روى خالد المصري المحامي الحقوقي وعضو إتحاد المحامين العرب، قصة معاناة شاب "تركمانستاني" يعيش في مصر مع زوجته وأطفاله، اعتقلته قوات أمن الانقلاب ولفقت له تهمة الانضمام لجماعة محظورة.
يقول المصري في تدوينته له أمس الإثنين عبر "فيسبوك" : (آنا جلدي يزمرادوف) شاب من تركمانستان طالب في السنة النهائية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر متزوج من أخت من بلده ويعيشون في الحي العاشر بمدينة نصر.
في شهر فبراير الماضي داهمت قوات الأمن مسكنه واقتادته لقسم مدينة نصر بعد أن اخذت جواز سفره وجواز سفر زوجته وبطاقة الدراسة في الأزهر ثم وجد نفسه في نيابة أمن الدولة يتم التحقيق معه في القضية 79 لسنة 2016 بتهمة الانضمام لجماعة على خلاف القانون.
ليس له أي احد في مصر سوي زوجته التي فقدت عائلها وسندها الوحيد بعد الله واخذت على عاتقي حضور التحقيقات وجلسات التجديد معه في النيابة وهو لا يتحدث إلا بالفصحى كان يقول لوكيل النيابة ' انا لا أعرف ماذا فعلت. دعوني ارجع لأطفالي إنهم مساكين ليس لهم سواي' واذا سأله وكيل النيابة هل تريد شيئا بمناسبة تجديد حبسك يرد عليه ' نعم أريد الترحيل إلي وطني'
مرت الشهور وآنا جلدي محبوس في قسم مدينة نصر مع الجنائيين في حالة شديدة السوء وكان يطلب بإلحاح حتي ترحيله لأي سجن بعيداً عن هذا القسم لإصابته بحساسية شديدة في صدره.
كان اليوم هو موعد تجديده في محكمة جنايات القاهرة في معهد امناء الشرطة بطرة تكلمت قليلاً ثم قلت للقاضي انه يريد ان ينحدث إليكم فأخرجه القاضي من القفص وقال ' يا سيدي أخرجني من أجل زوجتي ليس لها أحد هنا في هذا البلد لقد اصيبت زوجتي أثناء فترة حبسي بالسرطان. إنه سرطان الثدي.
أرجوك أخرجني لنعود لوطني حتي تموت هناك ولا أريد ان اكمل تعليمي. وشكراً لك'".
وأردف في تدوينة أخرى اليوم الثلاثاء، قائلا : "حينما كتبت البوست أمس وصلتني عشرات الرسائل تطلب التواصل مع زوجته فلم أعط هاتفها إلا لمن أعرفهن فقط من الأخوات ولكن كان هاتفها مغلق وتببن انها غيرته وبصراحة كنت في منتهي الضيق خشية ان يكون قد أصابها مكروه.
فوجئت منذ قليل باتصال هاتفي منها تخبرني أنها قرأت البوست بعد أن اتصل بها بعض صديقاتها وقرأت جميع التعليقات وأنها بكت من الفرحة وقالت لي بالنص ' يا اخي أخبر جميع الجمهور الذي سأل عني أني بخير وأطفالي بخير وأني اتابع علاجي ولا أريد مساعدة من أحد فقط الدعاء'.
ثم اخبرتني ان زوجها قد حصل على إخلاء سبيل بالفعل في جلسة أمس بعد أن تحدث للقاضي بالحوار الذي نشرته في بوست أمس ولكنهم ضللونا في المحكمة وأخبرونا أنه تم التجديد له وبعد إخلاء سبيله استأنفت النيابة على القرار والمفروض إنه نازل جلسة بعد قليل سوف أتوجه إليه إن شاء الله.
وبخصوص من كان يتحدث عن سفارة بلده تركمانستان ليس لها سفارة في مصر فضلاً عن أنها دولة شيعية تدعمها إيران و تحارب أهل السنة فلا حديث عن تدخل السفارة لمساعدته.
ليس لنا سوى الله لهذه الأسرة لذا ادعوا الله جميعاً بظهر الغيب له أن يتأيد قرار إخلاء سبيله اليوم ويعود لزوجته واطفاله بخير".

