وثّق أحد المواطنين مقطع فيديو صادمًا يُظهر بيع وتداول المواد المخدّرة بشكلٍ علني في شوارع عزبة عثمان التابعة لمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وسط غيابٍ تام لرجال الأمن واستهتارٍ بالقانون وهيبة الدولة، في مشهد يعكس تفاقم ظاهرة الجريمة وانتشار المخدرات في وضح النهار.

يُظهر أشخاصًا يقفون على ناصية أحد الشوارع المزدحمة، يقومون بتبادل أكياس صغيرةا تحتوي على مواد مخدّرة مقابل المال، في مشهدٍ لم يعد خافيًا على سكان المنطقة الذين أكدوا أنّ هذه الأنشطة الإجرامية باتت مشهدًا يوميًا أمام أعينهم، دون أي تدخل أمني يُذكر.

عدد من الأهالي عبّروا عن استيائهم الشديد من تدهور الحالة الأمنية، مشيرين إلى أنّ تلك المشاهد لا تهدد فقط الشباب بالوقوع في براثن الإدمان، بل تزرع الخوف في نفوس الأسر التي لم تعد تشعر بالأمان داخل أحيائها. وأكد بعض السكان أنّهم تقدّموا مرارًا بشكاوى واستغاثات إلى الجهات الأمنية دون أن يلحظوا تحركًا حقيقيًا على الأرض.

ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان ما حدث في نهاية أكتوبر الماضي بمحافظة الإسكندرية، حين نشر المواطن محمد الشريف مقطع فيديو آخر وثّق فيه مظاهر مروّعة من الدعارة وتعاطي المخدرات والبلطجة أسفل كوبري الواحد والعشرين بمنطقة العجمي، في ظل غيابٍ كامل للرقابة الأمنية.

الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثار وقتها موجة غضب عارمة بين الأهالي وروّاد السوشيال ميديا، الذين طالبوا بسرعة التحرك لإنقاذ المناطق الشعبية من الانفلات الأخلاقي والأمني.

وقد قال الشريف في الفيديو آنذاك: “استغاثة من المناظر دي.. دعارة، مخدرات، بلطجة، إدمان! إزاي نحافظ على أولادنا ونآمن عليهم؟” — كلمات اختصرت مشهدًا قاسيًا يعكس معاناة المواطنين من واقعٍ بات يهدد أمن المجتمع كله.