تبذل أحزاب المعارضة الكرتونية في الساعات الماضية طاقتها من أجل إرضاء السيسي وعساكره، عبر بيع الشعب المصرى لديكتاتورية حكم العسكر والجنرال السيسى، مقابل حفنة مقاعد رخيصة فى انتخابات برلمان السيسى ومجلس شيوخ السيسى المرتقبة فى نهاية عام 2025

 

برلمان بالإكراه

لا مفر للشعب المصرى من الرضوخ والإقرار وهو كارها بالحقيقة المرة التى تجسدت امامنا بتمكن الجنرال عبدالفتاح السيسى بسياسة العصا والجزرة من احتواء العديد من الأحزاب السياسية المصرية، التيباعتهم من أجل الكراسي.

و بعض الأحزاب التى ظلت تصول وتجول نحو أكثر من اربعين عام فى سوق السياسة على أنها معارضة، صدمت الشعب المصري عندما شاهدها يمامة مجسدة بشحمها ولحمها وهى ترفع فى النهاية الراية البيضاء للسيسي ذليلة منكسرة خاضعة مستكينة منذ بداية حكمه.

وفرطت العديد من الأحزاب بكل مبادئها وبرامجها السياسية التي ظلت منذ تأسيسها تجعجع بها عن الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة واستقلال المؤسسات ومدنية الدولة ورفض العسكرة والقمع والتوريث والتى لا تزال مكتوبة حتى اليوم ببجاحة فى برنامجها السياسي الذى استندت عليه في الحصول على شرعيتها الرسمية.

ولم تكتفي تلك الأحزاب بسكوتها عن انحراف السيسي عن السلطة الدستورية وتمديد وتوريث الحكم لنفسه وعسكرة البلاد واصطناع الدساتير والقوانين والقرارات و المجالس والبرلمانات والمؤسسات ونشر حكم القمع والإرهاب بالباطل، بل ايضا ساعدته على تحقيق هذا الانحراف المشين.

 وقبلت الأحزاب مناصب حكومية قيادية وعضوية بالتعيين وبغيره فى المجلسين البرلمان والشيوخ للقيام مقابل تمثيل دور الكومبارس السنيد وتحقيق مطامع السيسى الاستبدادية، و خيانة وتضليل الشعب المصرى وايهامه بأن ما حاربت سنوات من اجلة لتحقيق الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة واستقلال المؤسسات ومدنية الدولة أصبح في نظام حكم السيسي باطل.

وارتضت تلك الأحزاب صاغرة بمنع السيسى وجود أي شكل حتى ولو رمزى على سبيل الزينة من أشكال المعارضة الرسمية في مجالس وبرلمانات السيسى وخارجها.

وارتضت تلك الأحزاب بتوغل العسكرة بمفاصل مصر وضاربة عرض الحائط بما أقحموا به الشعب من ديون وفقر وخراب للبلاد.

ورغم طغيان كل أنظمة السادات ومبارك والسيسي الاستبدادية وتزوير انتخاباتها فإنها كانت فى النهاية لا تناهض وجود أحزاب معارضة في المجالس، بغض النظر عن انها كانت موجودة فى المجالس والبرلمانات المصطنعة بأعداد محدودة على شكل ديكور من حفنة أشخاص.

ولكن منع وجود أحزاب معارضة رسمية تماما داخل برلمانات ومجالس السيسى وخارجها ولو من عضوين او حتى عضو واحد على سبيل الذكرى والزينة وكذلك منع وجود للمعارضة فى مصر على مدار 12 سنة حتى الآن فهى سابقة استبدادية تاريخية بكل المقاييس.

 

شعارات جوفاء

وبررت تلك الأحزاب الركوع امام أوامر وتعليمات السيسى على حساب حقوق الشعب ومواد الدستور التي تؤكد بأن نظام الحكم في مصر برلمانى رئاسى قائم على التعدد السياسى والحزبى والتنوع الفكري والتداول السلمى للسلطة بشعارات جوفاء للضحك بها على عقول البلهاء من نوعية دعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب.

فدعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب يكمن فى وجود معارضة برلمانية وسياسية قوية فى مصر تضمن دعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب فى مصر وصيانة مصر ودستور مصر وقوانين مصر واستقلال مؤسسات مصر ومدنية الدولة فى مصر والتداول السلمى للسلطة بمصر وتقويم اعوجاج رئيس الجمهورية عند انحرافه عن السلطة فى مصر، وليس في استئصال المعارضة فى مصر .

ورغم طفح تلك الأحزاب الفاسدة على السطح فبلا شك هناك بعض الأحزاب والقوى السياسية الموجود قياداتها فى السجن ومجمد نشاطها فعليا وليس رسميا والعديد من المنظمات الحقوقية المستقلة لم تبيع شعب مصر فى أسواق الطغاة النخاسين، ووقفت مع الشعب المصري تساند و تدعم كفاحه الوطني بقوة وليس مثل الأحزاب التي تحالفت مع السيسي ووقفت مع العسكر تساند و تدعم ديكتاتورية السيسي وعساكره.

وأصبحنا نجد صوت الشعب المصرى فى الشارع والمجتمعات العامة ومواقع التواصل الاجتماعي في واد، وصوت السيسى و مجالس وبرلمانات واحزابه ووسائل إعلامه وباقى مؤسسات الدولة التي أنهى السيسي استقلالها واستولى عليها في واد آخر هو وادي الاستبداد والظلم والتهميش.

فسحقا لتلك الأحزاب التي بدات مع غيرها من الاحزاب الورقية الاستعداد لانتخابات برلمان السيسى ومجلس شيوخ السيسى 2025 المرتقبة فى نهاية العام الجارى اذا انهم يعلمون بان الشعب المصرى لا ناقة ولا جمل لة في نتائجها التى يتم طبخها في أقبية السيسى وهم يبذلون أرواحهم الان من اجل العطف عليهم مجددا بحفنة مقاعد رخيصة.