رئيس الوزراء الياباني ايشيبا شيغيرو يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ مشددا على استمرار التحالف بين اليابان والولايات المتحدة، وكأنه يلتمس توجهاته ضمن أول زيارة له لواشنطن بعد فوز المعارضة اليابانية المعارضة للاحتلال الأمريكي لليابان، والمؤيدة لغزة، للمرة الأولى بانتخابات اليابان، ثالث أقوى إقتصاد في العالم للمرة الأولى منذ 1955م، بحسب مراقبين.
وتحت إدارة بايدن، شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا، حيث تم تعزيز التنسيق في القيادة والسيطرة بين قوات الدفاع الذاتي اليابانية والجيش الأمريكي، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج المشترك للمعدات الدفاعية، مما يؤكد الالتزام المشترك بأمن واستقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وبموجب الفوز فسر مراقبون نجاح المعارضة إلى أحداث غزة وتضامن المعارضة مع فلسطين.
وقال د. فايز أبو شمالة @FayezShamm18239: "طوفان الأقصى عابر للحدود، ووصل إلى اليابان.. ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية الحزب الليبرالي المؤيد لأمريكا وإسرائيل يخسر الانتخابات أمام الأحزاب المعارضة المعروف عنها مناهضة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والتي كانت تقود المظاهرات الداعمة لصمود غزة، وضد حرب الإبادة التي يمارسها الصهاينة".
تعديلات جذرية
رئيس الوزراء إيشيبا اعترف بما واجهته اليابان من زلزال سياسي غير مسبوق بعد خسارة الائتلاف الحاكم للأغلبية في الانتخابات العامة التي جرت في 27 أكتوبر 2024.
وفي أعقاب هذه الهزيمة التاريخية، وجد رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا نفسه أمام اختبار حاسم لاستعادة الثقة في حكومته وإعادة رسم مستقبل البلاد السياسي.
وقال منصات يابانية إن هذه التطورات ليست مجرد كبوة عابرة للحزب الليبرالي الديمقراطي، بل إشارة قوية على تغير موازين القوى وبدء فصل جديد من عدم الاستقرار السياسي في اليابان.
أحزاب المعارضة التي فازت بالأغلبية هي خليط غير متجانس منها من دخل البرلمان أوّل مرة منذ تأسيسه. منها من هو مؤيد للتقارب مع الصين و منها من هو مقرب من روسيا و منها من هو مناهض للتواجد الأمريكي في البلاد ومنها من هو مناهض للاحتلال الصهيوني وسياساته و منها من يعارض تسليح اليابان لدخولها في حرب بالوكالة نيابة عن أمريكا.
التوغل الغربي
وعين إيشيبا كين أكيماتسو مساعدا لوزير التعليم والثقافة الياباني، وهو المعروف بعداوته للاجئين وللنفوذ الغربي في الثقافة اليابانية وأصبح رسميا جزءا من الحكومة مما يثير مخاوف أنه سيرفض سياسات الغرب بخصوص اللاجئين وتطبيع وجودهم من خلال الميديا اليابانية.
كما اعتذر رئيس الوزراء الياباني ايشيبا شيجيرو للمشرعين في الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي يرأسه عن نتائج الحزب السيئة في انتخابات مجلس النواب الشهر الماضي ودعاهم إلى الاتحاد.
وكان الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم قد خسر 56 مقعداً في الانتخابات، رغم أنه لا يزال يحتفظ بالعدد الأكبر من المقاعد، حيث حصل على 191 مقعداً من أصل 465 مقعداً في مجلس النواب. وفشل الائتلاف الحاكم المكون من الحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه الأصغر حزب كوميه في تأمين الأغلبية.
اعتراف بالأخطاء
وعقد الحزب الليبرالي الديمقراطي اجتماعا لمشرعيه في كل من مجلسي النواب والشيوخ يوم الخميس لمراجعة نتائج الانتخابات.
وحضر الاجتماع أكثر من 200 عضو، أو ما يقرب من ثلثي أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي في البرلمان.
وفي بداية الاجتماع اعتذر إيشيبا قائلاً إنه من المؤسف للغاية أن يخسر الحزب العديد من المقاعد في الانتخابات.
وقال إنه يعتقد أن معدل التأييد المرتفع نسبيا الذي حظي به عندما أصبح رئيسا للحزب الليبرالي الديمقراطي يعكس توقعات الناس بأنه قادر على تغيير الحزب إلى حزب يستمع إلى أصواتهم.
وقال إيشيبا أيضًا إنه يشعر بالأسف الشديد لوجود العديد من أوجه القصور لديه بعد توليه المنصب.
لكنه قال إنه ينبغي عدم السماح بتوقف السياسة الوطنية بما في ذلك السياسات الاقتصادية، والتدابير ضد التضخم ومساعدة المتضررين من الكوارث، حتى ولو للحظة واحدة.
وطلب إيشيبا التعاون من المشرعين حتى يتمكن الحزب من الاستماع إلى آراء الناس والمضي قدمًا بنجاح.