شهدت قرية إدفا التابعة لمركز سوهاج، كارثة بيئية مفاجئة بعد انهيار جزء من الساتر الترابي المحيط بمزرعة محطة معالجة الصرف الصحي، ما أدى إلى تسرّب كميات كبيرة من المياه الملوثة إلى منازل نجع "الدير" والأراضي الزراعية المحيطة، وتسبب في غرق مواشٍ وتلف محاصيل، وسط ذعر السكان وغياب الاستجابة الفورية من الجهات المعنية.

ورصد مقاطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي حجم الكارثة، حيث يظهر أحد المواطنين المتضررين وهو يطلق نداء استغاثة إلى محافظ سوهاج عبدالفتاح سراج، مطالبًا بتدخل عاجل لإنقاذ أرضه ومواشيه التي غرقت في مياه المجاري، محذرًا من تفاقم الوضع حال استمرار تدفق المياه دون أي تحرك رسمي.
 

غضب شعبي وتحميل للمسؤولية
   أثار الحادث موجة غضب بين الأهالي، الذين حمّلوا المسؤولية لأحد المستثمرين القائمين على تشغيل محطة الصرف الصحي بنظام الانتفاع، متهمين إياه بالإهمال وعدم إجراء أعمال الصيانة الدورية اللازمة، مما تسبب في انهيار الساتر الترابي.

وقال أحد السكان في تصريحات متداولة: "اللي حصل ده جريمة في حقنا، بيوتنا غرقت، مواشينا ماتت، الأرض الزراعية اللي عايشين منها اتخربت... ومفيش مسؤول سأل فينا لحد دلوقتي".
 

ضعف البنية التحتية وغياب الرقابة
   وأعاد هذا الحادث تسليط الضوء على ضعف البنية التحتية لمنشآت الصرف الصحي في محافظات الصعيد، والاعتماد على أنظمة ترابية بدائية بدلاً من حلول هندسية مستدامة، إلى جانب غياب الرقابة الحكومية الجادة على المستثمرين الذين يديرون مرافق حيوية مثل محطات المعالجة.

كما تساءل بعض الأهالي عن دور مسؤولي الري والبيئة والمحليات، وسبب غياب خطط الطوارئ لمواجهة هذه الحوادث رغم خطورتها المتكررة.
 

دعوات للتحقيق والمحاسبة
   وطالب سكان المنطقة بفتح تحقيق فوري لكشف ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه، سواء من المستثمرين أو من الجهات الحكومية المقصّرة، كما دعوا إلى تعويض المتضررين الذين فقدوا أرزاقهم جراء الكارثة.

ودعا عدد من النشطاء على مواقع التواصل إلى التضامن مع سكان نجع الدير، ونشر فيديوهات توثق حجم الأضرار، في محاولة للضغط الشعبي والإعلامي على السلطات للتحرك.
 

شاهد:
https://www.facebook.com/watch/?v=1302955394597285
https://www.facebook.com/watch/?v=509984412136659