( وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
بهذا بدأ فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف مسئول قسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشورى بالجماعة بيانه حول أحداث سيناء التي راح ضحيتها جنود مصريون بواسل شهداء عند ربهم يرزقون .. وقد بدأ فضيلته كلامه لموقع منارات : " بأن ما حدث أصاب كل مصري وكل حر في العالم بالحزن والكمد والألم "
وأكمل فضيلته كلامه : " لم أجد أمام عيني إلا هذه الآية الكريمة لوصف المشهد وهي تشتمل على أمور :
طاعة الله ورسوله : وهذا يعني المرجعية الإسلامية التي على أساسها تمَّ ترشيح رئيس الجمهورية واختياره من قبل الشعب ، هذا الأمر الذي ساء بعض الناس ولأنهم لا يجدون سبيلاً لمهاجمة الإسلام الدين الذي تدين به الأمة والذي لا ينقص من حق إخواننا في الوطن في أمر عقيدتهم أو عباداتهم أو أحوالهم الشخصية ، ولكنها فئة حقودة تطالب أمريكا بالتدخل ، وتصرخ بالتقسيم لهذه الدولة المتماسكة بالخير ، قبل هذه الفئة الحقودة صاحبت قلباً أسود لا تحب الخير إلا ما يدعوها إليه هواها المظلم ونفوسها المريضة "
وبيَّن فضيلته : " أن في طاعة الله ورسوله أمور هامة منها :
معرفة ما عليه اليهود من كره للمسلمين والإسلام وما تحمله نفوسهم من أساليب الفتنة والإيذاء، وهذه النفس اليهودية التي لا تجد حياتها إلا بنشر الفتن وإشعال النيران ، قد ساءها احترام مصر دورها كأخ أكبر للشعوب العربية تسعى لفك أسرى المأسوريين، والصلح بين أبناء الوطن الواحد ، ورفع الحصار والقيام بالواجب الإنساني تجاه الجيران والإخوة في الدين والعروبة، هذا الشعب الفلسطيني المظلوم والجريح "
وأما ثاني الأمور فى طاعة الله فقال فضيلة الشيخ : " (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا) ولكننا منذ الثورة في نزاع مستمر، فلا نرضى بالانتخابات بل وتخرج الكلمات غير المسئولة تدعو إسرائيل للتدخل لإنقاذ مصر، وأن هذا التنازع جالب للفشل وحسيب لذهاب القوة ، حقيقة أو أمام من يرى ذلك. وتحرص اليهود حرصاً عليهم، ونزاع مستمر .. فالجيش كما قال فضيلته لم يترك بعد السلطة الكاملة للرئيس وإن كنت أرى أن يسير نحو إتمامها ، وانتقادات حادة للجيش ، تدخل من القضاء في شأن السلطة التنفيذية ، ومستشارون خرجوا عن الفهم الصحيح وجذبهم الإعلام فصاروا آداة للفتن ، وبلطجية الداخلية في راحة ونوم ( مخدرات - بانجو ) وكأنه لا مكافحة في الدولة ، ولا مخبرين ولا غيرهم ، وقطع الطرق ، ورجال فقدوا آدميتهم ومسئولون فقدوا المسئولية يتسببون في دمار الدولة ، وبعض أهل السياسة وكذلك الإعلام لا أعرف وصفاً لهم إلا الغباء ! حوّلوا الثورة إلى نزاع وحوّلوا الفرحة إلى عويل ولطم على الخدود ، وأمور فئوية لا تعطي فرصة لتفكير، إن هؤلاء جميعاً بينوا للناس أن مصر دولة منهارة لا قانون فيها ولا سلطة فطمع مَن طمع " .
وفى ختام الآية (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) يقول فضيلته : " اصبر حتى تجد الشريعة طريقها للحياة فتثق بها البشرية كلها ، واصبر حتى نتعاون في بناء الدولة ، واصبر حتى يتعافى الاقتصاد وتتحقق الأمال ، واصبر حتى يتعلم من خرجت البذاءات من ألسنتهم يتعلموا الأدب، واصبر حتى يقوم كلٌ بدوره " .
وطالب فضيلته:- " بأن يعلن المجلس العسكري إلغاء الإعلان التكميلي، وسوف يُحسب له ذلك ، ليتفرغ لمهمته لحماية الوطن ، وأن تقوم القوات المسلحة بوضع ما يلزم لحماية سيناء مِن كل مَن يعرّض أمن وسلامة مصر ، وأن يستشعر أصحاب الفتن من الساسة والإعلاميين ما شغلوا به الناس حتى أتاحوا الفرصة لليهود وأتباعهم لهتك سيادة مصر ، وأن تصدر قوانين صارمة وحاسمة وجازمة حول أحداث قطع الطرق والخطف والنهب والتهديد بالسلاح وحمل السلاح بدون ترخيص وكذلك تجارة المخدرات وكل ما يترتب عليه اختناق الدولة.
وأكمل فضيلته كلامه : " إن هذا الحدث المؤسف لا يجب أن يتحول إلى جنازة وعزاء وإلى تنكيس أعلام وكتابة في الجرائد، بل لا بد أن نعلم أن إسرائيل لن يطمئن لها بال وشعب مصر في سعادة أو رخاء فلنكن على حذر، وأن لا نظلم شعب غزة ، وأن يتم معرفة الجناة سريعاً لحماية الأمة "
ويكمل: " إن اعداء مصر يريدون منا أن نتّحول إلى حرب أهلية كما فعلوا في لبنان وغيرها ، فإلى العقلاء من المسلمين والمسيحيين من الساسة والقضاة من أصحاب رؤوس الأموال، من الشعب كله اضربوا بيد من حديدعلى أهل البلطجة والمفسدين المتسترين وراء إظهار الحقيقة أو النقد " .
ووجه فضيلته نداء لرجال الجيش ولرجال الداخلية قائلاً : " ها هي الحقائق أمامكم .. فقد حرقوا المقرات وأبنية الدولة والشرطة وغيرها، ولقد أصدرت يومها فتوى بتحريم المساس بمبنى وزارة الداخلية فكأني قلت عجباً من كثرة ما سألت عن ذلك ، دمَّروا أنابيب نقل الغاز أكثر من مرة ، سعوا جهدهم في الاستفتاء، وكذلك في الانتخابات بشراء الأصوات بالمال، والترهيب وغير ذلك من أساليب هدامة .. مهاجمة مستمرة وغير مبررة لأعمال الدولة والرئاسة والحكومة حتى قبل العمل واتهام النوايا.
وأنهى فضيلته بيانه: " هل لنا أن نتحد أمام العدو الصهيوني الذي لا يحمل لنا خيراً قط والذي يرفع يافطة عنده أن سيناء جزء من أرضه, وشعاره من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل ."
حفظ الله مصر ورحم الشهداء وجعلنا على قلب رجل واحد.