في يومها الـ627.. إسرائيل إلى غزة مجددًا بعد إيران والموت يحصد الجوعى والنازحين
الأربعاء 25 يونيو 2025 09:20 م
تواصل آلة القتل الإسرائيلية، بدعم أمريكي مطلق، تنفيذ حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم الـ627 على التوالي، وسط تصعيد متجدد ومجازر دامية تطال المدنيين الجوعى والنازحين في خيام التشريد، بينما تدعو قيادات إسرائيلية إلى تكثيف الهجمات بعد إعلان وقف إطلاق النار مع إيران.
71 شهيدًا خلال ساعات.. و50 منهم قُتلوا أثناء انتظار المساعدات
منذ فجر الثلاثاء، استشهد 71 فلسطينيًا في القطاع، وفق وزارة الصحة في غزة، بينهم 50 مدنيًا قُتلوا أثناء انتظار المساعدات الغذائية في المناطق المنكوبة شمالي القطاع، في مشهد يرسخ ظاهرة "مذابح طوابير الخبز"، التي تحولت إلى سياسة ممنهجة منذ أسابيع.
كما سجلت الوزارة ارتفاع الحصيلة الإجمالية لضحايا العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 56,077 شهيدًا، و131,848 جريحًا، وسط تقارير يومية عن العثور على جثث مدنيين تحت الركام، أو في العراء بعد استهدافهم أثناء محاولات النجاة.
وخلال الـ24 ساعة الأخيرة وحدها، وصل إلى المستشفيات 49 شهيدًا وأكثر من 197 إصابة من جبهات توزيع المساعدات، ما يرفع حصيلة ضحايا "لقمة العيش" إلى 516 شهيدًا وأكثر من 3,799 مصابًا منذ بدأ استهداف طوابير الطعام.
الموت في كل مكان: طائرات، مدفعية، ومسيرات تلاحق النازحين والجوعى
القصف الإسرائيلي شمل جميع أرجاء القطاع، إذ استهدفت طائرة مسيّرة شابًا في محيط البريد وسط خانيونس، وأصيب مواطنان آخران شرق البريج. وفي رفح، قصف عنيف استهدف شارع أبو حطب، أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.
وفي جريمة مروعة، انتُشل جثمان الطفل عبد الرحمن نبهان (13 عامًا) بعدما استشهد بقصف طائرة إسرائيلية أثناء جمعه الحطب لعائلته في شمال غزة.
واستُهدف حي الصبرة جنوب غزة، ما أدى إلى استشهاد 10 مدنيين، واستشهاد مواطن آخر في حي الشجاعية شرقي المدينة جراء قصف مدفعي.
في مخيم الشاطئ غرب غزة، استُهدف منزل بصاروخ من طائرة استطلاع، فاستشهد ثلاثة مدنيين بينهم طفلان، واستُشهدت الطفلة ماسة أبو هويشل في مخيم البريج بعد أيام من إصابتها في قصف سابق.
وفي مشهد تراجيدي آخر، استُشهد الطفل حسن بربخ بعد معاناة مع المرض ومنع السفر للعلاج بسبب الحصار، ليكون أحد ضحايا الموت البطيء.
“المواصي”.. ملاذ النازحين المجهول يتحوّل إلى هدف ناري
أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن إنذار صارم بإخلاء منطقة "جباليا البلد" وعدة أحياء شمال غزة، بدعوى أنها "منطقة قتال خطرة"، وطالب السكان بالانتقال إلى "المواصي" جنوب القطاع.
لكن المواصي، التي باتت ملجأً اضطراريًا لعشرات الآلاف، تعاني من ظروف كارثية، فهي منطقة خالية من البنية التحتية، تعج بمخيمات بلاستيكية ممزقة، وتفتقر لمياه الشرب، الصرف الصحي، والرعاية الطبية، بل وتتعرض لقصف متكرر.
قال شاهد عيان من داخل المواصي: "لا نأكل ولا نشرب، خيامنا لا تقي حر الصيف، أين نذهب؟ حتى المناطق التي يقولون عنها آمنة تُقصف يوميًا."
أوامر إسرائيلية جديدة: "بكل قوتنا إلى غزة بعد إيران"
قب الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، تصاعدت دعوات وزراء في حكومة نتنياهو لتصعيد عسكري واسع النطاق في غزة.
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش دعا إلى "تكثيف العمليات" و"القضاء على حماس"، معتبرًا أن "النصر على إيران يجب أن يُترجم إلى انتصار في غزة".
أما وزير الاتصالات شلومو قرعي فجدّد مطالباته بـ"تعزيز تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة"، واصفًا ذلك بـ"الحل الحقيقي"، وسط تحريض علني على استهداف المدنيين، وتكثيف سياسة الحصار والتجويع.
غزة بين ناريْن: مجاعة وقصف مستمر
ما بين سياسة القتل المتعمد عبر الطائرات والمدافع، والقتل البطيء عبر المجاعة والحصار، يعيش سكان غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وبحسب أرقام رسمية، تجاوز عدد الضحايا 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، فيما لا يزال أكثر من 11 ألفًا في عداد المفقودين، كما تشير تقارير إلى استشهاد المئات جوعًا، وسط انهيار تام للبنية الصحية والغذائية.