في خطاب من البيت الأبيض، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضربة العسكرية على منشآت إيران النووية في فوردو ونطنز وأصفهان بأنها "نجاح عسكري مذهل"، معلنًا تدمير مواقع تخصيب اليورانيوم بالكامل. وقال إن مستقبل إيران يتوقف على خيارين: السلام أو المأساة. جاءت هذه الضربات بعد نحو أسبوع من بدء حملة عسكرية إسرائيلية شاملة على أهداف إيرانية.
إجماع الخبراء: ضربة جريئة تحمل تداعيات خطيرة
رأى وليام ويتشلر أن ترامب اتخذ القرار الصحيح، مرجحًا أن تنجح الضربة في منع امتلاك إيران للسلاح النووي. لكنه أشار إلى أن الكرة الآن في ملعب المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي يملك خيارين: التفاوض المباشر وتقديم تنازلات مؤلمة، أو التصعيد والمخاطرة بمصير النظام.
ماثيو كرونيج اعتبر أن الولايات المتحدة أزالت أحد أخطر التهديدات لسياساتها الخارجية منذ عقود، مشيرًا إلى أن إيران اقتربت من إنتاج قنبلة نووية خلال أيام فقط، ولم يكن أمام واشنطن إلا الخيار العسكري. وأكد أن طهران لا تملك القدرات أو الإرادة لإعادة بناء برنامجها النووي قريبًا.
جوناتان بانكوف أوضح أن إيران قد ترد بضربات محدودة على قواعد أمريكية بهدف حفظ ماء الوجه وتهيئة مناخ للعودة إلى التفاوض. أما الرد الكبير فقد يؤدي إلى دوامة تصعيد إقليمي، وربما حرب شاملة.
دانيال شابيرو رأى أن الضربة قد تكون مخرجًا دبلوماسيًا لإيران وإسرائيل لإنهاء المواجهة، وأن على واشنطن أن توضح أن أي رد من إيران سيقابل بقوة ساحقة، مع الانخراط في وساطة عاجلة عبر شركاء إقليميين مثل قطر وعُمان. كما دعا إلى استغلال اللحظة لتحقيق اتفاق في غزة يشمل وقف إطلاق نار وإعادة إعمار.
لاندون ديرنتز أشار إلى أن هذه الضربة جاءت نتيجة حسابات استراتيجية دقيقة وليست تصرفًا متهورًا، مشيدًا بمرونة أسواق الطاقة العالمية التي لم تتأثر. وأكد أن الولايات المتحدة أظهرت قدرتها على الرد من موقع قوة، دون تهديد البنية التحتية النفطية.
كارولين زير شددت على أن الضربة أثبتت قدرة الجيش الأمريكي على الوصول لأهداف يُعتقد أنها بعيدة المنال، وحذرت من أن خصوم واشنطن مثل موسكو وبكين قد يرون في التصعيد فرصة لإضعاف الدور الأمريكي.
وقال آلان بينو، إن الرسالة موجهة أيضًا إلى روسيا والصين، مفادها أن واشنطن لا تتردد في استخدام القوة عندما ترى أن مصالحها الأساسية مهددة، متوقعًا ألا تقدم طهران على تصعيد كبير.
وأوضحت تريسا جوينوف أن تقييم نجاح الضربة يتطلب مزيدًا من المعلومات الاستخباراتية، محذرة من احتمال لجوء إيران إلى ردود غير تقليدية مثل الهجمات الإلكترونية أو عبر الميليشيات.
ودعا توماس واريك إدارة ترامب إلى وضع خطط واضحة لمواجهة سيناريوهات متعددة، بينها التصعيد أو حتى هجمات على الأراضي الأمريكية، مطالبًا بتنسيق دبلوماسي عالي المستوى.
وحذر داني سيترينوفيتش من أن الضربة التي هدفت إلى إنهاء الحملة ضد إيران قد تؤدي إلى توسعها، خاصة إذا رفضت طهران التفاوض، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة طويلة وحدها إذا لم تستمر واشنطن في الانخراط العسكري.
وأضاف توفيا جيرينج، أن الصين لن تفعل الكثير لمساعدة إيران، فهي تركز على حماية مصالحها الاستراتيجية، وترى أن أي تصعيد يهدد أمن الطاقة يعارض مصالحها. وإذا شعرت بكين أن النظام الإيراني ينهار، فلن تسعى لإنقاذه.
ورأى جون هيربست أن ترامب، بعد الضربة، أصبح في موقع أقوى للضغط على روسيا بشأن أوكرانيا، وأنه أظهر جدية في الدفاع عن المصالح الأمريكية، ما قد يدفع الكرملين لإعادة حساباته.
وأشىارت ديفنه أرسلان إلى أن تركيا، بوصفها جارًا لإيران وعضوًا في الناتو، تتابع الوضع بحذر. ودعت وزارة الخارجية التركية إلى التهدئة وأبدت استعداد أنقرة للوساطة.
ولفت آر. كلارك كوبر إلى أن خيارات إيران في الرد محدودة، خاصة مع تراجع قدرات ميليشياتها في المنطقة، مؤكدًا أن الاتفاق الأمريكي مع الحوثيين حول وقف التصعيد ما زال قائمًا، لكنه قد ينهار إذا توسعت المواجهة.
اعتبر محللو "أتلانتيك كاونسل" أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تشكل نقطة تحول استراتيجية، تعيد رسم ملامح المنطقة وتضع إيران أمام اختبار وجودي. وبينما تحذر بعض الأصوات من مخاطر التصعيد، يرى آخرون أن الفرصة سانحة لفرض حل شامل يضع حدًا للبرنامج النووي الإيراني، ويعيد ترتيب التوازنات في الشرق الأوسط.
https://www.atlanticcouncil.org/blogs/new-atlanticist/experts-react/experts-react-the-united-states-just-bombed-irans-nuclear-sites-heres-what-to-expect-next/