ملاحظة: الخبر منقول حرفيا كما جاء في صحيفة القدس العربي اللندنية عدد السبت 25/10/2008، فمعذرة لبعض المصطلحات التي لا نوافق القدس العربي عليها مثل اعتبار القوات الموالية لإسرائيل وأمريكا قوات امن وطني فلسطيني.

الناصرة ـ 'القدس العربي' من زهير اندراوس:كشف مصدر فلسطيني رفيع المستوى، الجمعة في حديث خاص لـ 'القدس العربي'، النقاب عن التدريبات العسكرية التي يجريها افراد الامن الوطني في المملكة الاردنية الهاشمية تحت اشراف امريكي.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، انّ 700 عنصر من الامن الوطني الفلسطيني انهوا قبل عدة ايام التدريبات المكثفة في معسكر الموقر الدولي، بالقرب من العاصمة الاردنية عمّان، مؤكدا انّ معسكر الموقر، هو معسكر دولي اقامته الولايات المتحدة الامريكية على نفقتها الخاصة ويسمى باللغة الانكليزية jbtk.

واضاف قائلا: التدريبات تمّت من قبل رجال امن اردنيين في المعسكر، الذي يتدرب فيه ايضا افراد الجيش العراقي. وكشف النقاب عن انّ المنسق الامريكي كيث دايتون، الذي عينته وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في منصبه، قبل حوالي السنة ونصف السنة، قرر نقل العناصر للتدريب في المملكة الهاشمية بعد ان نجحوا في السيطرة على مدينة نابلس في الحملة التي قادتها حكومة تسيير الاعمال التي يراسها الدكتور سلام فيّاض، وتمكنوا من فرض الامن والنظام في المدينة واخماد القوة العسكرية لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) والتنظيمات الاخرى، التي تعارض العملية السلمية.

ووفق المصدر فانّ الجنرال الامريكي ومعاونيه، حوالي مائة ضابط يتواجدون في مدينة القدس، تابعوا عن كثب الحملة في نابلس، وتوصلوا الى نتيجة انّ العناصر التي شاركت نجحت في الاختبار. وبعد الانتهاء من حملة نابلس تمّ نقل افراد الكتيبة الى مدينة اريحا الفلسطينية، وهناك تدرب العناصر لمدة شهرين كاملين. وبعد ذلك، زاد المصدر عينه قائلا، تمّ نقلهم قبل اربعة اشهر الى معسكر الموقر في الاردن وهناك تمّ تدريبهم على مدار الاشهر الاربعة بدون توقف، كما انّ المسؤولين في المعسكر رفضوا منحهم الاجازات. وتمكن الاردنيون، باشراف امريكي، من تأهيلهم للقيام بعمليات دهم، ومكافحة الشغب، واطلاق النار (كل عنصر اطلق اكثر من الف رصاصة خلال التدريبات).

واكد المصدر انّ قائد الوحدة الفلسطينية المختارة هو المقدم الركن سعيد النجار، ابن مدينة غزة، اما العناصر فانّهم جميعا من الضفة الغربية المحتلة.

وزاد المسؤول العسكري الفلسطيني قائلا انّ الوحدة المختارة تسمى الكتيبة الخاصة الثانية، وهي كتيبة محمولة، تملك 145 سيارة، تم شراؤها باموال امريكية خُصصت لاعادة تأهيل قوات الامن الفلسطينية في الضفة الغربية.

واكد المصدر في سياق حديثه على انّ عناصر الكتيبة الثانية ينتظرون اليوم في الاردن لتلقي الاوامر من المستويين السياسي والامني في السلطة الوطنية الفلسطينية للعودة الى الاراضي الفلسطينية، لانّ الهدف من اعادتهم هو نقلهم الى مدينة الخليل وضواحيها للسيطرة على الامن هناك، خصوصا وانّ الخليل والقرى التي تحيط بها، تعتبر من اهم المعاقل التابعة لحركة حماس، على حد تعبيره.

كما اشار المصدر الى انّ الاسرائيليين اعجبوا باداء الوحدة المحمولة، والتي قامت ايضا بالعمل في مدينة جنين، وفق الاتفاق الذي تمّ بين الحكومة الاسرائيلية وحكومة الدكتور فيّاض، مؤكدا انّ وزير الامن الاسرائيلي ايهود باراك، الذي قام مؤخرا بزيارة الى مدينة جنين المحتلة، عبّر عن اعجابه بقدرة الاجهزة الامنية الفلسطينية في تثبيت الامن والنظام والاستقرار في المدينة بعد ان قامت بعمليات واسعة النطاق ضد كل من يخالف الامن والنظام، بما في ذلك حركة حماس.

وفي معرض حديثه تطرق المسؤول الفلسطيني الى التصريحات الصادرة عن مسؤولين اسرائيليين والقائلة انّ قوة حركة حماس تنامت في الآونة الاخيرة ايضا في الضفة الغربية، وقال انّ هذا الكلام عار عن الصحة، وانّ قوات الامن التابعة للحكومة الفلسطينية قادرة على ضبط الامور في الضفة الغربية، واكبر دليل على ذلك، فرض الامن والنظام في مدينتي نابلس وجنين، على حد وصفه.