أكد الدكتور محمود محي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، خلال مشاركته في "منتدى المصري اليوم الاقتصادي"، أن مصر تمتلك مقومات اقتصادية متنوعة تؤهلها لتحقيق التنمية المستدامة. أوضح محي الدين أن هناك فرصًا كبيرة يمكن لمصر الاستفادة منها، خاصة في إطار الاتفاقيات التجارية الجديدة مع إفريقيا، التي تمثل سوقًا واعدة للنمو الاقتصادي.
التحديات الاقتصادية الحالية
وفي كلمته، أشار محي الدين إلى أن مصر تواجه عدة تحديات اقتصادية، أبرزها مشكلة في الواردات وأزمة في التصدير، ما يتطلب وضع سياسات أكثر كفاءة لزيادة القدرة الإنتاجية وتعزيز الصادرات.
كما حذر من ارتفاع الدين العام، الذي يشكل عبئًا على الإنفاق الحكومي، مؤكداً على ضرورة تحسين إدارة الإنفاق العام وتوجيهه نحو القطاعات الحيوية التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد محي الدين أهمية التفرقة بين "المشكلة" و"الأزمة" في التعامل مع القضايا الاقتصادية. مشيرا إلى أن غياب هذه التفرقة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات وتحولها إلى كوارث، مطالبًا باتباع سياسات اقتصادية تعتمد على التخطيط الاستراتيجي لمواجهة الأزمات بشكل فعال.
فرص واعدة في إفريقيا واتفاقيات التجارة
وفي سياق حديثه عن القارة الإفريقية، أشار محي الدين إلى وجود فرص اقتصادية واعدة ضمن أطر الاتفاقيات التجارية الجديدة، التي يمكن لمصر استغلالها لتعزيز صادراتها وتوسيع قاعدة استثماراتها في القارة. الاتفاقية الإفريقية للتجارة الحرة تعد إحدى أبرز الأدوات التي تتيح لمصر فتح أسواق جديدة، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، الزراعة، والبنية التحتية.
التعليم والصحة كمحاور أساسية للتنمية
شدد محي الدين على ضرورة توجيه الاستثمار نحو قطاعات التعليم والرعاية الصحية، إذ يرى أن تطوير هذه القطاعات يعزز من رأس المال البشري، ما يمثل قاعدة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة. وأضاف أن الاستثمار في البنية التحتية، وتحويلها إلى بنية تكنولوجية متطورة، سيشكل ركيزة لتسريع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز القدرة التنافسية لمصر في الأسواق العالمية.
نماذج تنموية من إفريقيا وأمريكا اللاتينية
أشار محي الدين إلى تجارب تنموية ناجحة في بعض دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية، والتي يمكن لمصر الاستفادة منها لتحقيق أهدافها التنموية. هذه الدول اعتمدت على سياسات إصلاحية جريئة وزيادة التعاون الدولي، ما ساعدها على تجاوز الأزمات الاقتصادية وتحقيق استقرار اقتصادي نسبي.
الصراعات الجيوسياسية وتأثيرها على التنمية
بالرغم من الفرص المتاحة، أوضح محي الدين أن المنطقة العربية تواجه تحديات كبيرة بسبب الصراعات الجيوسياسية التي تؤثر على حركة التجارة وتقلل من فرص التعاون الإقليمي. وأشار إلى أن التوترات في الدول الغربية والصراعات في الدول العربية الجنوبية تعيق جهود التنمية وتضع ضغوطًا إضافية على الاقتصاد.
تحدث محي الدين عن تأثير الصراعات في فلسطين ولبنان، حيث تعاني هذه الدول من أزمات إنسانية واجتماعية معقدة تزيد من صعوبة تحقيق الاستقرار الاقتصادي. ورغم هذه التحديات، أكد أن التعاون الإقليمي يمكن أن يكون الحل لتجاوز الأزمات وتحقيق التنمية المستدامة.
فيديو: