شهدت محافظة سوهاج، حادثتين مؤسفتين داخل مدرستين بمركز طهطا شمالي المحافظة، أسفرتا عن إصابة تلميذين بجروح وكسور نتيجة التدافع والزحام على سلالم المدارس، في مشهد بات يتكرر مع بداية كل عام دراسي وسط غياب واضح لإجراءات السلامة والتنظيم داخل المؤسسات التعليمية.

 

ففي قرية شطورة، استقبل مستشفى طهطا العام التلميذ زياد. س، البالغ من العمر 14 عامًا، مصابًا بخلع في مفصل اليد اليسرى، إثر سقوطه من أعلى سلم مدرسة "المجمع" أثناء تدافع التلاميذ في وقت الخروج.

 

وفي واقعة أخرى مشابهة، وصلت إلى المستشفى التلميذة جنى. ن، 10 أعوام، مصابة بكسر في الرسغ الأيسر بعد سقوطها من سلم مدرسة "موسى الابتدائية" بقرية الطليحات، نتيجة تزاحم التلاميذ أثناء صعودهم إلى الفصول.

 

وبحسب شهود عيان، فإن الواقعتين وقعتا في أوقات الذروة داخل المدارس، حيث يتكدس الطلاب على السلالم والممرات الضيقة دون وجود إشراف كافٍ من المعلمين أو مسؤولي الأمن المدرسي، مما أدى إلى فقدان السيطرة على حركة التلاميذ وسقوط بعضهم أرضًا.

 

وأعرب أولياء الأمور عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث داخل مدارس المحافظة، مؤكدين أن المشكلة ليست في سوء حظ بعض الطلاب، بل في "غياب التنظيم" و"ضعف الرقابة" و"الاستهتار بمعايير السلامة". وأشاروا إلى أن الأعداد الكبيرة للتلاميذ داخل المدارس، مع محدودية المساحات، تخلق بيئة خطرة يمكن أن تؤدي إلى كوارث في أي لحظة.

 

من جانبه، طالب عدد من الأهالي وزارة التربية والتعليم بضرورة فتح تحقيق عاجل في الواقعتين، واتخاذ إجراءات واضحة لحماية الطلاب، منها تنظيم دخول وخروج التلاميذ بشكل آمن، وزيادة أعداد المشرفين في الممرات والسلالم، وتوفير كاميرات مراقبة داخل المدارس لرصد أي تقصير إداري.

 

كما شددوا على أهمية وضع خطة عاجلة لمعالجة أزمة التكدس في المدارس الحكومية، خصوصًا في القرى والمراكز، حيث تتجاوز كثافة الفصول في بعض المدارس أكثر من 70 تلميذًا، وهو ما يجعل السيطرة على الحركة داخل المدرسة أمرًا شبه مستحيل.

 

في المقابل، لم تصدر مديرية التربية والتعليم في سوهاج أي بيان رسمي بشأن الحادثتين، في حين اكتفى مسؤولو التعليم المحليون بالقول إنهم "يتابعون الحالتين الصحيّتين للتلميذين"، دون الإشارة إلى وجود إجراءات عملية لتفادي تكرار مثل هذه الوقائع.

 

ويأتي ذلك وسط تزايد الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال المتكرر داخل المؤسسات التعليمية، خاصة في ظل تكرار حوادث مشابهة خلال الأعوام الماضية، كان بعضها قد انتهى بإصابات خطيرة أو وفيات نتيجة التدافع والسقوط من السلالم المدرسية.