كشفت مصادر قيادية بارزة في حركة المقاومة الإسلامية حماس عن تفاصيل جديدة تشير إلى تورط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولات تخريب المسار التفاوضي الذي احتضنته العاصمة القطرية الدوحة مؤخرًا، عبر محاولة تصفية الجندي الأسير عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية، عبر عملية عسكرية دقيقة استهدفت موقع احتجازه في قطاع غزة. وقالت المصادر إن التحقيقات الميدانية التي أجرتها أجهزة المقاومة في غزة مع عدد من العملاء الذين جرى توقيفهم خلال الأيام الماضية، كشفت عن أوامر مباشرة من جهاز الشاباك الإسرائيلي بالحصول على معلومات دقيقة حول موقع احتجاز ألكسندر، في ما بدا لاحقًا أنها محاولة لتحديد مكانه بدقة تمهيدًا لتصفيته، لا لتحريره. وأضاف أحد قيادات حماس، طالبًا عدم نشر اسمه، أن التحقيقات أظهرت وجود نوايا "لتصفية ألكسندر عمدًا"، بهدف تقويض فرص التوصل إلى هدنة وعرقلة أي تقدم محتمل في مفاوضات وقف إطلاق النار، خاصة بعد حدوث تقدم ملحوظ في اللقاءات التي جرت بين قيادات الحركة وممثلين عن الإدارة الأمريكية في الدوحة، بوساطة قطرية ومصرية. وتابع القيادي: "ما نُقل إلينا من الوسطاء يؤكد أن نتنياهو لم يكن مرحبًا على الإطلاق بالتقارب الحذر الذي جرى بين واشنطن وحماس في قطر، وأنه ينظر لأي مسار تفاوضي مباشر أو غير مباشر مع الحركة باعتباره تهديدًا سياسيًا شخصيًا له". قصف متعمد؟ وأشار المصدر إلى أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف موقعًا لأنفاق في غزة الشهر الماضي، كان "ضربة دقيقة جدًا تشير إلى احتمال وجود معلومات مسبقة حول وجود أسرى في الموقع"، مرجحًا أن يكون الموقع المستهدف هو أحد أماكن احتجاز الجندي ألكسندر لدى كتائب القسام. ويبلغ عيدان ألكسندر من العمر 20 عامًا، وكان يخدم في لواء جولاني، قبل أن يقع في الأسر خلال اقتحام المقاومة لموقع كيسوفيم العسكري في السابع من أكتوبر الماضي. التغيير الأمريكي وفي تطور نوعي على صعيد المواقف الدولية، قال قيادي آخر في الحركة إن الأيام الأخيرة شهدت "تحولًا نسبيًا في موقف الإدارة الأمريكية من شروط وقف إطلاق النار، وتراجعًا عن بعض المطالب المتشددة"، في إشارة إلى مطلب نزع سلاح المقاومة الذي تخلّت عنه واشنطن تدريجيًا خلال محادثات الدوحة. وأضاف: "واشنطن أدركت أن الحفاظ على حياة الأسرى المتبقين لدى المقاومة أو استرجاعهم أحياء أمر مستحيل دون اتفاق شامل. كما أنها تدرك أن استمرار التصعيد العسكري لن يؤدي إلا لمزيد من الخسائر في صفوف الجنود، كما حدث مؤخرًا في الشجاعية وشرق مدينة غزة". وكان جيش الاحتلال أعلن، السبت، عن إصابة تسعة من جنوده في تفجير عبوة ناسفة استهدفتهم في حي الشجاعية، في حين أعلنت كتائب القسام الشهر الماضي تنفيذ كمين محكم ضد قوة إسرائيلية شرق غزة، أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود. هدنة مرتقبة.. وأسرى مقابل تهدئة وبينما تتواصل الضغوط الدولية لوقف القتال، من المقرر أن تُستأنف مفاوضات غير مباشرة في الأيام القليلة المقبلة، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، للوصول إلى هدنة مؤقتة مدتها من 3 إلى 4 أسابيع، تتضمن إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة وإطلاق سراح عدد من الأسرى. وبحسب المصادر، تتضمن المرحلة الأولى من الهدنة إطلاق سراح 3 أسرى أحياء و4 جثامين لمحتجزين يحملون الجنسية الأمريكية، في إشارة واضحة إلى التقدم الحذر في ملف التبادل. وقالت حركة حماس، في بيان رسمي عبر قناتها على "تيليجرام"، إنها أجرت مؤخرًا اتصالات مباشرة مع الإدارة الأمريكية ضمن جهود الوسطاء، وأبدت "إيجابية عالية" في إطار مساعٍ جادة لوقف إطلاق النار، مؤكدة نيتها إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، كبادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة.