أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الثلاثاء، عن 30 معتقلًا، بينهم 15 امرأة و15 طفلًا، عند سجن “عوفر” العسكري” المقام على أراضي الفلسطينيين في بلدة بيتونيا غرب رام الله، ومن معتقل “المسكوبية” في القدس المحتلة، ضمن الدفعة الخامسة من “صفقة التبادل”.

وتحدث بعض الأسرى من النساء والأطفال المحررين عن معاناتهم داخل سجون الاحتلال، وتعرضهم للتعذيب من وقت لآخر، وخاصة بعد بداية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.

 

آثار ضرب الاحتلال ما زالت على جسدي

الأسيرة عطاف جرادات للأناضول: آثار ضرب الاحتلال ما زالت على جسدي

قالت عطاف جرادات، إحدى الأسيرات المفرج عنها من السجون الإسرائيلية عقب الإفراج عنها في الدفعة الرابعة ضمن صفقة التبادل بين حركة "حماس" وإسرائيل، فجر الثلاثاء، إن الأسيرات الفلسطينيات "تعرضن للضرب بشكل مبرح وللإهانة بعد 7 أكتوبر الماضي".

وأضافت: "بعد 7 أكتوبر تم عزل الأسيرات وأنا شخصيًا تعرضت للضرب حتى ترك آثارًا على جسدي، وجهت لنا الإهانات تركنا دون فراش وأغطية".

ولفتت إلى أن السلطات الإسرائيلية حاولت كسر معنوياتنا لكنها فشلت، وفقًا لـ"الأناضول".

وتابعت: "كأني أعيش في حلم بعد عامين من الاعتقال الصعب أنا اليوم حرة وكسرنا بوابة السجن رغمًا عن الاحتلال وبإرادة المقاومة".

ولفتت إلى أن الأوضاع في السجون الإسرائيلية سيئة للغاية حيث تم سحب كل شيء من غرف الأسيرات.

وقالت: "نحن نعلم أن ثمن حريتنا كبير جدًا على حساب دماء شعبنا في قطاع غزة ومنازله التي دمرت".

وتابعت: "أرفع رأسي بهم عاليًا وإن شاء الله يأتي اليوم الذي نرى فيه كل الأسرى قد تحرروا من السجون قريبًا".

وعطاف جرادات (50 عامًا) من بلدة السيلة الحارثية قرب جنين شمالي الضفة الغربية، معتقلة منذ عامين، واثنان من أبنائها في السجن.

 

أسيرات ينتظرن الخروج

المحررة ياسمين شعبان للأناضول: خلفنا أسيرات ينتظرن الخروج

وتقول ياسمين شعبان، إحدى الأسيرات المفرج عنها من السجون الإسرائيلية في الدفعة الرابعة ضمن صفقة التبادل بين حركة "حماس" وإسرائيل، فجر الثلاثاء، إن خلفها أسيرات ينتظرن الإفراج عنهن.

وأضافت "الاحتلال حاول كسر معنويات الأسيرات ليفقدن الأمل في الحرية وأنه لن يفرج عنهن، لكني دائمًا ما كنت أقول لهم ثقتنا كبيرة في المقاومة".

ووجهت شعبان رسالة لغزة قائلة: "نحن معكم. قدمتم الغالي، ونحن هنا بالضفة سنبقى على خطى المقاومة".

وعن ظروف سجنها قالت ياسمين: "الأوضاع في سجون الاحتلال صعبة للغاية. تقوم سياسة الاحتلال على التجويع والضرب، كل يوم يتفنن السجانون بالضرب والإهانة".

وأمضت ياسمين في سجون الاحتلال 5 سنوات وأفرج عنها عام 2019، ثم اعتُقلت في مارس 2022، وحكم عليها بالسجن 6 سنوات وغرامة مالية بقيمة 8000 شيكل، قبل أن يفرج عنها مساء الاثنين.

وياسمين من قرية الجلمة شرق جنين شمالي الضفة الغربية وهي متزوجة وأم لأربعة أبناء.

 

أسيرٌ فقد الذاكرة من التعذيب

طفل محرر من سجون إسرائيل: أسير بزنزانتي فقد الذاكرة من التعذيب

ومن الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، الطفل الفلسطيني محمد نزال، وهو مصاب بكسر ورضوض جراء تعرضه للضرب المبرح.

نزال الذي أفرج عنه فجر الثلاثاء ضمن الدفعة الراعبة من صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس، قال إن "وحدات إسرائيلية كانت تقتحم بشكل متواصل غرف الأسرى وتعتدي علينا بالضرب المبرح".

وأضاف: "هناك أسير كبير في العمر أعتقد أنه توفي جراء الضرب، بعد أن فقد الوعي نقل من الغرفة ولم نعرف عنه شيئًا، وآخر فقد الذاكرة".

وتابع: "منذ 7 أكتوبر ونحن نعيش أوضاعَا صحية صعبة للغاية، اعتدى علينا جنود الاحتلال بالضرب بصورة وحشية حتى يفقد الأسير وعيه. الناس كانت تبكي من شدة الضرب".

وعن حالته الصحية يقول: "تبين إصابتي بكسر في أحد أصابعي، ورضوض أخرى في يدي وجسدي. أمضيت آخر شهر لي بالسجن كأنه 20 سنة".

ونزال من بلدة قباطية إلى الجنوب من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، اعتقل قبل 3 شهور، وصدر بحقه حكم بالسجن الإداري لمدة 6 أشهر.

ومنذ يوم الجمعة الماضية، وعلى مدار 5 أيام استلمت إسرائيل 60 أسيرًا من النساء والأطفال مقابل الإفراج عن 180 فلسطينيًا من الأسرى النساء والأطفال أيضًا في سجون إسرائيل بموجب صفقة التبادل.

وفي 7 أكتوبر الماضي، أطلقت المقاومة الفلسطينية هجومًا على مستوطنات غلاف غزة، قتلت خلاله أكثر من 1200 إسرائيلي وإصابة أكثر من 5 آلاف وأسرت نحو 239.

بينما شنت إسرائيل حربًا مدمرة على القطاع خلّفت دمارًا هائلًا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.