واصل المعدن الأصفر تحطيم الأرقام القياسية، مسجلًا صباح اليوم الثلاثاء 3502 دولار للأونصة، وهو مستوى غير مسبوق تجاوز به الرقم القياسي السابق المسجل في أبريل الماضي والبالغ 3500.10 دولار.
ويأتي هذا الصعود اللافت في وقت يترقب فيه العالم قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر الإعلان عنها في 17 سبتمبر الجاري، وسط مؤشرات قوية على احتمال خفض أسعار الفائدة.
هذه التوقعات تعززت بعد صدور بيانات ضعيفة في سوق العمل الأمريكية، إضافة إلى تباطؤ قطاع الخدمات، وتصريحات متكررة من مسؤولين في الفيدرالي تشير إلى أن الوقت قد حان لتخفيف السياسة النقدية.
خلفيات الارتفاع: الفيدرالي تحت الضغط
تزايدت مؤشرات اللجوء إلى تخفيض الفائدة منذ أغسطس الماضي، عندما صرحت رئيسة الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، أن سوق العمل الأمريكية يظهر ضعفًا متناميًا، بينما لا توجد إشارات قوية على استمرار الضغوط التضخمية.
كما ألمح رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في خطابه خلال منتدى جاكسون هول إلى إمكانية تعديل السياسة النقدية نحو مزيد من المرونة، قائلًا إن "اختلال توازن المخاطر في الاقتصاد قد يستدعي تعديلًا جوهريًا".
تزامن ذلك مع بيانات وزارة التجارة الأمريكية التي أظهرت ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (PCE) بنسبة 2.9% على أساس سنوي في يوليو، إلى جانب نمو الإنفاق الشخصي بنسبة 0.5% متجاوزًا توقعات الأسواق.
هذه المؤشرات عززت التكهنات بأن الفيدرالي لن يتردد في خفض الفائدة لامتصاص تباطؤ النمو.
ترامب يدخل على الخط
مخاوف الأسواق لا تتوقف عند حدود الاقتصاد، إذ إن الضغوط السياسية لعبت دورًا بارزًا في إشعال بريق الذهب.
فقد كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بإقالة جيروم باول من رئاسة الفيدرالي، منتقدًا ما وصفه بـ"تعنته" في عدم الاستجابة لمطالب البيت الأبيض بخفض الفائدة، بل وأقدم على إقالة ليزا كوك من مجلس المحافظين بدعوى وجود مخالفات في ملفات الرهن العقاري.
هذه التدخلات زادت من قلق المستثمرين بشأن استقلالية البنك المركزي، وهو ما دفع الكثيرين للتحول إلى الذهب كملاذ آمن بعيدًا عن مخاطر الدولار.
من أبريل إلى سبتمبر.. رحلة الصعود
الذهب كان قد بلغ ذروته في أبريل الماضي بعد إعلان ترامب خطة لفرض رسوم جمركية واسعة على شركاء تجاريين، قبل أن تتراجع الأسعار نسبيًا مع تخفيف الرئيس الأمريكي لبعض مقترحاته.
لكن سرعان ما استعاد المعدن النفيس زخمه، ليعود اليوم إلى قمة جديدة مع اشتداد العوامل الداعمة للطلب عليه عالميًا.
انعكاس محلي.. الذهب يشتعل في مصر
في السوق المحلية، لم يتأخر صدى القفزة العالمية، حيث ارتفع سعر جرام الذهب، كما جاءت باقي الأعيرة على النحو التالي:
- عيار 18: 4058 جنيهًا
- عيار 21: 4735 جنيهًا
- عيار 24: 5411 جنيهًا
ويقول خبراء إن ارتفاع الذهب محليًا كان يمكن أن يكون أكبر لولا تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه إلى مستوى 48.65 جنيهًا، ما خفف نسبيًا من حدة الصعود.
خبراء: الذهب سيواصل الصعود
في تصريحات سابقة، أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، أن أي خفض محتمل للفائدة الأمريكية يدفع أسعار الذهب نحو مزيد من الارتفاع، مشيرًا إلى أن الطلب القوي من دول مثل الصين والهند يسهم في تعزيز الاتجاه الصعودي للمعدن الأصفر سواء بغرض دعم الاحتياطيات أو لتلبية الطلب المحلي.