أنهت طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، برفقة وفد مصري رسمي، مهمتها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعد إشرافها على عمليات انتشال جثامين جنود إسرائيليين من تحت أنقاض المباني المدمّرة بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ عامين.

 

وأكد الإعلامي الفلسطيني مصعب الشريف، نجل شقيق الشهيد أنس الشريف، في مقطع مصوّر نشره عبر حسابه على منصة "إكس"، أن فرق الصليب الأحمر واللجنة المصرية أنهت عملها في الميدان وغادرت المنطقة برفقة معداتها المستخدمة في عمليات الانتشال، بعد تنسيق دقيق مع الجهات المعنية في غزة.

 

 

ويُعدّ هذا التطور أحدث حلقة في سلسلة من الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء ملف جثامين الجنود الإسرائيليين المحتجزين داخل القطاع منذ الحرب الأخيرة، وهو الملف الذي ظلّ عالقاً في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، رغم الوساطات المتكررة من القاهرة والدوحة.

 

دخول الوفد المصري والمعدات الثقيلة إلى غزة


وسبق أن دخل في 25 أكتوبر 2025 فريق مصري مصحوب بعدد من الآليات والمعدات الثقيلة عبر معبر كرم أبو سالم، جنوب قطاع غزة، للمشاركة في عمليات البحث وانتشال الجثامين.

 

وقالت مصادر فلسطينية إن مهمة الفريق المصري جاءت بطلب وتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبموافقة إسرائيلية تمت تحت ضغط أمريكي مباشر، بعد أن كانت حكومة الاحتلال ترفض إدخال أي فرق أجنبية إلى غزة بدعوى أن حركة حماس تمتلك القدرة الكاملة على إدارة الملف بمفردها.

 

من جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن الإدارة الأمريكية ضغطت على تل أبيب للسماح بدخول الفريق المصري، ورفضت فرض أي عقوبات أو إجراءات عقابية ضد حركة حماس بسبب تأخرها في تسليم جثامين الجنود الإسرائيليين خلال الأيام الأخيرة، مشيرة إلى أن واشنطن تعتبر استعادة تلك الجثامين خطوة ضرورية لاستئناف المحادثات المتعثرة حول اتفاق تبادل الأسرى.

 

تصريحات حماس وصعوبات ميدانية


وفي سياق متصل، كان رئيس حركة حماس في قطاع غزة وعضو وفدها المفاوض خليل الحية قد أعلن قبل نحو أسبوعين، في بيان رسمي، أن الحركة تبذل جهوداً حثيثة لاستخراج جثامين الجنود الإسرائيليين المحتجزين، لكنها تواجه "صعوبات بالغة" بسبب الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب في المناطق الشرقية للقطاع، لا سيما في الشجاعية وحي الزيتون.

 

وأكد الحية أن الحركة تتعامل مع الملف "من منطلق إنساني وأخلاقي قبل أن يكون سياسياً"، مشيراً إلى أن كثيراً من الجثامين مدفونة تحت أنقاض الأبنية المدمّرة بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، مما يجعل الوصول إليها مهمة معقدة تتطلب معدات خاصة وخبرة ميدانية عالية.