في تطور خطير على صعيد التوترات الإسرائيلية الإيرانية، أعلن الجيش الإيراني، يوم السبت، عن مقتل عسكريين اثنين نتيجة الهجمات التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على مواقع عسكرية في إيران. جاءت هذه الضربات الانتقامية من الاحتلال بعد هجوم صاروخي كبير شنته إيران على إسرائيل في مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. وأفاد بيان صادر عن الجيش الإيراني، نقلته وكالة "تسنيم"، أن "المقاتلين الإيرانيين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن أمن إيران ومصالحها"، مؤكدًا أنه سيتم الكشف عن المزيد من التفاصيل في الوقت القريب. ويُعتقد أن هذا الهجوم يأتي في إطار محاولة لإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية التي شهدت تصاعدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة. قد بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته الانتقامية صباح السبت، مستهدفًا مواقع عسكرية إيرانية بدقة. وحسبما أفادت تقارير، استهدفت الضربات الإسرائيلية نظام الدفاع الجوي الإيراني كجزء من ثلاث موجات من الهجمات، الأمر الذي يسلط الضوء على مستوى التصعيد الذي وصل إليه الصراع بين الجانبين. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين أن الهجمات شملت ضرب أهداف عسكرية في العاصمة طهران بالإضافة إلى مدينتي خوزستان وإيلام. ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي انتهاء هجومه بعد ساعات من انطلاقه، زعمت إيران أن دفاعاتها الجوية تصدت للهجمات، مشيرة إلى أن الأضرار التي لحقت ببعض المواقع كانت "محدودة". على مدار ثلاثة أسابيع، ترقب العالم رد فعل الاحتلال الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير، الذي استخدمت فيه طهران أكثر من 200 صاروخ باليستي. هذا الهجوم جاء كرد فعل على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والقائد بالحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان خلال غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر الماضي. كما كان الهجوم ردًا على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب الراحل إسماعيل هنية أثناء زيارته إلى طهران. يؤكد جيش الاحتلال الإسرائيلي التزامه بتنفيذ هجوم كبير ضد إيران كخطوة رد على الضغوط المتزايدة من جانبها. وفي الوقت ذاته، حذرت طهران من أنها ستوجه ردًا "أكثر شدة" في حال أقدمت إسرائيل على أي عمل عسكري جديد. هذا التصعيد العسكري يعكس تصاعد التوترات في المنطقة، ويؤكد أن الأوضاع قد تتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار. كما يعكس أيضًا تعقيدات الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث تلعب القوى الإقليمية والدولية دورًا محوريًا في تطور الأحداث. وقد أبدت دول عربية عدة إدانات للهجمات الإسرائيلية، داعيةً إلى التهدئة وتجنب المزيد من التصعيد، في ظل مخاوف من تداعيات هذا الصراع على الأمن الإقليمي. يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من التطورات، مع استمرار المراقبة الدولية للموقف وتزايد القلق من إمكانية انفجار الوضع عسكريًا بين الجانبين.