شهدت كوريا الجنوبية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في مواجهة كوريا الشمالية، تطورات سياسية وأمنية دراماتيكية هزت أركان البلاد.
الرئيس يون سوك يول أعلن بشكل مفاجئ فرض الأحكام العرفية، وأغلق البرلمان، وكلف رئيس هيئة الأركان بقيادة البلاد، مبرراً ذلك بمزاعم حول مخطط انقلاب تقوده المعارضة بالتنسيق مع كوريا الشمالية.

لكن البرلمان لم يستسلم، وقام النواب بتسلق أسوار البرلمان للتصويت على رفض قرارات الرئيس ومطالبته بالعزل، في خطوة وصفت بأنها تاريخية وغير مسبوقة.
 

قرار الرئيس بالأحكام العرفية
   في خطاب بثته قناة "واي تي إن"، قال يون إن الأحكام العرفية تهدف إلى "القضاء على القوات المؤيدة لكوريا الشمالية وحماية النظام الدستوري".
ووفقاً لوكالة يونهاب الرسمية، أشار إلى أن هذه الخطوة ضرورية لوقف ما وصفه بـ"القوات السافرة المعادية للدولة".

تضمنت الإجراءات التي أُعلنت تحت مظلة الأحكام العرفية، تعليق الأنشطة البرلمانية والحزبية، فرض رقابة مشددة على وسائل الإعلام ودور النشر، وإصدار أوامر للأطباء المضربين بالعودة إلى العمل خلال 48 ساعة.

الجنرال بارك آن-سو، الذي كُلِّف بقيادة الأحكام العرفية، أصدر أوامر بمنع جميع الأنشطة السياسية، بما في ذلك المظاهرات.
وأكد أن من يخالف هذه القرارات سيُعتقل دون الحاجة إلى موافقة قضائية.
 

رد فعل البرلمان والشعب
   لكن البرلمان الكوري الجنوبي سارع للرد. رغم إغلاقه، تدفق النواب إلى داخله، وقاموا بالتصويت برفض قرارات الأحكام العرفية.
زعيم المعارضة، لي جاي-ميونغ، وصف القرارات بأنها "غير قانونية"، داعياً الجيش إلى "عدم إطاعة أوامر الرئيس" والالتزام بإرادة الشعب.

وفي تصعيد للموقف، دعا لي المواطنين إلى التجمع أمام البرلمان للاحتجاج.
أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي اشتباكات عنيفة بين الجيش والمتظاهرين في شوارع العاصمة سول.
 

الأحكام العرفية والسابقة التاريخية
   هذه هي المرة الأولى منذ عام 1980 التي يتم فيها فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، وهي خطوة لم تُقدم عليها البلاد منذ عهد الأنظمة العسكرية.
الأحكام العرفية تعني تعليق القوانين المدنية وتمكين السلطات العسكرية من السيطرة على شؤون الدولة.
 

موقف الولايات المتحدة
   في ظل هذا التصعيد، أعلن مجلس الأمن القومي الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن "تراقب الوضع عن كثب". كوريا الجنوبية تُعد من الحلفاء الأساسيين لواشنطن في آسيا، حيث تستضيف الآلاف من الجنود الأميركيين.