نشر جوليان بورجر تقريرًا في الجارديان بتاريخ 22 يونيو 2025، تناول فيه التحديات التي تواجه إيران في سعيها للرد على انضمام الولايات المتحدة إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضدها، مشيرًا إلى أن خيارات الرد الإيرانية أصبحت محدودة ومحفوفة بالمخاطر.

حاولت طهران ردع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعم الهجمات الإسرائيلية عبر التهديدات، خصوصًا باستهداف السفن والقواعد الأمريكية، لكن قدراتها الرادعة تراجعت بشكل كبير نتيجة الضربات الإسرائيلية الأخيرة، التي ركزت على منصات الصواريخ الباليستية بعيدة المدى. ورغم ذلك، لا تزال إيران تملك ترسانة كبيرة من الطائرات المسيّرة والصواريخ قصيرة المدى.

عززت الولايات المتحدة دفاعاتها في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، ووزعت وجودها البحري لتقليل نقاط الضعف، كما حذّر ترامب إيران من أن أي هجوم سيؤدي إلى تدخل أوسع. لوّح مؤخرًا بإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي ضمن أهداف القصف الأمريكي.
 

شبكة المليشيات الحليفة تتقلص

تعوّل إيران منذ عقود على شبكة تحالفات مع مليشيات إقليمية ضمن ما تسميه "محور المقاومة"، لكنها هي الأخرى تعرضت لخسائر مؤثرة. دمّر سلاح الجو الإسرائيلي ترسانة حزب الله الصاروخية بشكل كبير العام الماضي، ولا تزال الغارات الإسرائيلية تتواصل، مستهدفة مخازن صواريخ في بيروت الجنوبية في أبريل الماضي.

في العراق، هدّدت مليشيا "كتائب حزب الله" المدعومة من طهران باستهداف المصالح الأمريكية ردًا على تدخل واشنطن. وصرّح أحد قادتها، أبو علي العسكري، لقناة سي إن إن بأن القواعد الأمريكية ستتحول إلى "ميادين صيد للبط"، في إشارة إلى سهولة استهدافها. تنتشر القوات الأمريكية في 19 موقعًا بالمنطقة، منها ثماني قواعد دائمة.

أما الحوثيون في اليمن، فقد وقّعوا هدنة مع واشنطن في مايو، لكنهم حذّروا من اعتبارها لاغية إذا شاركت أمريكا في ضرب إيران، وتعهدوا حينها بمهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر، وهو ما سبق أن فعلوه بدرجات متفاوتة من النجاح.

أي تدخل من هذه الجماعات سيقابل برد أمريكي عنيف. واشنطن استعدّت مسبقًا لاحتمال دخول وكلاء إيران على خط المواجهة، خصوصًا خلال تحضيرات إسرائيل لحملتها الحالية.
 

الخيار البحري ومضيق هرمز

يُعد استهداف الملاحة خيارًا آخر لطهران. تملك إيران القدرة على استخدام الألغام البحرية أو إغراق سفن أو إصدار تهديدات موثوقة بإغلاق مضيق هرمز، البوابة الضيقة التي لا يتجاوز عرضها 55 كم، والتي تمر عبرها يوميًا أكثر من 20 مليون برميل نفط وكمية كبيرة من الغاز المسال.

دعا سياسيون إيرانيون متشددون مؤخرًا إلى إغلاق المضيق. ويكمن في ذلك وسيلة مباشرة لإلحاق ضرر اقتصادي بواشنطن، عبر رفع أسعار النفط وتوليد ضغوط تضخمية سريعة داخل أمريكا مع اقتراب انتخابات الكونجرس. لكن هذه الخطوة قد تكون انتحارية اقتصاديًا لطهران، إذ تصدّر نفطها ع١بر المضيق نفسه. كما قد تدفع بدول الخليج – التي انتقدت الهجمات الإسرائيلية – إلى دخول الحرب لحماية مصالحها النفطية.
 

الانتقام المؤجل

سعيًا لتجنّب التصعيد الواسع أو إثارة تدخلات جديدة، قد تختار طهران تأجيل ردها، على غرار ما فعلت في حوادث سابقة. لوّح وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، بهذا الاتجاه حين قال إن قرار ترامب "سيخلف عواقب دائمة"، ما يشير إلى احتمال تنفيذ انتقام طويل الأمد في وقت لاحق.
ترى الصحيفة أن خيارات إيران للرد على الهجمات الأمريكية والإسرائيلية أصبحت أضيق وأخطر، سواء عبر الميليشيات أو استهداف السفن أو مهاجمة القواعد، لكن أية خطوة خاطئة قد تُشعل مواجهة إقليمية شاملة تفوق قدرة طهران على تحمّلها.
 

https://www.theguardian.com/world/2025/jun/22/from-shipping-to-proxies-to-targeting-us-bases-irans-options-to-strike-back-are-limited-israel-trump-analysis