كتب فريق عمل العربي الجديد عن تصاعد القلق الحكومي في مصر تجاه نشاط الشباب على منصات التواصل الاجتماعي، مع التركيز على جيل زد الذي يتراوح مواليده بين 1997 و2012، ويشكل حوالي 40 مليون شخص داخل البلاد. رصدت السلطات المصرية مجموعات شبابية على منصات مثل Discord، واعتقلت عشرات الشباب، في محاولة للحد من تحركات جيل زد السياسي والاجتماعي، وفق منظمات حقوقية.

 

وفق تقرير الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، عرضت المعلومات التي حصلت عليها أن بعض المحتجزين، معظمهم شباب، عرضوا على النيابة العامة، بينما بقي آخرون تحت الاختفاء القسري بلا إعلان رسمي عن وضعهم القانوني. دعت المنظمة إلى الشفافية واحترام القانون وضمان حقوق المحتجزين، خصوصاً الشباب والقُصّر.

 

مراقبة وتسلل رقمي

 

أوضح الناشط الحقوقي أحمد العطار أن الاعتقالات الأخيرة تأتي ضمن نهج أمني طويل لمراقبة النشاط الشبابي على الإنترنت، حيث تلجأ السلطات أحياناً إلى إنشاء مجموعات مقلدة تحاكي المجموعات الأصلية في التصميم والمحتوى، ما يؤدي لاحقاً إلى اعتقالات إضافية.

 

يُظهر التقرير أن جيل زد أثار قلق الأنظمة الاستبدادية بسبب مهارته في استخدام وسائل التواصل لتنظيم الاحتجاجات ضد الفساد والمطالبة بالمساءلة وطرح قضايا مثل الفقر والبطالة وعدم المساواة. في السنوات الأخيرة، اندلعت احتجاجات يقودها هذا الجيل في كينيا وبنجلاديش وإندونيسيا، قبل أن تنتشر إلى نيبال والمغرب تحت شعار "Gen Z 212".

 

منصات بديلة وتحركات شبابية

 

اتجهت أعداد متزايدة من الشباب المصري إلى منصة Discord، التي تسمح بإنشاء مجموعات عامة وخاصة، ما جعلها جذابة للنقاشات السياسية والتنظيم، وزاد هذا من مخاوف السلطات بعد انتقال حركة جيل زد في المغرب من النقاش الرقمي إلى الشارع. رغم أن التقارير عن حظر Discord في مصر نفذت لاحقاً، إلا أن المستخدمين أبلغوا عن صعوبات في الوصول إلى المنصة منذ 2018، مع استمرار المراقبة الأمنية للنشاط.

 

استمر الناشطون في الدعوة لمشاركة الشباب في حركات سلمية للتغيير السياسي، مثل مبادرة "ثورة المفاصل" التي تحث على تنظيم النشاط عبر Discord لإنهاء الحكم العسكري وإرساء نظام سياسي قائم على الإرادة الشعبية وسيادة القانون والتحولات السلمية للسلطة. تصف حركة GenZ002 نفسها بأنها ليست حزباً سياسياً ولا جماعة دينية، بل حركة شبابية لبناء وعي اجتماعي وسياسي جديد مبني على حرية التعبير والتغيير السلمي، مع نقاشات أسبوعية على Discord تشمل الاقتصاد والأمن والسياسة.

 

اعتقالات تستهدف النساء والشباب

 

أشار التقرير إلى أن موجة الاعتقالات الأخيرة تركزت بشكل متزايد على النساء، حيث يواجه المحتجزون ظروفاً أصعب مقارنة بالرجال. حسب المحامي الحقوقي عبد الرحمن البدراوي، وصلت أعداد المعتقلات إلى حوالي ألف امرأة في 2025، غالباً بسبب نشاطهن على وسائل التواصل، سواء بالنشر أو حتى بالإعجاب بمحتوى معارض.

 

يؤكد الصحفي آدم حسنين أن جيل زد يختلف عن الأجيال السابقة لعدم تأثره بالخوف بعد الانقلاب العسكري في 2013، ما يوفر أرضية خصبة للتحرك السياسي لاحقاً. كما حذر نائب رئيس حزب التكنوقراط محمد حمدي من أن السلطات لا تستهدف جيل زد فقط، بل "تحاصر كل المصريين"، معتمدة على القمع كوسيلة للبقاء، مشيراً إلى أن التجسس على منصات مثل Discord يعكس هشاشة النظام الذي لا يحتمل أصوات الشباب.

 

يبين التقرير أن النقاشات الجريئة للشباب على الإنترنت حول قضايا مثل بيع الأراضي، الدين العام، السجون، غزة وحقوق مياه النيل، أثارت قلق القيادة المصرية، بينما تساءل مراقبون عن قدرة قوات الأمن على احتواء حركة شبابية قبل أن تتحول إلى قوة فعلية على الأرض.

 

https://www.newarab.com/news/egypt-targets-gen-z-online-activism-arrests-surveillance