار ما رسخته مؤامراته عن الإخوان بالباطل ، هو يذوقه الآن بالحقيقة ، أزمات رهيبة في كل المجالات خاصة أنابيب البوتوجاز والغاز والوقود وانهيار البنية التحتية للبلد ، وارتفاع الأسعار ، والبطالة ، وانهيار العملة المصرية وارتفاع المديونية وانكشاف الاحتياطي النقدي مع طيشات عشوائية من نوعية عدم الوفاء بتنفيذ العلاوة الدورية للموظفين مع المشاكل العمالية في كل القطاعات .. الخ

ومثله لا يمكن أن يحل مشاكل ولا أن يعالج أمراض ولا أن يقود بلداً ، هو يخادع ويتآمر ويدبر مكائد ، هو يقلب أنظمة بالدس والخيانة ، أما أن يقيم دولة أو يسوسها أو يصلح شأنها أو يعالج أزماتها فهيهات ، ما كان لمتآمر خسيس خائن فاسد أن يصلح شأن أمة ولا أن يبنيها ، وهو مع ما اقترفته يده من مظالم ، مصيره – إن شاء الله - إلى تآكل حاضنته الشعبية ( المحدودة من البداية ) ثم إلى نهايته المحتومة والتي سيرينا الله سبحانه فيها العبر والآيات ، هذه سنة الله في الكون والحياة .

 

3. أكذوبة الحرب على الإخوان الإرهابيين :

من الأكاذيب التي هي -  جنين مجهض - أنه يحارب الإرهاب ، ومتلازمتها أن الإخوان إرهابيين ، سأنقل لكم حكاية في منطقة شعبية ضمن مئات من الحكاوي التي أسمعها وأراها وألتقي أصحابها ، عن بائعة في أحد الأسواق ، شغلت أمس مع الصباح أغنية " تسلم الأيادي " في كاسيت بصوت مرتفع ، فجاءها جارها البائع في نفس السوق ليسألها عن السبب ، قالت علشان الإخوان الإرهابيين ، فقال لها : انت نسيتي إن الإخوان دول هما اللي كانوا ببيجيبوا لنا كيت وكيت وإنهم هما اللي كانوا بيحنوا علينا وبيشوفوا مصالحنا ، بقى دول يقتلوا ؟ فما كان من البائعة إلا أن قالت له معاك حق وأغلقت الكاسيت ....

هذه ليست قصة أحكيها لكم لنتسلى أو نعيش الوهم ، وليست حادثة فردية يمكن لمن يكتب مقال تحليلي أن يستعرضها مستشهداً بها ، إنما هي عشرات ومئات المواقف التي نتعرض لها الآن يومياً في ارتفاع جديد لشعبية الإخوان مع تهاوٍ رهيب لحاضنة الانقلاب الشعبية ( المحدودة من الأصل ) .

حتى الناس في الشارع الذين كانوا منخدعين بالسيسي وثلته ، وحتى أولئك الكارهين للإخوان والرافضين لهم ، لا تنطلي عليهم حيلة أن الإخوان إرهابيين ولا يقبلونها ، ومن يرى منهم شاباً ثورياً يمكن أن يندرج تحت ما يسمى المقاومة الثورية فإنه يعلم أنه محق لأنه تعرض لحرب إبادة وقتل وحرق وقمع بما يكفي لتبرير هذا النوع من المقاومة .

حيلة أن الإخوان إرهابيين لم تكن من الأساس أحد مقومات انقلاب يوليو ، ولا أحد أسباب الحشد له ، حتى عندما أراد الهاشتاج أن يلجأ لهذه الحيلة بعد الانقلاب استخدم تعبير الإرهاب المحتمل ، وذلك أن مصر لم تكن تشهد أي إرهاب سوى ذلك الذي وقع ظلماً على الإخوان بحرق مقراتهم ، فهي مما لا يرتقي من الأصل للحشد أو طلب تفويضٍ آخر من أجل حربه .

 

4. أكذوبة التفويض الأول :

لقد أثبتت هزلية الانتخابات السيساوية ، وبعدها أثبت فشل التفويض أن ما أطلق عليه ملايين هادرة احتشدت في التحرير بفضل حشود كنسية مع قوات أمن مركزي مع مخدوعين من الحاضنة الشعبية ( المحدودة ) للانقلاب كانت خديعة كبرى تعرض لها المغفلون ، وتعرضنا لآثارها المخططة ( أعنى الانقلاب ) بعد تقصيرنا في إعداد القوة والأخذ بأسبابها ، فنجح الانقلاب نتيجة تقصيرنا في إعداد القوة .. وليس نتيجة وجود حشود شعبية ، ضخمها وكبرها المخرج السينمائي المؤدلج والكاره للإسلاميين بحيلة زائفة اعترف بها بعد ذلك  .

لقد كانت الحشود التي اعتمد عليها الانقلاب خديعة كبرى وكذبة رهيبة ، وتكونت من نسيج مفكك لا رابط بين وحداته ولا مكوناته ، ولا تملك مقوماً للتآلف والتشابك والترابط ، وما كان لها أن تحدث أي آثار ناهيك عن أن تزيل حاكماً ، لولا – بعد تقدير الله – الدبابة والقوة المادية والرصاص الذي امتلكه العسكر الغاشمون .

لقد اعتمدت الحشود المفبركة على كيانين أيديولوجيين وحيدين : الكنيسة المتطرفة وهي لا تملك قدرة حشدية تفوق مائة ألف أو مائتي ألف وما ماسبيرو منا ببعيد ، وما التجارب الخمس الانتخابية منا بأبعد وهي الانتخابات التي راهنوا فيها على خمس اختيارات خاسرة متتالية .

الكيان الثاني هو الثلة العلمانية القليلة المندثرة التي تركزت في النخبة التائهة الضائعة المتغربة التي تكره الإسلام وكل ما يعبر عن الهوية المصرية المسلمة .

كيانات أخرى تمازجت معها في يوم حشدي لم يتجاوز من العصر لما بعد العشاء بقليل ( اعتمد عليه الانقلابيون ليخرجوا مسرحيتهم الزائفة التي تنكشف يوماً بعد يوم ) أهمها بضعة آلاف من الأمن المركزي مع بضعة آلاف من المخدوعين التافهين الغثاء من العامة ( شباب يظن بنفسه الثورية مع عواجيز خفاف ) ( الذين يفتقدون الآن مقوم الانتفاض والاحتشاد ) مع بضعة مئات من البلطجية المأجورين مع عشرات من الساسة ( نخبة ) الفاشلين .

وكل هؤلاء يفتقدون مقوم الانتفاض والاحتشاد والاصطفاف بجوار الانقلابيين مرة أخرى ، خاصة مع تغول العسكر وبشاعته هذه المرة واستئثاره بكل شئ في البلد ، كل شئ على الإطلاق .

 

5. تكاسل الحاشدين من رجال الأعمال والبلطجية مع خوفهم من ردع المقاومة الثورية :

وهي معلومة وليست تحليل ، فالذي أتيقن منه بعد تواصل مع عديد من الأحباب في أمكان مختلفة أن موردي البلطجية ورجال الأعمال يرون أن مصلحتهم ليست مع السيسي ، وأنه لا يقف مع رجالته من أمثالهم ، وأنهم يدخلون حرباً لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وأنهم لن يدفعوا فاتورة ما لن يجنون ثماره .

لذلك تكاسلوا جميعاً ورفضوا الوقوف بجواره ، أو الانخداع بدعاويه .

لقد أثبت فشل التفويض الثاني وكونه خديعة وكذبة كبرى ، وأظهرت وأثبتت  – ولا زالت – موجة 25 يناير الثورية أن هناك تغيراً جذرياً في المشهد وتحول كبير لصالح الثورة وانتقالها لمجال الفعل وليس رد الفعل ، ومجال الإنجاز في إيجاع وإرهاب وفزع الانقلابيين ، وانهيار وتراجع في معسكر الانقلابيين ، وأزعم – وكلي أمل وثقة في الله عز وجل – أن قادم الأيام يحمل لنا من بشريات النصر وتهاو الانقلاب ما هو كثير وكبير .. والله أكبر ولله الحمد .. وإن غداً لناظره قريب .

 

كبسولة : يعز علي أن تكون " العمة " هي المؤسسة الوحيدة التي شاركت في الكذبة التفويضية ، فلا الكنيسة شاركت أو حشدت رغم المعلومات والتقارير المبدئية التي قالت ذلك ، لا هي ولا أي من مؤسسات الدولة أو رجال المال والأعمال.

الجهة الوحيدة التي استطاعت أن تحشد بضع مئات هي وزارة الأوقاف التي يجلس على رأسها مخبر أمن دولة بدرجة وزير ، وتباً لما وصلت إليه حالة " العمم " على يد هذه الحثالة من البشر التائهين .. ولكم يوم أيها الظالمون ..

===========

[email protected]