واصلت مليشيات الانقلاب العسكري انتهاكات بحق المعتقلين السياسيين، التي تبدأ من الانتهاكات اللفظية وتصل إلى القتل، مرورا بالتعذيب الجسدي والنفسي، والمنع من العلاج، والإهمال الطبي للمرضى حتى الموت.

ففي سجن المنصورة العمومي أدى الإهمال الطبي المتعمد إلى إصابة المعتقل “عاطف ابراهيم الشربيني” وشهرته عاطف أبو زيد، بعمي في عينه اليسرى.

بدأت المشكلة بحالة من الإغماء والقيء أصابت المعتقل في الخامس عشر من مارس الماضي، وعندما أفاق بعد فترة وجد نفسه غير قادر على الرؤية نهائيا بعينه اليسرى، وبعد إلحاح وضغط تم نقله إلى المستشفى وأظهرت أشعة الرنين وجود ورم ضاغط على العصب البصري والتقاطع البصري مع احتمال وجود نزيف داخل الورم أدى إلى تدهور في درجة الوعي ويحتاج إلى جراحة عاجلة.

وتم إعادة المعتقل إلى السجن دون أخذ الأشعة والتقرير الطبي، وعندما حان موعد إعادة الكشف تم تحويلة للمستشفى وطلب منهم المعتقل إحضار الأشعة والتقرير قبل الكشف، كان الرد “احنا شغلتنا نوديك تكشف وبس” وكانت النتيجة أن كتب الطبيب “يحضر ومعه الأشعة” وتم إعادته للسجن ولم يتم إحضار الأشعة إلا بعد الضغط داخل السجن.

ووصل التعنت بإدارة السحن إلى إعادة إلى محبسه مرة أخرى بحجة عدم وجود حراسة معه، دون أي مراعة لحالته الصحية المتأخرة، ورغم تشديد الطبيب المعالج على حجزه لإجراء عملية جراحية بعينه المصابة.

وأمس كان مقرراً له دخول المستشفى وإجراء العملية إلا أنه فوجئ بالتأجيل لمدة 15 يوم.

ويذكر نجله أنه خلال الزيارات الثلاث السابقة منعت إدارة السجن دخول أي أدوية له رغم تأخر حالته.

يذكر أن “عاطف ابوزيد” قد اعتقل يوم 21 يناير الماضي عن طريق قوة من قسم أول المنصورة أثناء تواجده في عيادة التأمين الصحي في المجزر للكشف وتلقي العلاج، وتم توجيه له تهمة الانتماء لجماعة محظورة.