تناول موقع العربي الجديد في تقرير تحليلي خمسة عوامل رئيسية تُحدد موقف الولايات المتحدة من إمكانية الانخراط في الحرب بين إسرائيل وإيران، والتي دخلت أسبوعها الثاني وسط تزايد الترقب العالمي لخطوة واشنطن المقبلة.

رغم تضارب التصريحات، أنكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما نشرته وول ستريت جورنال بشأن موافقته على خطة للهجوم، لكنه في اليوم نفسه أعلن عن مهلة مدتها أسبوعان ليقرر ما إذا كان سيشن هجومًا على إيران.

فيما يلي النقاط الخمس التي عرضها موقع العربي الجديد لفهم المشهد الأمريكي:



1. إسرائيل تحتاج القوة النارية الأمريكية

أطلقت إسرائيل هجومها المفاجئ ضد إيران بينما كانت طهران وواشنطن تخوضان محادثات حول البرنامج النووي الإيراني. وتقول تل أبيب إنها تهدف إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وبدأت تستهدف منشآت نووية رئيسية.

لكن منشآت عديدة مثل منشأة تخصيب اليورانيوم في "فوردو" تقع تحت الأرض بعمق كبير يصل إلى 300 قدم، ويُعتقد أن تدميرها يتطلب قنابل خارقة للتحصينات من نوع GBU-57 بزنة 13.6 طن، بحسب صحيفة الجارديان. مستشارو الدفاع الأمريكيون أبلغوا ترامب بأن قصف فوردو بنجاح يستلزم أولًا تليين الأرض بقنابل تقليدية، ثم استخدام سلاح نووي تكتيكي – وهي خطوة لم يقتنع بها الرئيس بعد.



2. الرأي العام الأمريكي يرفض التدخل العسكري

وصل ترامب إلى ولايته الثانية عبر خطاب "أمريكا أولًا"، متعهدًا بإنهاء الحروب الخارجية. واليوم، يظهر استطلاع حديث أجرته الإيكونوميست وYouGov أن 60٪ من الأمريكيين يعارضون التدخل العسكري في إيران، بنسب متقاربة بين الحزبين.

حتى رموز حركة "ماجا" أبدوا رفضهم للحرب، مثل تاكر كارلسون وكانديس أوينز والعضوة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، إضافة إلى مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد. الجميع يذكر ترامب بوعوده السابقة بإنهاء الحروب، لا بدء واحدة جديدة.



3. هل تسعى واشنطن لتغيير النظام؟

لطالما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تغيير النظام في طهران، وأعاد تأكيد ذلك مؤخرًا. أما إدارة ترامب، فيبدو أنها تركز على القدرات النووية الإيرانية دون إعلان نية إسقاط النظام الإيراني.



4. إيران قد ترد بتعطيل الأسواق العالمية

إذا واجهت إيران تهديدًا وجوديًا، قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز، وهو الشريان البحري الوحيد إلى الخليج العربي، حيث يمر عبره نحو خُمس النفط العالمي يوميًا. أي تعطيل هناك قد يدفع أسعار الوقود عالميًا إلى الارتفاع الحاد.

كما تُثير طهران مخاوف من استهداف أصول أمريكية في دول الخليج، سواء كانت تجارية أو عسكرية، مما قد يوسّع نطاق الحرب ويحرج حلفاء واشنطن الإقليميين.



5. احتمال اتساع رقعة الحرب

حتى الآن، لم ينخرط حلفاء إيران من الجماعات المسلحة غير الحكومية في المواجهة. لكن التصعيد قد يدفعهم للتدخل. حزب الله اللبناني، الذي كان يُعد من أقوى الجماعات المسلحة غير الحكومية، خسر قدرًا كبيرًا من قوته خلال المواجهات مع إسرائيل في أواخر عام 2024، ويواجه ضغوطًا داخلية لنزع سلاحه.

ورغم التزامه الصمت حتى الآن، إلا أن اتساع الصراع قد يدفعه للتدخل، كما قد تتحرك مليشيات موالية لإيران في العراق واليمن، ما قد يشعل المنطقة بأسرها.

بذلك، يرصد موقع العربي الجديد توازنًا دقيقًا وخطيرًا: إسرائيل تحتاج الدعم الأمريكي، لكن واشنطن تواجه رفضًا داخليًا واسعًا للحرب، بينما يلوح في الأفق خطر التصعيد الإقليمي. القرار النهائي ما زال بيد ترامب، لكن العوامل الخمسة ترسم صورة شديدة التعقيد لأي تدخل أمريكي مباشر.
 

https://www.newarab.com/news/will-us-join-war-iran-five-key-factors-consider