أثارت العلاقة التي تجمع بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلق البيت الأبيض من جديد، بعد الكشف عن تفاصيل جديدة سلطت الضوء على جوانب خفية من تلك العلاقة، في كتاب جديد للصحفي بوب وودوورد، أحد أبرز الصحفيين الأمريكيين. ووفقاً لوكالة "أسوشييتد برس"، فإن المعلومات التي وردت في الكتاب أعادت النقاش حول العلاقة الوثيقة بين ترامب وبوتين، خصوصاً في ظل سعي ترامب للعودة إلى البيت الأبيض خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. الكتاب الذي يحمل عنوان "War" (الحرب) والمقرر صدوره في 15 أكتوبر 2024، يقدم تفاصيل حول اتصالات سرية وتحركات غير معلنة بين ترامب وبوتين منذ مغادرة ترامب منصبه في يناير 2021. اتصالات سرية ومساعدات غير معلنة وفقاً لوودوورد، أجرى ترامب ما لا يقل عن 7 مكالمات هاتفية مع بوتين منذ تركه منصبه. وقد أثار هذا الأمر قلق الأوساط السياسية في واشنطن، خاصة وأن هذه المكالمات لم تكن معروفة للجمهور أو للحكومة الأمريكية. لكن الأكثر إثارة للجدل، كان الكشف عن أن ترامب قام بإرسال اختبارات كوفيد-19 إلى بوتين في عام 2020، بينما كانت روسيا تعاني من نقص حاد في هذا المجال. تم هذا الدعم في السر، دون أن يتم إبلاغ الجهات المعنية أو الكشف عنه للرأي العام الأمريكي أو الدولي. هذا الكشف أعاد للأذهان العلاقة المثيرة للجدل بين ترامب وروسيا، والتي خضعت لتحقيقات عديدة، خاصة بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. وكان ترامب دائماً مدافعاً عن بوتين وسياساته، مما أثار شكوكاً حول طبيعة علاقتهما ومدى تأثيرها على السياسة الأمريكية. قلق في البيت الأبيض أثارت هذه التفاصيل التي كشف عنها وودوورد ردود فعل سريعة من البيت الأبيض. في تصريح صحفي، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير: "لسنا على علم بشأن هذه المكالمات، ولا يمكنني تأكيد أي منها هنا. لكن إذا كان الأمر صحيحاً، فهل نحن قلقون؟ نعم، لدينا مخاوف جدية". وأشارت جان بيير إلى أن الحفاظ على علاقات بين القادة السابقين ونظرائهم الأجانب ليس أمراً غير مألوف، لكن التفاصيل المتعلقة بتلك المكالمات والمساعدات السرية لروسيا تثير تساؤلات خطيرة حول ما إذا كانت هناك مصالح شخصية أو سياسية متداخلة. تأثيرات على حملة ترامب الانتخابية تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لترامب، الذي يخوض حملة انتخابية قوية لاستعادة الرئاسة في انتخابات نوفمبر 2024. وقد عبر ترامب مراراً عن استيائه من السياسات الأمريكية تجاه أوكرانيا، حيث انتقد بشدة تقديم المساعدات المالية والعسكرية لكييف لمواجهة الغزو الروسي المستمر منذ فبراير 2022. هذا الانتقاد دفع العديد إلى الربط بين موقفه المتعاطف مع روسيا والتحقيقات التي واجهها حول علاقاته مع موسكو خلال فترة ولايته الأولى. في هذا السياق، قالت إميلي هاردينغ، خبيرة الأمن القومي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، والتي قادت تحقيقاً حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية: "أحذر أي زعيم عالمي من الثقة في فلاديمير بوتين بشأن أي شيء". واعتبرت هاردينغ أن الثقة الزائدة التي يظهرها ترامب تجاه بوتين تمثل خطراً على المصالح الأمريكية وحلفائها. نفي من حملة ترامب في المقابل، نفت حملة ترامب الانتخابية صحة ما ورد في كتاب وودوورد حول الاتصالات الهاتفية مع بوتين وإرسال اختبارات كوفيد-19 إلى روسيا. ووصف المتحدث باسم الحملة هذه الادعاءات بأنها "مفبركة" وتهدف إلى تشويه سمعة ترامب في فترة حرجة من حملته الانتخابية. على الرغم من ذلك، يستمر الكتاب في إثارة الجدل بين الأوساط السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة، مما يعزز التوترات بين البيت الأبيض وحملة ترامب مع اقتراب موعد الانتخابات.